يمر خبر مصرع شخص في حادث مروري نتيجة السرعة الزائدة سواء كان هذا الشخص هو سائق السيارة أو المرافق له أو حتى عابر مشاة في الطريق خبر نقرأه سريعاً ليمر مرور الكرام على العيون، ندعو للمتوفى بالرحمة والمغفرة ثم نقود سياراتنا بنفس سرعة المتوفى دون أخذ العبرة!.أصبحت السرعة واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية، بل أصبحت تستهدف المجتمعات في أهم مقومات الحياة والذي هو العنصر البشري، ومن الأسباب الرئيسية للمشكلة – وإن اختلف معي الكثيرون - هو السرعة ونمط حياتنا الذي يسير دون هواده. لقد أصبحت حياتنا اليوم مع التطور التكنولوجي و الصناعي أكثر سهولة من تلك التي عاشها جيل أجدادنا، إلا أن ذلك له ثمنه، وهذا الثمن ليس بالرخيص، لقد تبرمجت عقولنا لا شعورياً على حب التسرع في كل شيء، الإسراع في الوصول، الإنجاز، التطور، الذهاب، والإياب والضرورة الملحة لمواكبة «عصر السرعة». لقد صار نمط الحياة متسارعًا باستمرار بشكل قد يجعل اليوم العادي عبارة عن مضمار ركض واحد من بدايته لنهايته، وعندما نقف للحظات ونرى لماذا هذه السرعة؟ وإلى أين تسير بنا؟ نكتشف أنها أصبحت جزءاً من روتين الحياة، تفقدنا الاستمتاع بالكثير من اللحظات الرائعة التي نتخطاها مسرعين.ثمة أسباب أخرى لا تقل أهمية وهي عدم إدراك الإنسان لقيمة الحياة، الصحة الذاتية، صحة وسلامة الآخرين، فالكثير من السائقين لا يلتزمون بقوانين المرور بسبب طيش أو إهمال منهم. بالإضافة إلى استعمالهم الهاتف الخلوي أثناء القيادة الذي يوازي في خطره أحياناً خطر السرعة!على إدارة المرور أن لا تتساهل مع المستهترين في السرعة، فمطلوب منهم التشديد أكثر على المتجاوزين للقوانين لأن نتائج هذه المشكلة خسائر بشرية يدفع ثمنها أهل الفقيد الذي يبكون عليهم حسرة وألماً. أمل عبدالوهاب بوحمود