هل يعقل أن تغير شطيرة حياة إنسان؟! مجرد قطعتي خبز وشريحة لحم وقطع خس غيرت حياة «حسن» فعلاً وقلبتها رأساً على عقب.علي الابن يسأل والده حول أعظم درس في حياته فيجيب الأب حسن «أعظم درس في حياتي هو بقايا شطيرة.. يضحك الابن في اللحظة الأولى ولكنه يصمت فيما بعد ليسمع حكاية الشطيرة وتبدأ القصة.كان حسن ولداً متكبراً متمرداً متعجرفاً، وفي أحد الأيام أعطاه والده شطيرة ليأخذها معه إلى المدرسة ولكنه رماها باحتقار.أثناء ذلك جاءت نملة وأخذت بعض فتات الخبر لتقتات منه، وجاءت قطة وأخذت شريحة اللحم، وجاء أيضاً طائر اتخذ من قطعة الخس غذاء له. وأكبر مفاجأة أن أحد الفقراء وجد قطعة الخبز الأخيرة وتحول ألمه وجوعه إلى سعادة بالغة.حصل ذلك على مرأى من عيني «حسن»، فأدرك أن الجميع استفاد من شطيرته التي تكبر عليها ولم يشكر الله عليها، وعرف أيضاً أن أصغر الأمور التي يحتقرها الإنسان قد تكون سبباً في سعادة غيره بل وأمنية بالنسبة لهم.يأسف حسن لتمرده وغروره ويعد والده ألا يكرر ما فعل، وأن يشكر الله على كل نعمه التي لا تحصى ويقدر قيمتها.لعب دور الابن «حسن» الطالب حسين علي وقال «أنا أحب التمثيل وأحب المسرح، أمثل مذ كنت في الصف الثالث ولا أشعر بالخوف من الناس، وعندما أكبر أريد أن أصبح معلماً وأجعل المسرح هوايتي». وبدوره قال صديقه سيد علي الذي مثل دور الوالد حسن «مثلت مرات عدة، وشاركت في استعراض للمواهب، أحب إلقــاء الشعر أيضاً لكني أميل للتمثيل أكثــر». وأضــاف «عندمــا أكبــر سأصبح طياراً ولكني لن أترك المسرح خاصة أن أمي وأبي يشجعاني على التمثيل، أتمنى من كــل شخـــص أن يمـــارس الهواية التي يحبها وأن يحفز نفسه ويبرز موهبته بأكبر قدر ممكن».الابن علي تقمص شخصيته الطالب باقر عبدالحسين وقال «أول مرة أمثل خارج المدرسة، الجميع رآني اليوم على المسرح وأنا سعيد جداً بذلك». وشاركتنا الحديث الأستاذة زهرة هلال رئيسة لجنة المسرح بمدرسة الرفاع الغربي الابتدائية للبنات «المسرح يجري في دمي أنا أعشقه منذ صغري، وعندما تلقيت دعوة للحضور تحمست جـــداً وأجلـــت جميـــع أعمالــي لأشاهد العرض، وبالفعل كان عرضاً قيماً يحمل بين طياته معانــي وأهـــداف عميقـــة، وإن كانـــــت الأدوات المستخدمـــــة بسيطة، وفي مدرستي حاولت أن أطور المسرح وأن أخصص مسرحـــاً للدمـــى وتـــم ذلـك». قدم المسرحية طلبة مدرسة جدحفـــص الابتدائيـــة ضمـــن مهرجان المسرح المدرسي الأول للمحافظات.
«بقـــايــــا شطــــــيرة».. الحيــــــــــــــــــاة مدرسة لا تنتهي
«بقـــايــــا شطــــــيرة».. الحيــــــــــــــــــاة مدرسة لا تنتهي
16 مايو 2013