تحت رعاية سعادة وكيل وزارة الصحة الدكتورة عائشة بوعنق، نظمت وزارة الصحة يوم "الخميس" الموافق 21 مارس 2013م فعالية بمناسبة اليوم العالمي للكلى تحت شعار "تجنب الأذية الكلوية"، وذلك في مجمع السيف بحضور عدد كبير من المختصين والمعنيين بأمراض الكلى ومشاركة فاعلة وكبيرة من أفراد المجتمع المترددين على المجمع.وقالت رئيسة وحدة المؤيد لعلاج وزراعة الكلى بمجمع السلمانية الطبي الدكتورة سمية الغريب إن اليوم العالمي للكلى يهدف إلى رفع مستوى الوعي لأهمية الكلى لدى الإنسان لصحته العامة والحد من وتيرة وتأثير مرض الكلى ومشاكلها الصحية المرتبطة بها في جميع أنحاء العالم، لافتةً إلى أن أمراض الكلى هي قاتلة صامته، والتي تؤثر إلى حد كبير على نوعية الحياة الخاصة بالإنسان، وهناك عدة طرق للحد من خطر الإصابة بأمراض الكلى منها الحفاظ على الوزن المثالي، والسيطرة على مستوى السكر في الدم، ومراقبة ضغط الدم، وتناول الطعام الصحي، وشرب السوائل والامتناع عن التدخين، وفحص وظائف الكلى للتأكد من سلامتها.وأشارت الدكتورة غريب إلى أن مملكة البحرين جزء من دول العالم التي تحتفل باليوم العالمي للكلى لزيادة التوعية الكلوية ودور الأمراض المزمنة في استفحال أمراض الكلى، حيث يتم التركيز هذا العام على الأمراض الكلوية الحادة، موضحة أن الفعالية تشمل على قياس الوزن والطول وكتلة الجسم وعلاقتها بالمتغيرات المرضية الممكن تأثيرها على الكلى، وإجراء استبيان لأخذ رأي المجتمع في عملية التبرع بالكلى، حيث سيتم إجراء دراسة تحليلية ونشر رأي المجتمع في الصحافة المحلية. كما سيتم إجراء البول لحاملي فقر الدم المنجلي "السكلر" لإيجاد المتغيرات الكلوية، بالإضافة إلى جذب الأطفال من خلال ركن تلوين رسم الكلى لتعريف الأطفال على الكلى وشكلها. كما تم تنظيم احتفالية تعليمية يوم "الجمعة" الموافق 22 مارس 2013م للطاقم الطبي حول مسببات الفشل الكلوي وعلاجه، وذلك من خلال 4 محاضرات علمية يحضرها المعنيين بأمراض الكلى في مملكة البحرين.وأفادت غريب بأن عدد حالات الفشل الكلوي الجديدة التي أدخلت لمجمع السلمانية الطبي في عام 2012م بلغ 246 حالة جديدة، مشيرة إلى أن هناك تزايداً في استقبال حالات الفشل الكلوي خلال السنوات الماضية، إلا أن ذلك قد يعود إلى عدم وجود فحص دوري في تلك السنوات لاكتشاف أسباب الإصابة بالفشل الكلوي، لافتةً إلى أن الفحص الدوري للأمراض المزمنة يساعد الكشف عن الفشل الكلوي، وخصوصاً أن مرضى السكري ومرضى ضغط الدم من العوامل المساهمة في الإصابة بالفشل الكلوي.وأوضحت غريب بأن السكري يأتي في المرتبة الأولى في سبب الإصابة بالمرض، في حين أن الضغط يحتل المرتبة الثانية، مبينة بأن مرض الفشل الكلوي ينتشر لدى العديد من الفئات سواء كبار السن نتيجة لإصابة بالأمراض المزمنة أو حتى الشباب، إلى جانب أن قسم الأطفال رصد خلال السنوات الماضية إصابة بالفشل الكلوي بين الأطفال. وذكرت بأنه في عام 2012 تم زارعة الكلى لتسع حالات، مشيرةً إلى أن برنامج زراعة الأعضاء عموماً لم يصل للمرحلة المطلوبة، خصوصاً في ظل نقص الوعي بأهمية زراعة الأعضاء، وأن هناك حاجة لسن تشريعات ومناقشة قوانين التبرع. وقالت الدكتورة غريب إن مملكة البحرين سجلت في العام 2012م عدد 246 حالة فشل كلوي، بينما يبلغ عدد المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى بمملكة البحرين وبحاجة لعمليات للغسيل يبلغ حوالي 600 مريض، بينهم نحو 430 مريض يراجعون وزارة الصحة ونحو 150 مريض يراجعون مستشفى الخدمات الطبية الملكية التابع لقوة دفاع البحرين، بالإضافة إلى المرضى الذين يراجعون المستشفيات الخاصة، وتبلغ عدد جلسات الغسيل الكلوي للعام الواحد فقط أكثر من 75 ألف جلسة، وتقدر تكلفة غسيل الكلى للجلسة حوالي الـ 80 دينارا وتصل إلى 240 دينارا أسبوعياً وتبلغ الكلفة الإجمالية حوالي 1000 دينار شهرياً.من جانبه، قدم السيد محمد جاسم فخرو ، تجربته حول زراعة الكلى له مرتين، الأولى في العام 1982م من والدته واستمرت معه حتى العام 2003م حتى أصيب بالفشل الكلوي مرة أخرى وبدأ بعملية الغسيل الكلوي الذي وصفه بالمتعب جداً ، حتى زرع كلى من أخيه في العام 2005م وما زالت تعمل، وشجع على التبرع بالكلى وخصوصاً من الأهل والأقارب لإنقاذ المصاب بالفشل الكلوي من متاعب الغسيل الكلوي، مشيراً إلى أن انسان يستطيع أن يعيش بصحته وعافيته وبدون أي مشاكل بكلى واحدة، وهذا من تجربته الشخصية مع والداته وأخيه اللذين ما زالا على قيد الحياة ويعيشان بصحة وعافية. الجدير بالذكر أن الاحتفال العالمي بهذا المرض يهدف إلى تعريف جميع أفراد المجتمع بأهمية صحة الكلى، فيما رصدت الوزارة تفاعلا كبيرا لجميع شرائح المجتمع البحريني سنويا الأمر الذي يدل على حرصهم على معرفة سبل علاج أمراض الكلى وكذلك الوقاية من المضاعفات.