كتب - حسين التتان: بالأمس القريب كانت المناهج التعليمية في المدارس الخاصة تخلو من مادة اللغة العربية، فكان تلاميذها لا يفقهون شيئاً في اللغة العربية. وبعد أن أجبرت وزارة التربية والتعليم المدارس الخاصة على تعليم اللغة العربية، تغير حال طلابها الى الأفضل من ناحية الكتابة والقراءة. غير أن أولياء الأمور يؤكدون أن هذه المعرفة لم تصل بعد للمستوى المأمول من اجادة للنحو والصرف والإملاء والتعبير. أم نور ورغم أن ابنتها تدرس في في مدرسة خاصة، تحرص على أن تعلّمها اللغة العربية بنفسها، وتؤكد أن منهج اللغة العربية في المدارس الخاصة، يفتقر للأهمية «لولا متابعتي الشخصية للغتها العربية، لما عرفت كيف تكتبها وتقرأها». أم نور تشير الى أنها ورغم تنبيه ادارة المدرسة لتقصيرهم بشأن اللغة العربية، أوضحوا لها أنهم يحاولون ما أمكنهم تطوير الطلبة في مهارات العربية، غير أن التحسن لايزال طفيفاً. من جانبها تعاني أم رائد من المشكلة نفسها؛ فابنها لا يجيد قواعد اللغة العربية والإملاء والتعبير «هو يعرف أساسيات اللغة العربية، كالقراءة والكتابة ليس الا، أما بقية المهارات فوضعه مأساوي بشأنها». أم رائد تلزم نفسها بنفقات تدريس ابنها اللغة العربية على نفقتها الخاصة عند معلم خصوصي، رغم أن تكاليف الدراسة تشكل عبئاً إضافياً.أما أم باسل وبخلاف الآراء السابقة فترى أن الفارق بين المدارس الخاصة والعامة ليس واسعاً بهذا الشأن «بلى بالأمس كان الفارق كبيراً، أما اليوم فتضاءل كثيراً، مع ضغط وزارة التربية والتعليم على المدارس الخاصة بتكثيف مناهج العربية، وأشعر أن اللغة العربية في المستويين العلم والخاص بات متقارباً. هذا لا يعني أن جميع الاختصاصات صارت في مستوى واحد، فالنحو والصرف والتعبير، لايزال متقدما في المدارس العامة أكثر من المدارس الخاصة». ومع ذلك، فإن اهتمام المدارس سواء العامة أو الخاصة لا يزال -بحسب أم باسل- قاصرا، فاللغة العربية مهملة لو قورنت بحظوة اللغة الإنجليزية، وأكثر الطلبة يتخرجون من المدارس ويلتحقون بالجامعة، وهم يجهلون أساسيات العربية حتى، ولا أعلم هل العيب فيهم أم في المناهج التعليمية أم في المعلمين؟!. غير أن أبا جميل، يوسع من دائرة المشكلة حين يشير إلى أنها لا تتعلق بالمدارس الخاصة وحسب، فحتى المدارس الحكومية تفتقر لمعايير الجودة في تعليم اللغة العربية. «ربما تكون الحكومية أفضل، لكنها أيضاً لا ترقى لمستوى الطموح». أمّا المشكلة الأخرى التي تواجه اللغة العربية في رأي أبو جميل فهي أنها ليست لغة سوق العمل أو المستقبل وحتى التعليم العالي، ما يجعلها في موقف الخطر. ويتساءل حميد منصور عن البيئة التي يمكن أن تنتج طفلا ملمّا باللغة العربية، بينما كل مفرداتها قائمة على اللغة الانجليزية، «كيف تنمو اللغة العربية في بيئة مثل هذه؟ المؤلم أكثر أن أولياء الأمور يتنافسون في ادخال أبنائهم المدارس الخاصة، وعيونهم على «الشوف»، والوجاهة الإجتماعية، بل ويسخرون من الاهتمام باللغة العربية لأنها لا تؤكل عيش»!. من جهته يؤكد راشد عبدالله، أن أزمة اللغة العربية، أزمة ثقافة ووجود، وهي ليست محصورة في المدارس الخاصة أو الحكومية، «فالتلميذ يتعلم اللغة العربية في مدرسته حسب أحدث المناهج الحديثة، لكن المشكلة تتضح عندما يعود إلى الحياة العامة، اذ لا حياة لها».