في القاهرة، قبل أربع سنوات كان باراك أوباما مبشراً بعهد جديد في العلاقات الدولية، مذكراً بأصوله الأفريقية وبوالدته المسلمة، لكى يؤكد تفهمه لضرورة بذل الجهود من أجل تسوية عادلة للمسألة الفلسطينية، ومن ثم لعلاقات طبيعية مع الدول العربية خصوصاً والعالم الإسلامي عامة.ولكن الآمال العربية بعد ذلك الخطاب بدأت بالتدني، فباتت خطابات أوباما بالفشل بإحياء الآمال العربية وخصوصاً بعد زيارته لإسرائيل. ومن الخطأ بأن يظن العرب بأن تمرد نتنياهو على أوباما عندما رفض تجميد الاستيطان وعندما هدد باتخاذ قرار عسكري ضد إيران، أن العلاقات بين الدولتين سوف تنحدر للأسوأ على العكس تماماً رغم العلاقات السيئة بين نتنياهو أوباما على المستوى الشخصي إلا أن العلاقات السياسية والاستراتيجية لن تتغير على المستوى الدولي. حيث وفرت الولايات المتحدة لإسرائيل مظلة حماية، فعرض أوباما التزامه الشخصي بأن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب «إسرائيل» في أي ظرف من الظروف يتطلب منها أن تعمل لحماية شعبها. إن الفهم الشعبي العربي عامة والفلسطيني خاصة يرى أن سياسة أمريكا منحازة في دورها ودعمها للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الطبيعية. لذلك يصنف المواطن العربي موقف أوباما من الصراع العربي الإسرائيلي بأنه موقف معاد للمصالح العربية الشعبية كونه يدعم واقع الاحتلال من جهة ودعمه الدائم لمعظم الأنظمة العربية المستبدة من جهة أخرى. لذلك لا يأمل المواطن العربي من الدور الأمريكي أن يؤدي إلى تسوية القضية الفلسطينية على أساس عادل وشامل لحقوق الأطراف كافة وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. وهذا ما لامسناه من خطاب أوباما من تحيز حيث إنه قام بترتيب لقاءات مع وفود إسرائيلية غير رسمية بما فيها طلاب من مختلف الجامعات الإسرائيلية، بينما رفض اللقاء مع المجموعات غير الرسمية الفلسطينية والتي تتضمن عناوين الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني: اللاجئون، أقارب وذوو الأسرى، وضحايا العدوان الإسرائيلي، مكتفياً بلقاءات بروتوكولية استعراضية تشمل أبناء المسؤولين الفلسطينيين وأحفادهم. وباختصار شديد، لم نقرأ جديداً في الزيارة غير الانحياز المطلق للكيان الصهيوني وعدوانيتها واحتلالها ومطالبة أوباما الفلسطينيين -أصحاب الأرض الأصليين- بالتنازل عن حقوقهم للمحتل الإسرائيلي كي تقام الدولة اليهودية العنصرية على أنقاض الدولة الفلسطينية المحتلة بالقوة.عائشـة محمد فرحان