قام بعض أهالي قرية في دلتا مصر بضرب ابن قيادي محلي في حزب الحرية والعدالة الإسلامي الحاكم بعد أن قتل شخصاً بسلاح ناري أثناء مشاجرة نشبت بسبب كتابات مناهضة للإخوان على شبكة «فيسبوك»، بحسب مصادر أمنية. وقالت المصادر الأمنية إن ابن أمين حزب الحرية والعدالة «المنبثق عن جماعة الإخوان» في قرية القطاوية بمحافظة الشرقية وهو مراهق في السادسة عشر من عمره كان يتشاجر مع رجل وأخرج سلاحاً نارياً وأطلق النار ما أدى إلى مقتل أحد المارة وإصابة آخر. واختبأ الشاب في منزل أسرته بالقرية وألقوا حجارة على أهل القتيل وأصدقائه وعدد كبير آخر من الأهالي الذين حاصروا المنزل مطالبين بالقصاص ما أدى إلى مقتل شخص آخر إثر سقوط حجر على رأسه. وحاولت الشرطة إخراج الشاب وأسرته من المنزل الذي أشعل فيه الأهالي المتجمهرون النار إلا أن هؤلاء تعرفوا على الشاب وأخرجوه من سيارة الشرطة وانهالوا عليه ضرباً وسحلاً حتى الموت ثم مثلوا بجثته. من جهة أخرى، عاد الملياردير المصري نجيب ساويرس إلى بلاده منهياً نفياً اختيارياً فرضه على نفسه بعد انتخاب الرئيس محمد مرسي العام الماضي ولقي ترحيباً حاراً من الحكومة التي تحاول مواجهة أزمة اقتصادية. وساويرس أحد أبرز المسيحيين المصريين ومنتقد للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها واستقبله في مطار القاهرة مبعوث للرئيس قدم إليه باقة من الزهور. وقال خبراء اقتصاديون إن عودته تشكل دعماً لثقة الشركات والتي تضررت بسبب الاضطراب السياسي. وعاد ساويرس إلى البلاد بعد أيام من التوصل إلى تسوية بين شركة يديرها أحد أشقائه والسلطات المصرية بشأن تهرب ضريبي. ورفعت السلطات أيضاً حظر سفر شقيقه ناصف الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة وأبيه انسي مؤسس إمبراطورية مجموعة أوراسكوم المملوكة للأسرة. وأوراسكوم للإنشاء والصناعة أكبر شركة مدرجة في البورصة المصرية كما إن مجموعة أوراسكوم هي الأكبر من حيث عدد العمالة في البلاد. وساويرس الذي غادر مصر الصيف الماضي هو الرئيس التنفيذي لشركة أخرى تابعة للأسرة هي اوراسكوم للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة. وقال مسؤول بالمطار إن ساويرس وصل على متن طائرة خاصة قادماً من فرنسا بصحبة والده و8 من أفراد الأسرة. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن إيهاب فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية قوله إن قرار مرسي بإيفاد مبعوث لاستقبال ساويرس وأسرته «رسالة إيجابية لرجال الأعمال الشرفاء الذين يؤدون حق الوطن». وقالت منى منصور الخبيرة الاقتصادية لدى «سي.آي كابيتال» إن عودة رجل الأعمال والاستقبال الحار الذي قوبل به من الرئاسة علامة طيبة يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على مناخ الاستثمار.وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن ساويرس أعطى مبعوث الرئاسة مظروفاً ليسلمه إلى مرسي. ولم يعد ناصف أغنى رجل في مصر إلى البلاد رغم إعلان أوراسكوم للإنشاء اتفاقها على سداد 7.1 مليار جنيه «1.02 مليار دولار» لحل النزاع الضريبي. وكانت السلطات منعت ناصف ووالده من السفر في مارس الماضي في إطار التحقيقات بشأن الشركة. ورغم أن نجيب لم يكن مشمولاً بالقرار فقد نقلت عنه صحيفة «الأهرام» الحكومية قوله إنه شعر بأنه ليس أمامه من خيار سوى مغادرة البلاد بسبب سياسات مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. واتهم الإسلاميون حزب المصريين الأحرار الذي ساهم ساويرس في تأسيسه بتمويل احتجاجات مناهضة لمرسي تحولت إلى العنف أكثر من مرة بعد انتخابات الرئاسة.«فرانس برس - رويترز»