كتب ـ جعفر الديري: تشكو فاطمة زوجها الموظف بأحد المصارف وحديثه المستمر بلغة الأرقام، هدى وضعها أشد مرارة، زوجها موظف بأحد الفنادق الراقية ويحب أن يرى كل شيء مرتباً، ويقلب البيت فوق رأسها إذا لمح حبة أرز على الطاولة أو السجادة. وتنفض سعاد يديها دلالة الملل من زوجها المدرس الذي يحدثها باللغة الفصحى حتى عندما يطلب كأساً من الماء، وتضحك بتول عجباً من زوج ـ يعمل بالألمنيوم ـ ويردد مفردات عمله حتى أثناء نومه. لغة الأرقامزوج فاطمة يعمل موظفاً بأحد البنوك، تعلق بلغة المال والأعمال منذ دراسته الجامعية «عندما تقدم لخطبتي لم يخف أنه هاوٍ للغة الأرقام، لم أتوقع أنه مجنون بها، حياتي معه تبدأ برقم وتنتهي برقم!». الزوج أصيب بوسواس الأرقام «حتى عندما نذهب لشراء حاجات المنزل، يعد النقود مرة ومرتين وثلاثة، ولا يغادر المكان حتى أطمئنه أن الحساب مضبوط، في كثير من الأحيان يضحكني، وفي أحيان أخرى أرثي لحاله». النظافة عنوان هدى حكايتها مع زوجها مختلفة.. هي ليست ست بيت مهملة، ولكن لا يني زوجها يتهمها بالإهمال «عندما تسقط حبة رز بعد تناول طعام الغداء، أو قطعة لحم صغيرة على الطاولة، هنا تبدأ مشكلة ولا تنتهي». الزوج كان يدير مطبخاً كبيراً، وكل خبرته متعلقة بالفنادق «اعتاد أن يرى كل شيء نظيفاً ومرتباً، لذلك ينقلب حاله ويتوتر لأقل هفوة تبدر مني.. في كثير من الأحيان أحار في أمره، ولا أرغب في الكلام معه، لكن بعد ذهاب سورة الغضب، يتبين لي أنه زوج نموذجي، فهو نظيف القلب طيب السريرة، وغضبه ينصب في صالح العائلة فلماذا الزعل؟!». الحب بالعربية وتجد سعاد في زوجها نموذجاً للتعلق المرضي باللغة العربية «هو مدرس ومرب، وعاشق للغة الأم، محبو اللغة العربية كثر وأنا منهم، لكن الفرق بيني وبين زوجي أن حبي للغة العربية عادي، لكنه يحبها بشكل غريب ومبالغ فيه، هو لا يترك كتاباً دون أن يكمل قراءته، ولا برنامجاً تلفزيونياً عن العربية إلا وأتم مشاهدته، ويحتفظ حتى الآن ببرامج عن اللغة العربية مسجلة على أشرطة فيديو منذ صباه». وتقول إنه لا يكف عن الحديث بشأن اللغة العربية وجمالها «كنت قبلاً أمل حديثه، لكني اليوم استطبت هذا الحديث». وتقدم بتول صورة كاريكاتورية لمشكلة زوجها مع تفاصيل العمل ومفرداته «هو يعمل في ورشة للألمنيوم، تعلم الصنعة مذ كان طفلاً، واستمر عشقه للمهنة حتى تمكن منه، حتى وهو نائم يردد مفردات مهنية، كلمات مثل حديد نار قناع».