حاوره - وليد صبري:قال وزير السياحة المصري هشام زعزوع، إنه تم الاتفاق على تنظيم أسبوع ثقافي مصري في البحرين أكتوبر المقبل، والإعداد لتوقيع مشروع بروتوكول ثقافي سياحي خلال انعقاد اللجنة السياحية المشتركة بين البلدين. وأضاف أن فعاليات الفورمولا1 وربيع الثقافة، وضعتا البحرين على خارطة السياحة العالمية، مشيداً بجهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في هذا المجال. ولفت زعزوع في حوار خص به «الوطن» إلى أن 14831 وافداً بحرينياً زاروا مصر خلال العام الماضي، وقضوا فيها 245897 ليلة سياحية. وأكد أن العلاقات بين مصر ودول مجلس التعاون الخليجي استراتيجية، والسياحة الإيرانية لن تكون على حسابها، مشيراً إلى أن «السلطات المصرية قادرة على كشف انحراف أي سائح إيراني، ولن تسمح بنشر التشيع في مصر عبر السياحة». * كيف تقيمون العلاقات بين البحرين ومصر في المجالات كافة، خاصة في المجال السياحي؟ مصر والبحرين دولتان شقيقتان، تجمعهما علاقات وثيقة تظهر على أرض الواقع، من خلال مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية الموقعة بين الحكومتين في المجال السياحي، إضافة إلى القوافل السياحية المصرية المتجهة إلى البحرين لتنشيط الحركة السياحية.ويظهر التعاون الوثيق بين البلدين أيضاً من خلال اللجنة المصرية البحرينية المشتركة المفعلة، وتم عقد العديد من الدورات والاجتماعات الخاصة بها لمناقشة التعاون في مجال الاستثمارات السياحية المتبادلة وتبادل البرامج السياحية بأسعار تشجيعية، إضافة إلى تبادل المشروعات والخبرات في مجال تخطيط المشروعات السياحية.* ما نتائج مباحثاتكم مع المسؤولين البحرينيين حول تنمية القطاع السياحي والثقافي بين البلدين، وكيف يمكن توسيع آفاق هذا التعاون؟ في ما يتعلق بالنتائج التي أسفرت عنها زيارتي الأخيرة للبحرين، كانت نتائج مثمرة للغاية، حيث إنها أول زيارة لوزير سياحة مصري بعد فترة امتدت لنحو 10 سنوات، وساهمت بشكل فعال في تجديد العلاقات مع القطاع السياحي البحريني الحكومي والخاص، كما تم الاتفاق على تنظيم أسبوع ثقافي مصري بالبحرين بالتنسيق مع وزارتي الثقافة والآثار والسفير المصري بالبحرين خلال أكتوبر المقبل.ويهدف الأسبوع في المقام الأول إلى حث المواطنين البحرينيين على زيارة مصر في فترة احتفالات رأس السنة الميلادية، وأيضاً الإعداد لتوقيع مشروع بروتوكول ثقافي سياحي مع البحرين، خلال انعقاد اللجنة السياحية المشتركة بين البلدين.وكان من أهداف الزيارة تعريف المستثمر البحريني والعربي بالفرص الاستثمارية المتوفرة في قطاع السياحة المصري، وبالطبع تسعى مصر لجذب الاستثمارات الخارجية بشكل عام والعربية خاصة، شأنها شأن أغلب دول العالم، وتمت مناقشة الاستثمار السياحي خلال الاجتماع الـ37 للجنة الشرق الأوسط التابعة لمنظمة السياحة العالمية، حيث اقترحت استضافة مصر للمنتدى الأول للاستثمار السياحي العربي العام المقبل، وحظي الاقتراح بترحيب الدولة الرئيس وأمين عام منظمة السياحة العالمية والوفود المشاركة. * كيف تقيمون قطاعي الثقافة والسياحة في البحرين وجهود وزيرة الثقافة التطويرية؟جهود وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في تطوير القطاعين واضحة للعيان وملموسة، فهي تسعى جاهدة لتطوير القطاع الثقافي والسياحي بالبحرين، وبصماتها تظهر واضحة في المشروعات التي تدعمها مثل «مشروع باب البحرين»، ورعايتها للمهرجانات الثقافية المهمة، مثل «مهرجان التراث 21»، ومؤتمر «استكشاف آفاق جديدة للسياحة الثقافية»، الذي احتضنته المنامة بوصفها عاصمة الثقافة العربية كما نرى أنها صنعت نقلة مهمة لهذا القطاع الحيوي بالمملكة.ولابد أن نؤكد أن الفعاليات المصاحبة لسباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا1، والفعاليات المصاحبة لمهرجان ربيع الثقافة، وضعت البحرين على خارطة السياحة العالمية.* ما التسهيلات التي تقدمها وزارة السياحة المصرية للسائح العربي؟القطاع السياحي المصري حريص كل الحرص على جذب المزيد من حركة السياحة العربية إلى مصر، وبناءً عليه نحن نقدم العديد من الحوافز للعائلات والأسر العربية خلال موسم الصيف المقبل، وشهر رمضان وعيد الفطر، والتي تم إطلاقها بالفعل خلال سوق السفر العربي «الملتقى».