كتب ـ أحمد جناحي:مع اقتراب اليوم العالمي للمتاحف ويصادف غداً، افتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أمس، المعرض الدوري الرابع لآثار الخليج في متحف البحرين الوطني، بحضور أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وأمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت علي اليوحة. وقالت وزيرة الثقافة إن هذا الحدث الجميل يترك للمدن مساحة للتقارب والانسجام، مضيفة «نحتفي اليوم بتراثنا، بصناعتنا الإنسانية للمدن والأوطان.. نماذج المدن جاءت بها كل دول الخليج العربي، لتعكس وحدة ثقافية وحضارية والتحام يعيشه خليجنا الواحد». وأعرب الزياني عن اعتزازه بالمعرض لأنه يعرف الآخر بما نملك من حضارة، ويفسر تطورات مدننا الإنسانية، مبيناً أن هذه المنجزات البشرية هي صنيع ثقافي ساهم فعلياً في تعزيز النمو الاقتصادي منذ القدم. ويتناول المعرض في نسخته الرابعة حكايات المدن وتطورها وفقاً للمتغيرات الإنسانية والحضارية والبيئية تحت عنوان «التطور المدني في الجزيرة العربية خلال العصور.. تنوع ووحدة حضارية». ويستعرض في مساره البصري التطور العمراني لشبه الجزيرة العربية منذ عصور ما قبل التاريخ ولغاية الفترة الإسلامية، حيث يسلط الضوء على ظهور المستوطنات المختلفة على مر العصور، واستنباط تطوراتها الثقافية والاجتماعية، ويعكس بشكل دقيق الجدل الدائر بين نمط الحياة البدوية والتطور العمراني الهائل في منطقة الخليج. وتؤيد البقايا الأثرية المكتشفة في منطقة الخليج التشابه الواضح في المواد الثقافية التي تشهد على الاستمرارية الثقافية القوية والمتنوعة.وتشــــارك كل دولة خليجيـــة بتقـــــديم مستوطنتين كمادتي عرض «دراسة»، بغرض إظهار مدى تعقيد وتنوع هذه المستوطنات البشرية.وعلى هامش المعرض كرمت وزيرة الثقافة وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، ممثلي دول مجلس التعاون المشاركة في المعرض، مشيدين بدورهم في تقديم التاريخ الإنساني والحضاري لدول الخليج العربي.وقال رئيس قسم المقتنيات بوزارة الثقافة مصطفى سلمان لـ»الوطن»، إن الآثار تترك عادة عدة رسائل، فمثلاً صناعة رؤوس السهام والسكاكين في العصر الحجري تشرح كيفية تكيف إنسان ذاك العصر مع الحياة، ونوعية الأواني المستخدمة تقدم أيضاً طرائق تكيف البشر مع مراحل التاريخ المختلفة وهكذا.