أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن عدد مثيري الشغب في البحرين في تضـاؤل مستمـــر، وأن العالم بأسره دان أحداث العنف في البحرين تماماً كما هو مدان في جميع أنحاء العالم، مشدداً علـى أن المحرضين على حمل السلاح في وجه الشرطــة والقيــــام بالمظاهـــرات في المناطق الحساسة من دون الحصول على ترخيص سوف يتعرضون للملاحقة لأنهم يخالفون القوانين. وقال عاهل البلاد المفدى، في حوار نشرته مؤسسة نيمان للصحافـــة في جامعـــة هارفرد، إنه جميل أن نختلف مع الحكومة وأن نسعى لتطوير القوانين، ولكن هناك طريقة واحدة لذلك ليست العنف بل التحاور، وليست التخويف والترهيب ولكن التأقلم مع الآخرين، مؤكداً أن بعض الجماعات الصغيرة تحاول فرض هيمنتها على الآخرين عن طريق العنف، وكل ما لديهم هو القـــدرة على التخطيــط لإحداث الخراب والتخريب في كل مكان. وأكد أن الإرهـــاب لا ينتمــي لأي دين أو ديانة بل يكون له نفس الوجه القبيــح أينما وجد في أي مكــان من هذا العالم، وقال إن رؤيته هي مجتمع مفتوح يحترم حقــوق جميـــع الناس الذين يعيشون على أرض البحرين بغض النظر إذا كانوا مواطنين أو لا، مشدداً على أنه لن يقــف أبداً عن المضي قدماً في تحقيق هذه الرؤية. البحرين لا تقاضي أي شخص بسبب آرائهورداً علـــى سؤال إذا مـــا كانـــت بعض الاحتجاجات تشهد أعمالاً إرهابية قال جلالته «بالطبع، مثلاً في البحرين وفي بوسطن استخــــدم الإرهابيــــون قدور الطبخ في تجهيز القنابل المحلية الصنع التي أزهقت أرواح الأبرياء وألحقت الأذى بالمئـــات وأظن أن المخربين الذين لا يؤمنون بالديمقراطيــة أصبحوا يندثرون، ونحن في البحرين كلنا نريد التغييـــر نحو الأفضـــل للبحرين، وأنا شخصياً أريد التغيير ربما أكثر من أي شخص آخر».وقال جلالة الملك المفدى إن الإعـــلام يلعـــــب دوراً مهماً في تطوير أي بلد، وإن الإعلام الحر النزيه مهم جداً، مشيراً إلى سعي البحرين إلى إنشاء مجلس يضـــم كافة الفعاليـــات المجتمعيـــة والجمعـــيات الأهليــة غيـــر الحكوميـــة لوضع السياسة الإعلامية.وأوضح أنه تم إنشاء هذا الهيكل المناط به حوكمة الإعلـــام، وفـقــاً لأفضـــل الممارســــات العالميــــــة المتبعة.وأعرب جلالته عن ترحيبه بالصحافييــــن الذيـــــن يريدون زيارة البحرين لمعرفة الحقيقة والقيام بعملهـــم علـــى أســـاس التقيــد بالمعايير العالمية للنزاهة، والتحدث مع كافة الأطراف وليس مع طرف واحد فقط.وأكد جلالة الملك المفدى أن البحرين لا تقاضــي أي شخص بسبب آرائه، وهذا حق مكفول للجميع، مشيراً جلالتـــه أن المحرضيــــن علـى حمـل السلاح فــي وجـه الشرطـــة والقيــام بالمظاهرات في المناطق الحساســــــة مــــن دون الحصول على ترخيص سوف يتعرضون للملاحقة لأنهم يخالفون القوانين. وأكد جلالته أن جلسات حــوار التوافــق الوطنــي الحاليــة يشــــارك فيهــــا ممثلون من جميع مكونات الشعـــب البحرينـــي، وقال جلالته «نحن ننتظر بفارغ الصبر لنسمع أفكارهـم لأن حوار التوافق الوطني هو الطريق الوحيد الصحـيـح بالنسبة للبحرين وحتى يتسنى للجميع أن يقولوا إنهم يأخذون في الحسبان ما هو في مصلحة كل البحرينيين».