كتب - هشام فهمي:أكد وزير الصحة صادق الشهابي أن صرف الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الإدمان أو تسكين الألم لمرضى السكلر بما فيها المورفين في العيادات الخاصة أمر محظور تماماً ولا يسمح به إلا في العيادات والمستشفيات الحكومية، قيما قال الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د.بهاء فتيحة «أُسيء استخدام الأدوية المخدرة والمورفين ومشتقاته دون أي شك»، مفضلاً تجنب الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الموضوع نظراً لوجود تحقيقات تجري بشأنه.وأوضح الشهابي خلال زيارته جمعية «التعافي من المخدرات» في الحد أمس أنه لا يمكن لأي جهة استيراد الأدوية المخدرة إلا عن طريق وزارة الصحة، مشيراً إلى أن لدى الوزارة خطة استراتيجية لتطوير مراكز علاج الإدمان التابعة للحكومة، ضمن ميزانية الوزارة، تشمل دراسة الواقع الحالي ومدى الحاجة لزيادة الطاقة الاستيعابية أو فتح مراكز جديدة أو لجهة زيادة الميزانية.من جانبه أكد د.بهاء فتيحة أن «الهيئة رصدت عدداً ممن وصفهم بضعاف النفوس وهم لا يستحقون تسمية أطباء أو ممرضين، لأن أي شخص يستغل حاجة مريض بهدف سيئ فهو معدوم الضمير، ورغم أنهم قلة إلا أن شخصاً واحداً من هؤلاء يمكن أن يحول عدة مئات الأشخاص إلى مدمنين».وأضاف أن «صرف مثل هذه الأدوية وإعطاءها للمرضى خارج نطاق وزارة الصحة يعد خطأ قانونياً جسيماً (..) لا يمكن لطبيب خاص أن يصرف دواء محظوراً مثل (ترامال).. هذا مستحيل»، موضحاً أن الإجراء الوحيد المسموح به هو أن يكتب الطبيب للمريض وصفة طبية يحصل عليها من مستشفى السلمانية، باستثناء أن تكون هناك حالة خطيرة جداً في ظرف طارئ ومهدد لحياة تستدعي حصول المريض على دواء معين مثل حالات الأزمة القلبية على أن ينقل فوراً إلى المستشفى.وقال إن نشاط جمعية «التعافي» يجب أن يُشجع وهو عمل مهم ووطني، وإنه من الضروري التنسيق مع الهيئة ووزارة الصحة حتى يسير وفق أسس سليمة، معرباً عن دعم الهيئة لكل جهد يؤدي إلى تحقيق الهدف الرئيس وهو توفير العلاج المناسب لمدمني المخدرات.وجاءت زيارة الوزير لجمعية «التعافي» بناء على دعوة الجمعية لتعزيز التنسيق والتعاون بين الجانبين في ظل اعتماد الجمعية على الجهود التطوعية بصفة كاملة حتى الآن. وقال المدير التنفيذي خالد الحسيني إن الجمعية هي الوحيدة في مملكة البحرين العاملة في علاج وإعادة تأهيل مدمني المخدرات، موضحاً أن «التعافي» نجحت في علاج 154 حالة إدمان بصفة كاملة منذ إنشائها في مارس 2012 ، فيما يخضع حالياً لبرامج العلاج والتأهيل 29 شخصاً.وبين أن القائمين على الجمعية لا يلجؤون إلى العلاج بالأدوية المؤثرة على المزاج، إنما يتم إخضاع الشخص لفترة علاج بالمسكنات تحت إشراف طبي خلال مدة لا تزيد عن 10 أيام، تليها فترة تأهيل تستمر 6-12 شهراً يقيم فيها بالكامل داخل الجمعية، وتقدم له دورات تدريبية وروحية وتثقيفية ورياضية، إضافة إلى رحلات ترفيهية.وكشف عن افتتاح فرع جديد للجمعية في الرفاع خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى استقبال المركز حالات من دول خليجية لتلقي العلاج.وشدد على أهمية مرحلة المتابعة للأشخاص المتعافين بعد انقضاء مرحلة العلاج ، نظراً لحاجة هؤلاء الأفراد إلى إيجاد عمل وبيئة اجتماعية، فيما أكد وزير الصحة ضرورة تضافر جهود الجمعية مع كل من وزارتي الصحة والعمل لتقديم المساعدة في الجنب الصحي وإيجاد فرص عمل وحياة كريمة للمتعافين من الإدمان.