هناك اختلاف في تحديد نسبة صعوبة التعلم لدى بعض الأطفال حيث يتم اكتشاف ذلك في وقت متأخر. فعلى سبيل المثال لا الحصر أن يكون الطفل في المرحلة الخامسة الابتدائية، ولكن قد يكون تفكيره في مستوى طفل في الصف الأول الابتدائي.مما تقدم، يمكن أن يتسبب ذلك في أن يحدث اضطراباً للأسرة وإصابتها بالقلق بعد اكتشافها هذه الحالة، كما إن هناك مؤشرات من الماضي لم ينتبه لها ولم يعيها أحد من أفراد الأسرة. ومثال على ذلك هو عدم تمكن الطفل من الحديث والمخاطبة الشفوية، وهذا ينتج عنه التأخر في اكتساب اللغة.ومن أهم المشاكل والأعراض التي تظهر على هذا النوع من الأطفال الاضطراب في عملية التفكير، وفهم اللغة المكتوبة والمنطوقة، والاضطراب في الكلام والسمع والتفكير، والاضطراب في القراءة والإملاء والرياضيات. كما إنه ليس من الشرط أن يتسبب ذلك في إعاقة أخرى كإعاقة في السمع أو في البصر أو في التفكير، أو غيرها.ومن عوامل صعوبة التعلم بعضها يعود إلى عوامل قبل الولادة، مثل نقص في تغذية الأم، وتناول الأم للكحول والمخدرات أثناء الحمل، وبعض الأمراض التي قد تصيب الأم أثناء فترة الحمل مثل الحصبة الألمانية والسكري، ولا يخفى علينا بأن عمر الأم قبل الولادة له من الدور وبالذات الأم الكبيرة في السن. من واجبنا معرفة بعض العوامل التي ربما لها الأثر أثناء الولادة من أهمها الولادة المبكرة، ونقص الأكسجين أثناء الولادة، وكذلك إصابات الولادة نتيجة لاستخدام الأدوات الطبية. أما في الحالات التي تتبع الولادة فمن الشائع أن الحوادث التي تؤدي إلى ارتجاج الدماغ لها أثر في ذلك، وأمراض الطفولة مثل التهاب الدماغ، والتهاب السحايا والحصبة الألمانية والحمى القرمزية. من علامات الصعوبة في التعلم أن الطفل لا يملك القدرة على ربط المعلومات، وعدم القدرة على التجريد أو إدراك المعنى مثلاً لا يستطيع مسك القلم بالطريقة الصحيحة وجيداً واستخدام اليدين في المهارة مثل التلوين والرسم.عدم الضحك يعتبر من الأعراض المبكرة لصعوبة التعلم قبل دخول المدرسة، وعدم القدرة على التوازن عند المشي والسقوط كثيراً يعتبر من العلامات والظواهر لصعوبة التعلم، عدم التعرف على الأصوات، وعند دخوله للمدرسة قد يرسب في الكثير من المواد رغم أن لديه نشاط زائد، ولكن عنده الاضطراب في الانتباه، وعدم الاستقرار، وتضييع الأشياء ونسيانها، وصعوبة إتمام نشاط معين، والانتقال من نشاط إلى آخر دون إكمال النشاط الأول، وقلة التنظيم، وقد يقرأ قصة وينسى ما قرأه في البداية، ولا يستطيع تقديم المعلومات عن نفسه وأسرته، ويحتاج لفترة طويلة من أجل الحفظ. أما إن رغبنا في إلقاء الضوء إلى التنظيم فإن غرفته تكون فوضى، وعند الترتيب لا يعرف من أين وكيف يبدأ، ويصعب عليه التمييز بين اليمين واليسار وفوق وتحت، والأول والآخر، ولا يستطيع تحديد المساحة كبيرة أو صغيرة، وقد يكون متقلب المزاج وعنيفاً في ردة الفعل، وقد يكون يحل الواجب بشكل سريع ولكن الإجابات غير صحيحة.بعد أن تم إلقاء الضوء على كثير من الأمور المتعلقة بالأطفال ذوي الصعوبة في التعلم، لابد لنا من التفكير في بعض الحلول لهذه المشكلة، كما يجب التأكد أولاً من سمع الطفل جيداً، وتدريبه على الرسائل الشفوية لنقلها إلى غيره كتدريب للذاكرة، وترك الطفل في ممارسة ألعاب فيها تركيز. وفي نهاية اليوم أو مع الانتهاء من قراءة أي قصة دع الطفل يتذكر الأحداث، ويرويها بصوت واضح وعدم السرعة في الكلام، كما يجب التأكد من نظر الطفل والتأكد أنه سليم.إن ما تقدم يعتبر دوراً من أدوار الوالدين في كيفية التعامل مع طفلهما الذي لديه صعوبة في التعلم، كما يجب عدم المقارنة بينه وبين الآخرين من الأطفال الأصحاء. ولا ننسى أنه يجب أن يكون هناك علاقة قوية بين الطفل والمدرس، ولابد من الاتصال الدائم بالمدرسة بالاستفسار عن الطفل، ووضع قوانين في المنزل بأن كل شيء يسترجع مكانه بعد الانتهاء من استخدامه، وفي حالة عدم إرجاع الشيء إلى مكانه الأصلي يكون هناك عقاب فترة معينة، والشرح له أكثر من مرة وتكراره قبل طلب تنفيذه منه، ولا ننسى من مكافأته عند تأدية العمل بشكل ممتاز. ودائماً يجب أن نضع نصب عينينا طلب الاستشارة من الأخصائيين الاستشاريين متى استدعى الأمر، ومن أجل المتابعة.أمين سر جمعية أصدقاء الصحةأمينة قمبر