عواصم - (وكالات): اشترطت المعارضة السورية أمس رحيل الرئيس بشار الأسد كمقدمة لأي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهراً، وذلك في رفض غير مباشر لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى حوار بين الطرفين المتقاتلين يضع حداً للنزاع على أساس اتفاق جنيف. وكان الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أبدى تفاؤله بالاتفاق الروسي الأمريكي معتبراً أنه «خطوة أولى هامة لكن ليس سوى خطوة أولى» على طريق إيجاد حل للنزاع السوري، في وقت بدا أن الحركة الدبلوماسية الدولية تنشط في الملف السوري. وأعلن أمس من لندن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيزور غداً موسكو لبحث النزاع السوري وذلك بعد أن زار روسيا أمس الأول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث الملف ذاته. وقال الائتلاف الوطني للمعارضة والثورة السورية في بيان إنه «يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو إلى حل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية على أن يبدأ برحيل بشار الأسد وأركان نظامه». إلا أن البيان اعتبر «أن النظام الأسدي أسقط جميع المبادرات التي تم تقديمها لحل الأزمة، واستمر في وضع العصي في عجلات أي اتفاق أو لجنة أو فريق عربي أو أممي خلال ما يزيد على سنتين».وكان وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي سيرغي لافروف وجون كيري أعلنا في موسكو أمس الأول أن البلدين اتفقا على حث النظام السوري ومعارضيه على إيجاد حل سياسي للنزاع على أساس اتفاق جنيف.وبعد أن كانت واشنطن تتمسك برحيل الأسد، قال كيري في موسكو إن المعارضة والنظام وحدهما يمكنهما تحديد شكل الحكومة الانتقالية لإجراء انتخابات ديمقراطية. وأضاف «من المستحيل بالنسبة لي شخصياً تفهم كيف يمكن لسوريا أن تحكم في المستقبل من الرجل الذي ارتكب الأشياء التي نراها الآن»، إلا أنه أشار إلى أن هذا القرار يتخذه السوريون. وحذر من أن «البديل هو مزيد من العنف واقتراب سوريا أكثر من الهاوية أو حتى السقوط في الهاوية والفوضى». وقال لافروف وكيري إنهما يأملان في الدعوة إلى مؤتمر دولي نهاية مايو الجاري للبناء على اتفاق جنيف.وفي بروكسل، عبر الاتحاد الأوروبي عن ارتياحه «لدعوة روسيا والولايات المتحدة إلى مؤتمر من أجل السلام في سوريا».من ناحية أخرى، أعلن كاميرون، أن هناك أدلة متزايدة ومقنعة على أن النظام السوري استخدم ولايزال الأسلحة الكيميائية بما في ذلك غاز السارين السام ضد المعارضة.وأظهرت وثيقة أن بريطانيا أطلقت مسعى جديداً لرفع حظر الأسلحة الأوروبي عن المقاتلين السوريين قائلة إن ذلك سيدعم المعارضة المعتدلة ويضمن للاتحاد الأوروبي إمكانية التعامل بمرونة مع أي هجوم كيماوي.على صعيد آخر، تتواصل جهود الأمم المتحدة من أجل الإفراج عن 4 مراقبين دوليين خطفوا أمس الأول على أيدي مجموعة مسلحة معارضة في منطقة وادي اليرموك في درعا القريبة من الأردن ومن هضبة الجولان التي تحتل إسرائيل جزءاً منها. من جهة ثانية، وبعد انقطاع لأكثر من 24 ساعة، عادت خدمة الإنترنت للعمل في سوريا. كما عادت الاتصالات الهاتفية بين المناطق وبين سوريا والخارج.ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين في بلدة خربة غزالة المحاذية لطريق دمشق درعا بعد اقتحام قوات النظام للبلدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن قوات النظام تمكنت من اقتحام البلدة التي ينطلق منها المقاتلون المعارضون لقطع الطريق السريع بين دمشق ومدينة درعا، ما يعيق تنقلات وإمدادات القوات النظامية.وفي إطار حرب المطارات التي تقوم بها المجموعات المعارضة في محاولة للسيطرة على مطارات شمال البلاد، سجلت أمس اشتباكات قرب مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، في حين تتواصل المعارك داخل مطار منغ العسكري الذي تعرض محيطه لغارات جوية، فيما أسقط الثوار طائرة تابعة للنظام. وقتل أمس العشرات في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا.وفي دمشق، وبعد 3 أيام على آخر غارة إسرائيلية على سوريا، نقل الإعلام السوري عن الرئيس بشار الأسد قوله إن «الاعتداء الإسرائيلي يكشف حجم تورط الاحتلال الإسرائيلي والدول الإقليمية والغربية الداعمة له في الأحداث الجارية في سوريا، موضحاً أن «الشعب السوري وجيشه، قادر على مواجهة المغامرات الإسرائيلية التي تشكل أحد أوجه الإرهاب الذي يستهدف سوريا».وفي أنقرة، اتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الرئيس السوري بأنه انتقل إلى «الخطة باء» المتمثلة بـ «التطهير العرقي» في بعض المناطق في سوريا. وقال الوزير التركي إن «الخطة باء استراتيجية تقوم على فتح منطقة وممر لطائفة ما من خلال مواجهات طائفية»، مشيراً إلى أن هذا الممر سيربط المناطق ذات الغالبية العلوية غرب سوريا بحمص على طريق دمشق على طول الحدود اللبنانية.من جانبه، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو تفكيك 5 شبكات متخصصة في تسفير مقاتلين تونسيين إلى سوريا ومنع سفر نحو 1000 شاب كانوا سيتحولون إلى سوريا لقتال القوات النظامية هناك.