عواصم - (وكالات): ألقت القوات النظامية السورية منشورات تحذيرية لسكان مدينة القصير التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حمص وسط البلاد بوجوب مغادرتها محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، وهو ما نفاه ناشطون معارضون مؤكدين عدم وجود ممر آمن للمغادرة. في غضون ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط قتلى في قصف للقوات النظامية على حلفايا في محافظة حماة، في حين تحدث ناشطون عن حالات نزوح خوفاً من اقتحام البلدة. وقال مصدر عسكري سوري إن «منشورات ألقيت فوق القصير تدعو السكان إلى مغادرة المدينة، وفيها خارطة لطريق آمن يمكنهم من خلاله إخلائها، لأن الهجوم على المدينة بات قريباً في حال لم يستسلم المسلحون». وتحقق القوات النظامية مدعومة من اللجان الشعبية المؤيدة لها وعناصر من حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الأسد، تقدماً في مجمل ريف القصير وصولاً إلى المدينة التي يسيطر عليها المعارضون منذ أكثر من عام.ونفى ناشطون وجود ممرات آمنة بالمدينة مشيرين إلى أن «عدد المقيمين الحاليين فيها يقارب 25 ألف نسمة، وباتت محاصرة من 3 جهات». وتعد منطقة القصير الحدودية مع لبنان، حلقة وصل أساسية بين دمشق ومناطق الساحل السوري. وتواصلت أمس أعمال العنف في مناطق سورية عدة، أدت إلى مقتل 46 شخصاً، بحسب المرصد. من ناحية أخرى، بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراءات مشتركة ممكنة لتسوية الأزمة في سوريا في إطار من المساعي الدبلوماسية الدولية المكثفة الهادفة لوقف هذا النزاع. وتأتي زيارة كاميرون إلى سوتشي على ضفاف البحر الأسود بعد 3 أيام على اتفاق موسكو وواشنطن على السعي للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ أكثر من سنتين في سوريا أوقع أكثر من 70 ألف قتيل بحسب الأمم المتحدة. وسيلتقي رئيس الوزراء البريطاني بعد غد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض. وفي ختام محادثاته مع كاميرون، أعلن بوتين أنه بحث مع ضيفه «خيارات ممكنة» لحل الأزمة. وأضاف «لدينا مصلحة مشتركة في إنهاء العنف سريعاً وإطلاق عملية الحل السلمي والحفاظ على وحدة أراضي سوريا كدولة ذات سيادة». ورحب كاميرون باقتراح تنظيم مؤتمر دولي للتوصل إلى حل سياسي يتماشى مع اتفاق إبرام في جنيف بين القوى الكبرى وتوافقت عليه موسكو وواشنطن. وقال كاميرون إن «بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة يجب أن تتعاون لإقامة حكومة انتقالية في سوريا». واتفاق جنيف لا يحدد مصير الرئيس السوري بشار الأسد فيما تواصل المعارضة السورية الإصرار على اعتبار رحيله عن السلطة شرطاً مسبقاً لأي محادثات. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وارسو أن موسكو في آخر مراحل تسليم صواريخها للدفاع الجوي إلى سوريا. وصرح أمام الصحافيين أن «روسيا تبيع الصواريخ لسوريا منذ فترة طويلة. لقد وقعت العقود وهي في آخر مراحل عمليات التسليم عملاً بالعقود المبرمة. ولا يحظر ذلك أي اتفاق دولي». وأضاف وزير الخارجية الروسي «أنه سلاح دفاعي حتى تتمكن سوريا البلد المستورد من الدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية». من جهته طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي خلال المؤتمر الصحافي نفسه بوقف تسليم الأسلحة لسوريا.وفي سياق متصل، صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن سوريا استخدمت أسلحة كيميائية و»تجاوزت منذ فترة طويلة» الخط الأحمر الذي حددته الولايات المتحدة. من جهته، قال نائب الرئيس الإيراني محمد جواد محمدي زادة إن إيران ترحب بالاقتراح الأمريكي الروسي بعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إنهاء الصراع في سوريا وتأمل أن يعقد في جنيف. وفي جنيف دعت مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس إلى تحرك دولي طارئ لوقف إراقة الدماء في سوريا بعد إفادات عن مجازر ارتكبتها قوات النظام السوري وحلفاؤها في مدينة بانياس. وعبرت من جانب آخر عن ارتياحها للمبادرة الروسية الأمريكية حول عقد مؤتمر دولي. من جهة أخرى، أعربت الفلبين عن رغبتها في سحب جنودها العاملين ضمن قوات فض الاشتباك في هضبة الجولان السورية التي تحتل إسرائيل أجزاء منها، وذلك إثر احتجاز مجموعة مقاتلة 4 منهم ظهروا في شريط مصور. من ناحية أخرى، رأى محللون أن تهديدات دمشق وحليفها حزب الله اللبناني بتحويل هضبة الجولان إلى «جبهة مقاومة» ضد إسرائيل قد توقف هدوءاً استمر قرابة 4 عقود عبر خط وقف إطلاق النار الفاصل بين القوات الإسرائيلية والسورية. وحافظ الرئيس السوري بشار الأسد ومن قبله والده على هدوء خط الجبهة بين سوريا والجولان المحتلة برغم حالة الحرب رسمياً بين البلدين وبرغم دعم سوريا للنشطاء في لبنان وقطاع غزة. غير أنه عقب الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل مطلع الأسبوع الماضي قرب دمشق نقل عن الأسد قوله إنه سيحول الجولان إلى «جبهة مقاومة» وهو ما يشير إلى أنه ربما أعطى الضوء الأخضر لجماعات مسلحة لشن هجمات انتقامية. ووعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عقب ذلك بدعم جهوده «من أجل تحرير الجولان السوري».
قوات الأسد تنذر سكان القصير بالمغادرة.. والمعارضة: لا ممرات آمنة
11 مايو 2013