وأوضح جلالته أن البحريــن مملكــــة دستوريــــة، لأن الشعــــب يشــــارك فــــي اتخاذ القرارات، كما إن المؤسسات الديمقراطية موجـــودة أصــــلاً مثــــل البرلمـــــان والمجالـــــس المحليـــــــة المنتخبـــــــة والمحكمــــة الدستوريــــة وديوان الرقابة العام. وقال إن الملكية في البحرين ليست مطلقة فالملك يمثل رأس الهرم في النظام بالنسبة للشعب مثلما هو في أي بلد ديمقراطي حيث يكون الرئيس على رأس جميع أفراد شعبه. وأكد جلالة الملك أن جميع المواطنين في البحرين يتمتعون بحقوق المواطنة وحق التظلم والمطالبة بالتغيير، ولكن لا أحد يكون له الحق في إقصــــاء الآخرين، وقال «نحن نقف على مسافة متساويــة مــن جميع أبناء شعبنا طالما تبين لنا حبهم للبحرين بياناً عملياً». وأضــــاف جلالتـــــــه أن البحرين ليس لديها نظام أرستقراطي فالجميع هنا عوام، وقال إنه بموجب دستـــور 2011 فإن ملك البلاد ليس لديه الصلاحية في القيام بالمصادقة على القوانين التي يصادق عليها البرلمان كما ليست لدي صلاحية في حل البرلمان إلا بالتشاور مع رئيس البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية.تقارير المنظمات الغربية غير صحيحةوتطـــرق عاهــــل البـــلاد المفــــدى إلــــى تقاريــــر المنظمــات الغربيــة التي تدعي أنه ليس هناك أي تغيير في البحرين بعد صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة البروفسور شريف بسيوني. وقـال إن «هذه التقارير لا صحة لها وإن الإصلاحات مستمــــرة في مختلف القطاعات»، مشيراً إلــى تعديــل 20 مادة دستورية بناء على توافق جميع الأطراف خلال الجولة الأولــــى من حــوار التوافق الوطني.وتحـــدث جلالتــــه عــــن منظومة مجلـس التعـــاون الخليجـــــي. وقـــــال إن المشاورات بين الدول الخليجية لتفعيل الاتحاد بين دول المجلس بلغت مستويــات متقدمــة، وإن الاتحاد الخليجي يمثل حاجة ملحة وآنية بالنسبة لمنطقتنا وهو أساسي لتحقيق تطلعات شعوبنا.وقال جلالتـه إن العلاقـــات بيــن مملكــــة البحريــــن والاتحاد الأوربي جيدة، داعياً إلى مزيد من التعاون وخاصــــة فــــي قطاعـــات الشرطة والصحة والقضاء. وعن العلاقات البحرينية الأمريكية أكد جلالته أن البحرين لديها الكثير من الاحترام للولايات المتحدة لأنها أكبر حلفائنا، وهـــي تفعل الكثير لخيــر وتطــور المنطقة. وقال إن «هـــذه العلاقات قوية جداً لدرجة أن أي محاولة لتدميرها مآلها الفشل». وحول دور المرأة البحرينية قــال جلالته إن المرأة البحرينية تشارك في مجلس الوزراء والبرلمـــــان والنشــــــاط التجاري والسياسي وفي المنظمات الأهلية غير الحكومية، وإن البحرين فخورة بخلوها من الأمية في أوساط النساء، وإن النساء يشكلن أكثر من 50 فـــي المائة من موظفي الخدمـة المدنيـــــة فــــي البحرين. وحول الوضع في منطقة الشرق الأوسط قال جلالته إن المنطقة في حاجــة للسلــام ونأمــل أن يتم التوصل لحل الدولتين في القريب العاجل.