عواصم - (وكالات): اعتبر الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أن الرد السوري على الغارات الإسرائيلية الأخيرة قد حصل، بإعلان نظام الرئيس بشار الأسد «تقديم سلاح نوعي للحزب»، أكد نصرالله أنه «لم يحصل عليه حتى الآن»، وبينما تعهد الأمين العام للحزب بفتح الباب أمام المجاهدين لتحرير هضبة الجولان المحتلة، فشلت قواته وجيش الأسد حتى الآن في اقتحام القصير وتكبدت خسائر كبيرة في معارك عنيفة مع قوات الجيش السوري الحر. في الوقت ذاته، أعلن الأسد أنه يريد «فتح باب المقاومة» في بلاده وتحويل «سوريا كلها» إلى «دولة مقاومة» على غرار «حزب الله»، بينما قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لا يرى إمكانية لمشاركة الأسد في أي حكومة انتقالية بسوريا، وحذر من زعزعة الاستقرار في حال تسليم صواريخ روسية إلى الأسد. كما رحبت دمشق بالتقارب الأمريكي الروسي حول الأزمة السورية، وأكدت أنها سترد «فوراً» على أي هجوم إسرائيلي جديد.وقال نصرالله في خطاب ألقاه عبر التلفزيون بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس «إذاعة النور» التابعة لحزبه، «انت يا إسرائيلي تقول إن هدفك منع تعاظم قدرة المقاومة، إن سوريا ستعطي سلاحاً نوعياً للمقاومة لم تحصل عليه حتى الآن». وأشار إلى أن الرد السوري على الغارات هو «رد استراتيجي كبير» يتمثل في تقديم هذا السلاح لحزبه، وبـ «فتح جبهة الجولان أمام المقاومين».وأضاف أن هذا الرد «أكبر من أن يقصف السوريون صاروخاً أو غارة على فلسطين المحتلة».وقال نصرالله إن رد المقاومة على الرد السوري هو «أننا مستعدون لأن نستلم أي سلاح نوعي ولو كان كاسراً للتوازن مع إسرائيل ومستعدون لأن نحافظ على السلاح وجديرون بأن نمتلك هذا السلاح، وسندفع بهذا السلاح للدفاع عن شعبنا وبلدنا». وأضاف «كما وقفت سوريا إلى جانب الشعب اللبناني ودعمت مقاومته الشعبية مادياً ومعنوياً، فإننا في المقاومة اللبنانية نعلن أننا نقف إلى جانب المقاومة في سوريا ونقدم دعمنا المادي والمعنوي والتنسيق من أجل تحرير الجولان السوري».وأوضح أن هذا هو السبب الذي دفع إسرائيل إلى «قصف دمشق ومحيط دمشق بغض النظر عن صحة الأهداف التي أعلنتها»، مشيراً إلى مقتل 5 عسكريين سوريين في الغارات التي قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها تسببت في مقتل 42 عسكرياً.في غضون ذلك، نقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من دمشق عن شخصيات زارت الأسد أن الأخير أعرب عن «ثقة عالية وارتياح وشكر كبيرين لحزب الله على عقلانيته ووفائه وثباته»، وقال «لذلك قررنا أن نعطيه كل شيء». وتابع الأسد، بحسب «زوار دمشق» الذين لم تحددهم الصحيفة، «بدأنا نشعر للمرة الأولى أننا وإياه نعيش وحدة حال»، وإن حزب الله «ليس فقط حليفاً ورديفاً نساعده على مقاومته. وعليه، قررنا أنه لا بد أن نتقدم إليه ونتحول إلى دولة مقاومة تشبه حزب الله من أجل سوريا والأجيال المقبلة». وأوضح الأسد أن سوريا كانت «قادرة بسهولة على أن ترضي شعبها وتنفس احتقانه واحتقان حلفائها وتشفي غليلها بإطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل، رداً على الغارة الإسرائيلية على دمشق» في نهاية الأسبوع الماضي. لكنه أشار إلى أن ذلك سيكون «انتقاماً تكتيكياً. أما نحن، فنريد انتقاماً استراتيجياً»، موضحاً أن «الانتقام الاستراتيجي» سيكون «عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سوريا كلها إلى بلد مقاوم». وفي السياق نفسه قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إن سوريا سترد فوراً وبشدة على أي هجوم إسرائيلي جديد على أراضيها.كما أعلن المقداد استعداد بلاده لاستقبال لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في الأسلحة الكيميائية فوراً.من جهته، تطرق كيري خلال زيارته روما إلى الحكومة الانتقالية السورية المزمع تشكيلها وإلى صفقة صواريخ روسية إلى سوريا. وقال «إن كل الأطراف تعمل «لتشكيل حكومة انتقالية بالتفاهم بين الطرفين وهذا يعني برأينا أن الرئيس الأسد لن يكون مشاركاً في هذه الحكومة الانتقالية». كما اعتبر أن قيام روسيا بتسليم صواريخ إلى سوريا سيؤدي «إلى زعزعة الاستقرار»، وذلك تعليقاً على معلومات أشارت إلى احتمال بيع صواريخ روسية الى سوريا.ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام السوري مدعومة من حزب الله اللبناني والمجموعات المقاتلة المعارضة للنظام في ريف القصير وسط سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد مصدر عسكري سوري أن «الجيش السوري استرد قرية الشومرية في ريف القصير» أون قواته «تتجه حالياً نحو بلدة الغسانية المحاصرة من المسلحين منذ عام تقريباً». وقال المصدر إن «العمليات العسكرية في القصير تسير بوتيرة عالية والجيش يحكم الحصار على المسلحين الذين يحاولون الفرار باتجاه الأراضي اللبنانية».وسقطت 5 صواريخ مصدرها الجانب السوري على مناطق في لبنان حدودية مع منطقة القصير. على صعيد آخر، نفت جبهة النصرة على لسان أحد قيادييها أن يكون زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني أصيب في قصف في ريف دمشق، الأمر الذي كان أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تمسك من جهته بروايته.وفي قضية اللاجئين السوريين الذين يشكلون عبئاً كبيراً على الدول المجاورة التي هربوا إليها من أعمال العنف، صرح وزير الخارجية الأردني في ختام محادثات مع نظيره الأمريكي في روما أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن يمكن أن يشكل 40% من سكان المملكة منتصف العام المقبل، موضحا أن 10% من سكان ألأردن الآن من اللاجئين السوريين. وفي نيويورك، ذكر مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أقنع الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي بالبقاء في منصبه وسيطاً في الأزمة السورية، بعد المبادرة الأمريكية الروسية الأخيرة بشأن سوريا.من جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى «زيادة الدعم» للمعارضة السورية المعتدلة وتصنيف جبهة النصرة الإسلامية الجهادية «منظمة إرهابية بالمعنى الذي حددته الأمم المتحدة».وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، أمس أن مقاتلي «الجيش السوري الحر»، ينشقون عنه، ويلتحقون بـ «جبهة النصرة» باعتبارها أفضل تمويلاً وتجهيزاً.