كتب - حسين التتان:يقارب الفيلم الكارتوني «THE CROODS» موضوعاً فلسفياً شائكاً، وبأسلوبه الكوميدي الشيق يضع المشاهد وجهاً لوجه مع عوالم أخرى تخيلها دوماً ولم يرها أو يتخيل وجودها أبداً. تدور أحداث الفيلم الذي يعرض بتقنية «3D» في عصور ما قبل التاريخ، حيث تعيش كائنات خيالية أسطورية، ووقائع وحيوات لا تتقاطع وحياتنا المعاشة، بطل القصة هو صياد يدعى «كروج»، يخشى انقراض عائلته واندثارها ويصارع دون ذلك. الفيلم الذي تصدر مبيعات شباك التذاكر في أمريكا والعالم، يحكي قصة عائلة «كروج» وابنتها الشقية «عيب»، هي عائلة من بين عوائل قليلة نجت من الانقراض، واستطاعت أن تصمد في صراع البقاء، بفضل قوانين الأب الصارمة والحازمة في حمايتها، ولولا الطريقة المشحونة بعاطفة الأبوة وحب البقاء، لكان مصير عائلة «كروج» كمصير بقية الأسر الكهفية التي انسحقت أمام موجودات وكائنات أخرى غير بشرية.في كل ليلة وقبل النوم، يروي الأب لأطفاله حكاية، البطل فيها دوماً شديد الشبه من ابنته الفضولية «عيب»، ومن خلال الحكاية يحذر العائلة أن اكتشاف الأشياء الجديدة تهدد وجودهم. بعد أن ترقد العائلة وتهنأ بلذة النوم ترى «عيب» نوراً يتحرك، وبينما تبحث عن مصدر الضوء تلتقي «غاي»، صبي الكهف الذكي اللماح، وأكثر ما يثير دهشتها النار التي يستعملها، هي لا تشبه أبداً النار في حياتنا هذه، يخبرها «غاي» بنظريته حول سر الوجود، ونهاية العالم الوشيكة، ويطلب منها أن تذهب برفقته، في هذه الأثناء يجدها والدها ويعيدها للكهف ويخطط لإبقائها فيه مدى الحياة.يد غيبية تأبى الاستقرار لهذه الأسرة، تدك الجبال والكهوف بزلازل مدمرة، الأسرة لا تجد بداً من الهرب خوفاً من غدر الطبيعة، يهيمون على وجوههم في البراري بحثاً عن كهف آخر يلوذون به، لكن جرأة «عيب» ومحاولتها استكشاف عوالم أخرى غير عالم الكهف الضيق المعتم، وتوقد مشاعرها تجاه الشاب المرح الطموح «غاي»، تدفعها لكسر عادات سنها والدها وجهد على تطبيقها حرفياً، لتجبر العائلة على استكشاف عالم فيه الكثير من الجمال لا يمت لعالمهم بصلة.تحدث بعد ذلك الكثير من المغامرات الكوميدية تقدم في قالب فلسفي جميل، يشير إلى مدى إمكانية التعايش مع الأضداد، أو مع من يعتقد بعض البشر وحشيتهم، لكنهم عبر حب الحياة وجمالياتها وبعيداً عن ثقافة الكهوف، استطاعت عائلة «كروج» من اكتشاف حياة ممتعة خارج عالم الكهف، والتحليق في آفاق جميلة للغاية، والتكيف مع من كانوا بالأمس فقط أعداءً.تكونت مجموعة جديدة من الصداقات، وأُضيفت العديد من التجارب لمجتمع عائلة «كروج»، وبفضل كسر قاعدة الخوف واللهفة لاكتشاف المزيد من الأسرار بعد أن كانت في مخيلتهم عبارة عن «فوبيا» المجهول، وكل ذلك بفضل المراهقة الشقية «عيب» وما يتطلبه غرام «غاي» من تضحيات كبيرة قادتهم لعالم أجمل لم يتوقعوا يوماً مجرد وجوده. الفيلم من سيناريو وإخراج كيرك ديميكو وكريس ساندرز بينما شاركهم في كتابة القصة جون كليز، وإنتاج كريستسن بينستون وجين هارتويل، ومن بطولة نيكولاس كيج «كروج»، إيما ستون «عيب»، رايان رينولدز «غاي»، كاثرين كينير «أوغا»، كلارك دوك «ثنك»، كلورس ليكمان «جران»، أما الموسيقى فهي للموسيقار آلان سيلفستري. الفيلم من إصدار فبراير 2013 الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أول فيلم تتولى شركة فوكس توزيعه بعد اتفاقية الشراكة مع «دريم ووركس» للرسوم المتحركة.الفيلم كلف 135 مليون دولار، وحقق بعد ثلاثة أسابيع من عرضه 340 مليون دولار على مستوى العالم، ووصل عدد الفنيين العاملين فيه إلى 295 منهم 121 للمؤثرات البصرية.
«THE CROODS» .. العيش مع الأضداد
04 مايو 2013