عواصم - (وكالات): تعرضت الأحياء السنية في مدينة بانياس بمحافظة طرطوس لقصف عنيف أمس، وذلك غداة مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة العشرات في قرية «البيضا» السنية بالمنطقة نفسها التي تقع وسط العمق العلوي، في ما اعتبرته المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان «مجزرة» من صنع قوات النظام. وللمرة الأولى، تمتد المعارك إلى مدينة بانياس الساحلية في محافظة طرطوس القريبة من محافظة اللاذقية. وتشكل المحافظتان قلب المنطقة العلوية التي يرى محللون أنها قد تشكل الملاذ الأخير لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.وأعلن المرصد أن قتلى سقطوا بينهم فتى في قصف على حي رأس النبع جنوب مدينة بانياس، مصدره القوات النظامية. وأشار إلى «تخوف كبير لدى الأهالي من مجزرة» على غرار تلك التي حصلت أمس الأول في قرية البيضا قرب بانياس. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف بدأ على مناطق في أحياء رأس النبع ورأس الريفة وأطراف حي القبيات وبطرايا، ثم طال كل الأحياء الجنوبية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الأحياء السنية في المدينة تتعرض للقصف والقرى السنية جنوب المدينة كذلك، والطرق إلى اللاذقية وطرطوس تنتشر عليها حواجز للقوات النظامية، ما يجعل فرار السنة إلى مناطق أخرى أمراً مستحيلاً». وتساءل «ماذا ستفعل الأمم المتحدة؟ تترك هذه الأقلية السنية محاصرة في محيط علوي». وقتل أمس الأول 51 شخصاً غالبيتهم من المدنيين في قرية البيضا السنية جنوب بانياس في «إعدامات ميدانية وقصف»، بحسب المرصد الذي اعتبر ان «المجزرة جريمة طائفية بامتياز». وقد اتهم «الشبيحة» الموالين للنظام بارتكابها. ورأى عبد الرحمن أن النظام «لن يسمح بوجود مقاتلين معارضين في هذه المنطقة». ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية «وقوع أحداث ترقى الى جريمة إبادة جماعية» في قرية البيضا، مشيراً إلى أن «قوات الأسد مسؤولة بشكل مباشر» عما جرى. واعتبر أن «هذه الجريمة» تستدعي «تدخلاً عاجلاً من مجلس الأمن»، مطالباً «الجامعة العربية والأمم المتحدة بالتحرك السريع لإنقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية». ويبلغ عدد سكان مدينة بانياس 40 ألفاً بينهم 50% من السنة و45% من العلويين والباقي هم من المسيحيين والإسماعيليين، بحسب ما يقول الباحث الفرنسي باتريس بالانش الذي وضع دراسة حول هذه المنطقة. ويشكل السنة أقلية في مجمل محافظة طرطوس التي تقع فيها بانياس، ونسبتهم في المحافظة 105 بينما نسبة المسيحيين 8% ونسبة الإسماعيليين 2%، والعلويين 80%. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» من جهتها ان القوات النظامية «نفذت عملية ضد أوكار للإرهابيين في البيضا»، وإنها قضت على عدد من «الإرهابيين» في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس. وأسفرت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا أمس عن مقتل 29 شخصاً. ومن الأحداث الأمنية الأخرى البارزة في سوريا أمس، إطلاق مقاتلين معارضين فجراً قذيفتين على مطار دمشق الدولي، بحسب سانا، ما تسبب باندلاع حريق في احد خزانات الوقود وإصابة طائرة على أرض المطار بأضرار. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مجلس الأمن ليس مخولاً السماح بإجراء عمليات تفقد لمخيمات اللاجئين السوريين، معتبراً أن هذا النوع من النقاش يمكن أن يفتح الباب أمام محاولة لتدخل اجنبي في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السلوفيني كارل اريافيتش قرب لوبليانا إن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة «مخولة بإجراء زيارات الى مخيمات اللاجئين التي أقامتها الأمم المتحدة، في حين أن مجلس الأمن غير مخول لذلك». وتابع لافروف «إذا كانت هناك محاولة لاستخدام وضع اللاجئين السوريين للدفع قدماً بأفكار مثل إقامة منطقة حظر جوي، فإننا سنعتبرها مع الصين محاولة للإعداد لتدخل أجنبي». واعتبر البابا فرنسيس أمس أن «العدد الكبير للاجئين السوريين الذين لجأوا الى لبنان والى البلدان المجاورة، مقلق جدا» داعيا الى «مساعدة إنسانية متزايدة لهم من المجموعة الدولية». على صعيد آخر، أعلن متحدث باسم عائلة الصحافي الأمريكي جيمس فولي المفقود منذ 6 أشهر في سوريا، أن الصحافي قد يكون محتجزاً من عناصر في اجهره الاستخبارات السورية في مركز اعتقال قرب دمشق.وخطف فولي شمال غرب سوريا في نوفمبر الماضي. وفي يوم التظاهر الأسبوعي ضد النظام، خرجت تظاهرات في عدد من المناطق السورية تحت شعار»بخطوطكم الحمراء يقتل السوريون»، في إشارة إلى تأكيد الرئيس الأمريكي باراك أوباما سابقاً أن استخدام الأسلحة الكيميائية هو «خط أحمر» وسيغير «قواعد اللعبة» وعدم تحرك الأمريكيين رغم إقرارهم بأن النظام استخدم هذه الأسلحة على نطاق محدود.ولم يشارك مسيحيو الطوائف الشرقية في سوريا في صلوات الجمعة العظيمة، في وقت تعم لجواء الحزن البلاد قبل يومين من عيد الفصح الذي يصادف غداً الأحد بسبب الحداد والخوف من أعمال العنف التي تنتشر في معظم أنحاء البلاد.وفي نيويورك، ناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجهود من اجل إنهاء النزاع في سوريا مع القوى الكبرى وسط تزايد المؤشرات إلى إمكانية استقالة موفد الجامعة العربية والمنظمة الدولية الأخضر الابراهيمي.
قوات الأسد تقصف الأحياء السنية في بانياس
04 مايو 2013