عواصم - (وكالات): قصف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر أمس مواقع داخل الأراضي السورية في هجوم هو الثاني خلال 48 ساعة قالت إسرائيل إنه «لمنع وصول أسلحة إيرانية إلى «حزب الله» اللبناني»، بينما تراجع المسؤولون في إيران عن تهديداتهم السابقة بضرب إسرائيل إذا تعرضت سوريا لهجوم، واكتفوا «بالإدانة» ووصف الهجوم بـ «المغامرة». فيما قال قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بورداستان «نقف إلى جانب سوريا ونحن مستعدون إذا احتاج الأمر لتقديم التدريب للجيش السوري»، مؤكداً أن «جيش الرئيس بشار الأسد قادر على الدفاع عن نفسه وليس في حاجة لمساعدة خارجية». وأعلنت دمشق أن «إسرائيل قصفت 3 مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية شمال غرب دمشق»، محذرة من أن «هذه الاعتداءات تجعل الوضع الإقليمي أكثر خطورة». في غضون ذلك، أكد محللون أن الغارات الإسرائيلية على سوريا تحذير لإيران و»حزب الله». وشبه سكان القصف «بالزلزال» الذي هز الأرض. من جهته، أكد المنسق السياسي للجيش السوري الحر لؤي مقداد أن «سوريا تتعرض للقصف على يدي بشار الأسد وإسرائيل». ومع استمرار النزاع السوري لأكثر من عامين حاصداً أكثر من 70 ألف قتيل، تهدد الغارات الإسرائيلية بتمثيل نقطة تحول مع الدخول الصريح لإسرائيل على خط الأزمة السورية، في حين أبدت إيران حليفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد استعدادها لـ «تدريب» قواته النظامية التي تحظى في بعض المناطق بدعم من عناصر من حزب الله الشيعي. وأعلنت دمشق أن إسرائيل قصفت فجر أمس 3 مواقع عسكرية تابعة للقوات النظامية شمال غرب دمشق، مستخدمة صواريخ من طائرات حربية حلقت فوق «الأراضي المحتلة وجنوب لبنان». وقالت الخارجية السورية في رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن إن الهجوم أدى إلى «العديد من الشهداء والجرحى وتدمير واسع». واستهدف القصف مركزاً للبحث العلمي في جمرايا سبق أن استهدف في يناير الماضي، إضافة إلى مخزن للأسلحة وفرقة للدفاع الجوي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي في بيروت. وأبلغ مسؤول إسرائيلي كبير أن الهجوم الجوي «استهدف صواريخ إيرانية مرسلة الى حزب الله» الشيعي حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن الطيران الإسرائيلي شن غارة أخرى فجر الجمعة الماضي على أسلحة مماثلة قرب مطار دمشق الدولي. وأضاف أنه «في كل مرة تصل معلومات لإسرائيل حول نقل صواريخ أو أسلحة من سوريا إلى حزب الله، ستهاجم»، وأن سلاح الجو الإسرائيلي «في حالة تأهب عالية لم يبلغها منذ سنوات». ودانت إيران الحليفة للنظام السوري الهجوم الإسرائيلي. وقال قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بورداستان «نقف إلى جانب سوريا ونحن مستعدون إذا احتاج الأمر عملياً لتقديم التدريب الضروري للجيش السوري النظامي»، مؤكداً أن الأخير «قادر على الدفاع عن نفسه وليس في حاجة لمساعدة خارجية». وشبه سكان شمال غرب دمشق القصف «بالزلزال» الذي هز الأرض والمباني السكنية، في حين «غطت السماء بالألوان الحمراء والصفراء». وأظهر شريط بثه ناشطون على شبكة الإنترنت، حرائق صغيرة يتبعها انفجار هائل. من جهتها، حذرت الحكومة السورية إثر اجتماع استثنائي عقدته أمس من أن «على المجتمع الدولي أن يدرك أن تعقيدات ما يجري في المنطقة باتت أكثر خطورة، وأن على الدول الداعمة لإسرائيل أن تعي أن شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان»، وذلك في بيان تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي. كما أكدت الحكومة السورية أن «هذا العدوان يفتح الباب واسعاً أمام جميع الاحتمالات»، وأنه يكشف حجم الارتباط بين مكونات الحرب على سوريا». وفي رسالتها إلى الأمم المتحدة، كانت الخارجية السورية واضحة في اتهام إسرائيل بتقديم الدعم، من خلال الهجوم، للمقاتلين المعارضين وحتى عناصر «جبهة النصرة» التي بايعت تنظيم القاعدة.