العروض الخاصة التي تقدمها مختلف الفنادق المصرية للأسر العربية والأطفال، تأتي في إطار خطة وزارة السياحة وقطاع الأعمال السياحي لتعزيز الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من الدول العربية وخاصة من الإمارات.* ما هي الدول العشر الأولى في تصدير السياح إلى مصر؟بالترتيب ووفقاً لإحصاءات 2012، روسيا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، ليبيا، بولندا، أوكرانيا، فلسطين، فرنسا، وسوريا.مصر والخليج * أعرب محللون عن تخوفهم من فتح باب السياحة الإيرانية إلى مصر، وإمكانية نشر التشيع فيها، ما الاحتياطات التي اتخذتها السلطات المصرية في هذا الشأن؟ برامج السياحة الإيرانية لمصر مراقبة من قبل السلطات الأمنية المصرية، والأمن المصري قادر على كشف أي انحراف من قبل أي سائح إيراني، ولا خوف من نشر التشيع في مصر عبر السياحة الإيرانية، وفي هذا الصدد لابد أن نؤكد أن زيارة السياح الإيرانيين لمصر تقتصر على المعابد الفرعونية والمتحف المصري والإهرامات. * بعض المحللين أبدوا تخوفهم من أن تكون السياحة الإيرانية في مصر على حساب العلاقات بين القاهرة ودول مجلس التعاون الخليجي؟علاقات مصر بدول الخليج استراتيجية، ولن تكون السياحة الإيرانية لمصر على حسابها.* ما عدد الوافدين من البحرين لمصر خلال عام 2012؟ زار مصر خلال عام 2012 نحو 14.831 سائحاً بحرينياً، بنسبة زيادة بلغت 17.8% مقارنة بعام 2011، وقضوا فيها 245.897 ليلة سياحية، بنسبة زيادة بلغت 28.7% مقارنة بعام 2011.* ما إجمالي الإيرادات السياحية المصرية خلال عام 2012؟10 مليارات دولار.* ما عدد الليالي السياحية في مصر خلال 2012؟بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر خلال عام 2012 قرابة 11.5 مليون، بنسبة زيادة بلغت 17.13% مقارنة بعام 2011، وقضوا 137.818.546 ليلة سياحية، بنسبة زيادة بلغت 20.6% مقارنة بعام 2011.*ماذا عن الطاقة الفندقية في مصر بنهاية عام 2012؟بلغت الطاقة الفندقية العامة بمصر نهاية عام 2012 نحو 225 ألف غرفة فندقية.بوابة سياحية عبر الإنترنت* هل هناك بوابة لمصر عبر الإنترنت للترويج السياحي للشركات والفنادق؟نعم يوجد بوابة خاصة بالهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي وموقعها الإلكتروني «egypt.travel»، ويتم من خلالها عرض إمكانات مصر السياحية، كما تم ربطها ببوابة وزارة السياحة وهيئة التنمية السياحية، ومن الممكن عبرها التعرف على الفرص الاستثمارية المتوفرة في مصر بالمجال السياحي.* ما الرسالة التي تقدمونها لرجال الأعمال البحرينيين والخليجيين والعرب؟الرسالة تتلخص في ترحيب مصر الكبير بالاستثمارات الخارجية الجادة سواء كانت عربية أو أجنبية، والحكومة المصرية حريصة كل الحرص على توفير مناخ مناسب للعمل، حيث تضع بمقدمة أولوياتها النهوض بالقطاع السياحي نظراً لأهميته في الاقتصاد القومي.* كيف ترون مستقبل السياحة العائلية في مصر والعالم؟السياحة العائلية موجودة في بعض شواطئ مصر بالفعل، ويهتم بها السائح الذي يسعى نحو الخصوصية، وهذا موجود في تركيا ودبي كأمثلة، ويعتبر استثماراً إضافياً يلبي رغبات قطاع معين من السياح.* ما أبرز ما يواجه السياحة العربية عامة من تحديات، والسياحة المصرية بشكل خاص؟في رأيي الخاص أبرز التحديات التي تواجه السياحة العربية والمصرية بصفة عامة هو عدم الاستقرار، حيث أن العالم يرى المنطقة العربية كجسد واحد، وأن أية مشكلة في أية دولة عربية يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام بشكل موسع، ما يعطي للسائح الانطباع أن العالم العربي بأكمله مليء بالصراعات، إضافة إلى ثورات الربيع العربي، وما تبعتها من مرحلة انتقالية طبيعية، تحدث في جميع الدول التي وقعت فيها ثورات، ولكني متفائل للغاية بالمرحلة المقبلة، حيث إن هذه التحديات بدأت بالتضاؤل كما تشهد السياحة المصرية بصفة خاصة استقراراً ملحوظاً مع زيادة جيدة بلغت في الربع الأول من عام 2013 نحو 14.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. * كم شكلت السياحة المصرية من إجمالي قطاع الخدمات في 2012؟