كتب - حذيفة إبراهيم:كشف مصدر مطلع لـ «الوطن» عن وجود بعض المرضى الذين دخلوا طوارئ مستشفى السلمانية الطبي أكثر من 370 مرة في السنة، لأخذ «جرعات من المورفين خلال الإدخال الطبي»، مؤكداً إرتفاع نسبة صرف المورفين في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة جداً، وأن مركز جد حفص الصحي ارتفعت به نسبة صرف المورفين 700? خلال الفترة من العام 2009 إلى 2012.وأضاف المصدر -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- أن هناك مرضى سكلر يدخلون إلى المستشفى بشكل يومي لأخذ جرعات المورفين أو مرتين في اليوم في بعض الأحيان، مشيراً إلى أن طوارئ السلمانية يباع فيها إبر المورفين بين المرضى بشكل سري في حال رفض بعض الأطباء حقنهم بها.وكشف المصدر عن أن الفريق الطبي الخاص خلال سباق الفورمولا1 استخدم العام 2012 أكثر من 60 أمبولة مورفين لأسباب غير معروفة، مشيراً إلى أن الكميات المفقودة تقدر بعشرات الملايين من الدنانير.ولفت إلى أن إحدى الشخصيات المشهورة تدخل إلى مستشفى السلمانية منذ 5 أعوام بشكل يومي، ويستغل منصبه في حال رفض الطبيب وصف المخدر له، حيث يقوم بالتشهير بالطبيب في الصحافة المحلية، مؤكداً أنه لا يمكن لأي مريض سكلر في العالم أن تأتيه النوبة بشكل يومي.وكشف عن وجود العديد من الأطباء الذين «يخافون» من المرضى المدمنين سواء بعد تهديدهم بالاعتداءات أو التشهير بهم طائفياً، وهو ما يجبرهم في العديد من الأحيان إلى الرضوخ إلى رغبة المريض.، لافتاً إلى طبيبة تعرضت للإهانة والضرب سابقاً من قبل أحد المدمنين بعد رفضها وصف المخدر له، إلا أن الخوف من التشهير منعها من تقديم أي بلاغ ضد المريض بدعوى مرضه.ونوه المصدر بوجود العديد من أوراق «رفض المشورة الطبية» يوقعها المدمنون رغبة منهم في رفض نصيحة الطبيب للدواء وأخذ المورفين بدلاً عنه.من جانب آخر، كشف المصدر عن قيام أطباء ينتمون لـ «مافيا» بالمتاجرة بالمورفين على بيع كميات كبيرة من العقار المخدر على المرضى في العيادات الخاصة.وبيّن أن تحقيقات اللجنة المعنية أسفرت عن اعتراف بعض الأطباء الذين تم التحقيق معهم بشراء أكثر من 1105 أمبولات مورفين وبيثيدين من إدارة الموارد بوزارة الصحة، مشدداً على أن فرق التفتيش تعمل حالياً على التحقيق مع المتورطين في شبكة المتاجرة بالمورفين.وقال المصدر إن الأمبولات التي لم يتم استخدامها بشكل كلي يتم إعادة بيعها على المدمنين حيث يتم ذلك بالتواطؤ مع المنظفين أحياناً ومع بعض الممرضات في أحيان أخرى، حيث إن أمبولة المورفين تحتوي على 10 مل، وتكون بعض الجرعات أحياناً 5 مل فقط.وكشف المصدر عن وجود أحد المدمنين الذي حاول أخذ الجرعة مرتين، الأولى من مجمع السلمانية الطبي والثاني من مركز صحي، إلا أن النظام الإلكتروني الموحد منع تلك الحادثة، مبيناً أن تحول مرضى السكلر لمدمنين هو بسبب الأطباء في غالب الأحيان.ولفت إلى أن بيع جرعات المورفين على المرضى غير المحتاجين أو المدمنين يعد مخالفة جسيمة لقواعد ممارسة مهنة الطب.وأكد المصدر أن هناك تساهلاً في الكشف عن مريض السكلر، حيث يتم أحياناً الاكتفاء بقول المريض بأنه مصاب به، دون العودة إلى التحاليل الطبية التي تثبت ذلك.من جهة أخرى، كشف المصدر عن أن التساهل مع مرضى «السكلر» في مجمع السلمانية الطبي يتم بشكل كبير وذلك لأسباب طائفية بحتة، مشيراً إلى أنه يتم السماح لهم في بعض الأحيان بالتدخين في «الحمامات» أو بالقرب من غرف المرضى دون مراعاة لقوانين منع التدخين بحجة أنهم «مرضى».وأكد أن إدخال حالات المدمنين من العقاقير المخدرة، يشكل عبئاً على الأسرة في مجمع السلمانية الطبي، حيث لا يحتاجونها في كثير من الأحيان، إلا أن حاجتهم للمخدر هي ما يجعلهم يدخلون إلى المستشفى.ونوه المصدر إلى وجود أحد الأطباء المشرفين على مرض «السكلر» أكد أن تحويل المرضى لـ «مدمنين» أفضل لهم وأريح، مشيراً إلى أن ذلك يخالف البروتوكولات العلاجية للمرض والتي تعتمد على معالجتهم بالبندول والفولتارين وغيرها لتكون العقاقير المخدرة آخر سبل العلاج.وقال المصدر إن «هناك أطباء فسروا البروتوكول بضرورة إعطاء المريض أمبولة مورفين كل 4 ساعات خلال الأيام الأولى ثم كل 6 ساعات، وهو ما ساهم في ازدياد عدد المدمنين على العقاقير المخدرة».
مصدر لـ الوطن: ارتفاع صرف المورفين بمناطق الاضطرابات الأمنية
٢١ مايو ٢٠١٣