من جهته، قال المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد إن سوريا تتعرض للقصف «على يدي بشار الأسد وإسرائيل»، مؤكداً عدم ارتباط عمليات الجيش الحر «بالغارات الإسرائيلية أو أي شيء آخر»، واستمرارها «حتى إسقاط بشار الأسد». ودانت مصر وجامعة الدول العربية الهجوم الإسرائيلي، ودعتا مجلس الأمن إلى «التحرك فوراً».وفي قطاع غزة اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تدعهما إيران أن «الهجوم يدل على أن العدو يتجاوز الخطوط الحمر».وقالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة إنها «تستنكر العدوان الصهيوني» معبرة في الآن ذاته عن «الألم الشديد لتواصل المجازر» التي ترتكبها السلطات السورية. في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية، دان قادة الحركات الوطنية والإسلامية الفلسطينية «العدوان الإسرائيلي» على سوريا. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «قلقه الشديد» ودعا الى الهدوء «لتفادي التصعيد» في النزاع السوري. واعتبرت لندن على لسان وزير الخارجية وليام هيغ أن «هذه الأحداث وغيرها من الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية تظهر ازدياد الخطر على السلام في المنطقة»، معتبرا انه «كلما طالت الأزمة كلما ازدادت ضرورة رفع حظر وصول الأسلحة» إلى مقاتلي المعارضة السورية. لكن هذا الموقف لا يحظى بموافقة النمسا التي أعلن المتحدث باسم خارجيتها الكسندر شالنبرغ معارضة بلاده الاقتراح المقدم خصوصاً من بريطانيا، برفع الاتحاد الأوروبي للحظر على شحنات الأسلحة. وأبلغ وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيدليغر هذا الموقف لوزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، قائلاً «لا علاقة بين مسألة حظر تقديم السلاح إلى المسلحين السوريين المعارضين وبين الغارات الجوية الإسرائيلية في سوريا. على العكس، ذلك يظهر أن هناك الكثير من الأسلحة في سوريا». ميدانياً، وبعد أيام على «مجزرتين» ذات طبيعة طائفية في منطقة بانياس الساحلية ذات الغالبية السنية والواقعة في محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس تتعرض لقصف متقطع.وحذرت المعارضة السورية من عمليات «تطهير عرقي» في بانياس، خاصة بعد العثور على جثث 62 شخصاً في حي رأس النبع السني في المدينة بعد اقتحامه الجمعة الماضي من القوات النظامية ومسلحين علويين موالين لها، وذلك بعد يومين من مقتل 51 شخصاً في قرية البيضا المجاورة.وشمال البلاد، قال المرصد إن مقاتلي المعارضة يتقدمون في مطار منغ العسكري في محافظة حلب، بعد مقتل قائده العميد علي محمود في اشتباكات أمس الأول. وفي محافظة حمص، تدور اشتباكات على أطراف مدينة القصير في محافظة حمص بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على المدينة، وعناصر القوات النظامية ومقاتلين من حزب الله اللبناني. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل العشرات. من جانبه، شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أعنف هجوم له حتى الآن على الرئيس السوري بشار الأسد ووصفه بأنه «جزار» وحذره بأنه سيحاسب على مقتل عشرات آلاف السوريين. وقال «بإذن الله فإننا سنرى هذا الجزار، هذا القاتل يلقى جزاءه في هذا العالم، وسنحمد الله على ذلك». وفي واشنطن، دعا عدد من النواب الأمريكيين الرئيس باراك أوباما إلى توفير المعلومات الاستخباراتية والتدريب للمعارضين السوريين المسلحين من خلال الدول العربية للتسريع في سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.