تركت هيلين لو توزيه عملها وعائلتها ومكان إقامتها في مدينة سافوي الفرنسية لتكون إلى جانب ابنها ميكايل بلان المسجون في إندونيسيا..وبعد ذلك بـ12 عاماً أصبحت الأم الشجاعة مثالاً للعمل من أجل مساعدة السجناء.تنحني أكتاف هذه السيدة وهي تحمل الأغراض التي اشترتها للسجناء، من أطباق جاهزة ولوازم الحمامات إلى المجلات، وفي قيظ جاكرتا، تقفز هيلين من وسيلة نقل لأخرى لتصل إلى وجهتها.وتستغرق الرحلة ساعتين، تصل بعدها إلى السجن الذي يقبع فيه ابنها وقد أعياها التعب، لكن ابتسامة واحدة من ولدها ميكايل تنسيها عناء اليوم.ويقول ميكايل في قاعة الزيارات في سجن جاكرتا لمراسل وكالة فرانس برس «تحضر لنا الأرز والخضار المسلوقة، وأحياناً البيض والسمك».وتعكف والدة السجين الفرنسي منذ أكثر من 12 عاماً على تزويده بالطعام 3 مرات في الأسبوع، ويقول «لولاها لوقعت في الانهيار المعنوي».في عام 1999 وغداة عيد الميلاد، أوقف ميكايل بلان في مطار بالي وبحوزته 3,8 كيلوغرام من الحشيش، يقول إن صديقاً له طلب منه نقلها دون أن يخبره بمحتواها، وطلب القضاء الإندونيسي له عقوبة الإعدام.عندها تركت أمه كل شيء، وهجرت زوجها وأبناءها الآخرين، وعملت على تحريك الإعلام الفرنسي، ودخلت في معركة لإنقاذ ابنها.في عام 2000، أفلت ابنها من حكم الإعدام، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وجرى تخفيض العقوبة عام 2008 إلى عشرين عاماً. وتتابع هيلين «القضايا المنسية» في هذا البلد، سيما قضايا العمال الأفارقة الذين يحتجز بعضهم منذ 14 عاماً في سجن الهجرة، لأنهم فاقدون للأوراق الثبوتية.وتقيم هيلين في منزل متواضع في جاكرتا، ليس فيه جهاز تبريد يخفف الحر الاستوائي، ولكن فيه ثلاجتان لأغراض السجناء ومكتبة.ويقول جوش بنسن وهو سجين هولندي في سجن جاكرتا إن هيلين «تحضر لي أحياناً علب السجائر، أو الأدوية التي أحتاجها.. مهم جداً أن تشعر أن هناك من يهتم لأمرك».وتبلغ السيدة 62 عاماً، وأعيت ملامح وجهها هذه السنوات الطويلة في جاكرتا، لكنها لا تسمح لنفسها بالتراجع أو الوهن في هذه المعركة المستمرة.وأصبح ممكناً الإفراج عن ابنها منذ فبراير 2012 لأنه أمضى ثلثي العقوبة، لكنه مازال وراء القضبان.
أم فرنسية ترهن حياتها لابنها السجين بإندونيسيا
06 مايو 2013