عبرت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت عن تخوفها من اقحام لبنان في ازمة سياسية طويلة وتوترات امنية مرتبطة بالازمة السورية، بعد استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بسبب خلاف على الانتخابات النيابية المقبلة وتعيينات امنية.وكان ميقاتي اعلن في بيان استقالته ان رفض الاكثرية الحكومية تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات الذي من شأنه التمهيد لحصول الانتخابات في موعدها في حزيران/يونيو المقبل، ورفضها التمديد لمدير عام قوى الامن الداخلي اشرف ريفي الذي يحال الى التقاعد قريبا، هما وراء الاستقالة.وسلم ميقاتي صباح اليوم السبت استقالته الخطية الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال لصحافيين بعد اللقاء "المهم ان يبدا الحوار الوطني، وان تنشا حكومة انقاذية في هذه المرحلة الصعبة".ونقلت صحيفة "النهار" القريبة من المعارضة اللبنانية عن اوساط معارضة توقعها "ازمة طويلة في ما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة".وتوقفت صحيفة "الاخبار" القريبة من حزب الله عند تاثير الاستقالة على سياسة "الناي بالنفس" التي ارساها ميقاتي بالنسبة الى الازمة السورية التي ينقسم حولها اللبنانيون.واعتبرت ان "خطوة استقالة الحكومة تعني اقحام لبنان مباشرة (في هذه الازمة) ما يعني توقع توترات امنية ليس فقط على الحدود مع سوريا بل ربما داخل الاراضي اللبنانية".ورات ان "الفوضى السياسية سوف تطول والانتخابات في حكم المؤجلة".واشارت كل من "الاخبار" و"السفير" القريبة ايضا من الحزب الشيعي الى ان ميقاتي ارسل رسالة الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يقول له فيها انه سيستقيل اذا لم يتم التمديد لريفي وان نصرالله اجابه "افعل ما يريحك".وانطلاقا من ذلك، تساءلت صحيفة "المستقبل" التي تملكها عائلة سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق وابرز اركان المعارضة، "لماذا آثر حزب الله اسقاط حكومته على التمديد" لريفي، مضيفة "هل هناك اجندة امنية عند هذا الحزب يريد تنفيذها؟".وتتهم المعارضة اللبنانية حزب الله بالتورط عسكريا في النزاع السوري.ورات صحيفة "ديلي ستار" الناطقة بالانكليزية ان الاستقالة "يمكنها ان تحدث صدمة ايجابية مطلوبة للتوصل الى توافق على استحقاق رئيسي هو الانتخابات النيابية". الا انها شددت على انه "من الضروري لكل الاطراف ان يتفقوا على خليفة ميقاتي وتشكيلة الحكومة المقبلة وتشكيلها بسرعة حتى لا تواجه حقل الغام سياسي في الاشهر المصيرية المقبلة".واشارت الى ان "الاخطار التي يواجهها لبنان مرئية من الجميع وعلى راسها الظروف الامنية بعد عودة التوتر والعنف اخيرا الى طرابلس وبيروت وغيرها من المناطق".وشهدت طرابلس، اكبر مدن شمال لبنان ومسقط راس ميقاتي، خلال الايام الماضية اشتباكات بين سنة وعلويين تسببت منذ الاربعاء بمقتل ستة اشخاص وجرح العشرات.واعتبرت صحيفة "السفير" ان استقالة ميقاتي "تحرر الكل" وتفتح الباب امام "تسويات" حول كل المواضيع الخلافية في لبنان من الانتخابات النيابية الى التعيينات الامنية الى شكل الحكومة المقبل.ورفض وزراء الاكثرية تشكيل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية لاعتبارهم ان تشكيل هذه الهيئة يعني البدء عملية بالآلية الانتخابية على اساس قانون الانتخابات الساري حاليا المعروف ب"قانون الستين" والذي يرفضه عدد كبير من اللبنانيين خصوصا المسيحيين.ومنذ اشهر، يحاول اللبنانيون التوصل الى صيغة لقانون انتخاب جديد من دون نتيجة.ويعتبر المسيحيون في الاكثرية والمعارضة، ان "قانون الستين" بسبب تقسيماته الانتخابية التي توزع المسيحيين (34 في المئة من السكان) في دوائر عدة يشكلون فيها اقلية، يجعل اصوات المسلمين هي المرجحة في هذه الدوائر حتى بالنسبة لاختيار النواب المسيحيين.وينظر حزب الله، حليف دمشق، الى ريفي على انه احد خصومه البارزين. فتحت امرة ريفي وضباط مقربين منه، تمكن فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من كشف مخطط تفجيرات تورط فيه مسؤولون سوريون في لبنان اخيرا. كما كان لهذا الفرع دور كبير في كشف خيوط في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري العام 2005 الذي وجهت المحكمة الخاصة بلبنان (دولية) الاتهام فيه الى عناصر في حزب الله.
International
صحف لبنان تتخوف من ازمة سياسية طويلة وتوترات امنية بعد استقالة ميقاتي
23 مارس 2013