تعد صناعة السياحة ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد القومي لمصر، حيث تسهم السياحة بنسبة 45.1% من إجمالي صادرات الخدمات، كما تبلغ نسبة مساهمتها في حصيلة النقد الأجنبي 14.4% وكذلك تشكل 11.3% من إجمالي الناتج القومي بشكل مباشر وغير مباشر.الثورات تتحدى السياحة* هل أثرت ثورة 25 يناير بشكل مباشر في تراجع دخل السياحة المصرية؟ وما أبرز الأحداث التي أثرت بشكل سلبي على السياحة في مصر؟ وما الاحتياطات المتخذة لمنع وقوع حادثة المنطاد في الأقصر مرة أخرى؟دعنا لا نخص مصر فقط بالحديث عن تأثير الثورة فيها، أي ثورة تحدث في أي دولة في العالم يكون تأثيرها ملحوظاً على معدلات السياحة، مبدئياً السائح عندما يتوجه إلى مقصد سياحي فإنه يبحث في المقام الأول عن الأمان، لأنه ينشد قضاء إجازة هادئة، ومصر ينطبق عليها ما ينطبق على أي دولة أخرى.شهدت السياحة المصرية بالطبع انخفاضاً عقب الثورة، حيث زار مصر خلال عام الثورة 9.8 مليون سائح بنسبة انخفاض 33.2% مقارنة بعام 2010 وهو عام الذروة، بدأت الأمور تعود لنصابها الطبيعي، وارتفعت المؤشرات السياحية ليصل عدد السياح العام الماضي إلى 11.5 مليون بنسبة زيادة 17.7% مقارنة بعام 2011.وبالنسبة لحادث المنطاد في مدينة الأقصر، فهو حادث مأساوي قدري، ومازالت التحقيقات جارية للتحقق من أسبابه، أما في ما يختص بالإجراءات، فالمنطاد يقع بشكل رئيس تحت سلطة وزارة الطيران المدني، وهي تتخذ إجراءات صارمة مستمرة من قبل وقوع الحادث حيث يتم التفتيش على صلاحية وسلامة المنطاد، وقطع الغيار بكافة الشركات، وكذلك وصلات الغاز والمخازن وإجراء اختبارات لبالونات المناطيد، ومراجعة التدريبات السابقة للطيارين وقياس كفاءتهم، وعقد ندوات عن السلامة الجوية وإجراءات الأمان للمهندسين والأطقم الأرضية، إضافة إلى نظام التفتيش الدوري من جانب سلطة الطيران المدني على الشركات بمعدل 4 مرات سنوياً، منها 3 مرات للتفتيش والمتابعة وواحدة لتجديد شهادة كفاءة التشغيل.* ما الخطوات التي تنتهجها مصر لتطوير السياحة العربية والعالمية؟ تسعى الوزارة من خلال العمل على مجموعة من المبادرات غير التقليدية لتنشيط السياحة، منها البث المباشر بتقنيات عالية، لمواقع سياحية متعددة في مناطق مختارة من الوجهات السياحية في العالم، منها الإمارات والسعودية والكويت وبريطانيا وروسيا واليابان والولايات المتحدة وآسيا، لنقل الصورة الحقيقة عن السياحة في مصر. البث المباشر بدأ فعلياً، وتم عرضه خلال سوق السفر العربي، من خلال موقعين في شرم الشيخ والغردقة، ونعمل حالياً على تطويره تقنياً، مع مراعاة خصوصية البث، وسيتم البث لمواقع في القاهرة والأقصر وأسوان والهرم وشرم الشيخ والغردقة وحتى ميدان التحرير. والهدف الرئيس الذي نعمل على تحقيقه حالياً هو الوصول إلى 30 مليون سائح في عام 2020، ومضاعفة الإيرادات إلى 25 مليار دولار، مع تقديم المزيد من الخدمات لرفع مستوى جودتها، وتسعى الوزارة ضمن خطتها الاستراتيجية إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تمكنها من تعزيز الواقع السياحي في مصر، حيث نكثف جهودنا لزيادة الحركة الوافدة من أسواق بعينها وفي مقدمتها السوق العربي، كما نعمل خلال الفترة المقبلة على افتتاح أسواق سياحية جديدة في أمريكا الجنوبية، البرازيل والأرجنتين وتشيلي والمكسيك وفي آسيا ماليزيا والصين والهند وكوريا وفيتنام، إلى جانب تسويق مصر ضمن رحلات شراكة مع دول أخرى، والارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للسياح لتواكب معايير الجودة العالمية، وتنمية الموارد البشرية العاملة ضمن القطاع السياحي.* كان هناك مشروع لتأسيس مكاتب لهيئة تنشيط السياحة المصرية في العواصم العربية في مقدمتها المنامة، ما الجديد في هذا الشأن؟في الواقع هذه خطوة مهمة.. يجب أن يكون لمصر مكاتب سياحية بالمنطقة العربية تخاطب السائح العربي، وجارٍ حالياً بالفعل دراسة الموضوع من جميع الجوانب من حيث أماكن التأسيس والإجراءات. * ما حجم الاستثمارات العربية في مجال السياحة المصرية؟تصل حجم المساهمات العربية في مشروعات التنمية السياحية إلى نحو 2.179 مليار جنيه مصري (313 مليون دولار).