استقبلت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وفداً من المجلس البلدي للمنطقة الشمالية، لمناقشة التطورات الأخيرة في المشاريع الثقافية والفكرية بالمحافظة الشمالية، وبحث إمكانيــــات مشـــاريع متجددة يمكن من خلالها تحقيق تكامل ما بين الجهتين. ومن جهتها أوضحت وزيرة الثقافة أن المشاريع المنجزة تستـــــثــــــمر المعـطــــيــات الخــاصة بالمكان وتوثق لحقب تاريخية وحضارية هامة تستند إلى حضارة دلمون وتستمر حتى الحضارة الإسلامية، مشيرةً إلى أن العمران هو وسيلة حفاظية وتأريخية لكل هذا الموروث الشعبي العميق وأن الثقافة لها دور هام في تحرير العمران من نمطيته بجعله فاعلاً في الوقت الحاضر ومستقبلاً. وأكدت في لقائها ضرورة التعاون ما بين كل الأطراف المعنية من أجل تحقيق تكاملٍ حقيقي وتشكيل تركيبة ثقافية تندمج من خلالها المؤسسات الحكومية في الحيـــاة المجتمعية والبيئة المكانية. وقــــــد أبــــــدى وفـــــــد المحـــافــــظة الشمـــــالـــية سعــــادتــــه بالمنـجز الثقافي والسياحي الذي يتواءم مع البيئة المحلية ويطور أداء منظوماتها الفكرية والثقافية فــــي المنطــــقة الشمـالــــية، خصوصاً وأن العديد من هذه المشاريع تتعامل بحرفية عالية مع التراث، وتركز مجهوداتها لاستثمار المواقع الأثرية من جهة، والحفاظ على المكتسبات الشعبية والفلكلورية في إنقاذ للتراث غير المادي من جهة أخرى، وذلك عبر سلسلة من المشاريع من بينها: مستوطنة سار، مصنع نسيج بني جمرة الذي تم الانتهاء من التخطيط له للحفاظ على مهنة النسيج المحلي، معابد باربار التي أنجز مخطط مركز الزوار الخاص بها، حيث حصد تصميم الأخير على جائزة المصممين الشباب العرب.كما نوقشـــت في اللقـــاء المخــططـــات الأخيرة حول مسجد الخميس ومركز الزوار الذي يحفظ هذا الإرث العمراني والإســـلامي، سعيــــاً لتعريف النــاس بالقيــــمة التاريخية والحضارية التي ينفرد بها هذا المسجد في المنطقة. بالإضافة إلى سوق الخميس الذي يعتبر من أعرق الأسواق الشعبية في المنطقة التي تمتد انطلاقًا من عين بو زيدان.