عواصم - (وكالات): أعلنت روسيا أمس موافقة النظام السوري المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف المرتقب عقده مطلع الشهر المقبل، إلا أن المعارضة وصفت هذا الموقف بـ «الغامض» وشككت في نوايا النظام بإجراء تفاوض فعلي يمهد لحكومة انتقالية. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أن روسيا تسلمت موافقة دمشق المبدئية على المشاركة في مؤتمر جنيف خلال زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى موسكو.إلا أن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية وصف هذا الموقف بـ «الغامض» ودعا نظام الرئيس السوري بشار الأسد الى توضيح هذا الموقف بنفسه. وقال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي خلال اجتماع المعارضة في إسطنبول»نريد أن نسمع هذا التصريح مباشرة من حكومة الأسد، نريد معرفة أن لديهم فعلاً النية للتفاوض على انتقال نحو حكومة ديمقراطية يشمل رحيل بشار الأسد». ورداً على سؤال حول مشاركة الائتلاف بصفته ابرز مجموعة معارضة سورية في المؤتمر الدولي الذي يعرف باسم «جنيف 2» واقترحت الولايات المتحدة وروسيا عقده لإيجاد حل سياسي للنزاع، اعتبر صافي أن المعارضة بحاجة «لمزيد من الوضوح» لتتخذ قراراً في هذا الصدد. كما دعا صافي موسكو إلى تقديم «ضمانات» حول رحيل الأسد. ومؤتمر السلام الذي تقول بعض وسائل الإعلام إنه سيعقد في 10 يونيو المقبل يهدف إلى إنهاء نزاع دام في سوريا دخل عامه الثالث وأودى بحياة أكثر من 90 ألف شخص. وتطالب المعارضة السورية بأن يشمل أي حل سياسي للنزاع رحيل الرئيس الأسد وأعضاء نظامه الضالعين في أعمال العنف. وفي إطار المساعي الحثيثة لتعبيد الطريق أمام نجاح مؤتمر «جنيف 2» يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الاثنين المقبل في باريس نظيره الروسي سيرغي لافروف لإجراء مباحثات تتناول النزاع في سوريا. ميدانياً، أعلن مصدر عسكري سوري أن القوات النظامية السورية فرضت طوقاً على مقاتلي المعارضة شمال مدينة القصير الاستراتيجية وسط سوريا، والتي اقتحمتها الأحد الماضي في محاولة لاستعادتها من المقاتلين الذين يسيطرون عليها لأكثر من عام. من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المدينة تتعرض لقصف بالطيران الحربي، تزامناً مع اشتباكات عنيفة في ريفها الشمالي في محاولة من القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، عزل المقاتلين في شمال القصير. وأكدت مصادر المعارضة أن مقاتلي «الجيش الحر» تمكنوا من إسقاط طائرة تجسس إيرانية بدون طيار، قرب العاصمة دمشق، و»تحرير» قرية جوسية في ريف حمص، بعد أيام من وقوعها تحت سيطرة عناصر تابعة لـ «حزب الله». إلى ذلك، تتواصل المعارك في مناطق مختلفة في سوريا، ما أدى إلى مقتل 67 شخصاً، أمس بحسب المرصد. وحول احتمال رفع الحظر الأوروبي عن إرسال السلاح إلى سوريا أعربت فرنسا وألمانيا عن أملهما في التوصل إلى «توافق أوروبي» بشأن هذه القضية الاثنين المقبل في بروكسل كما أعلن وزيرا خارجيتهما، لوران فابيوس، وغيدو فيسترفيلي إثر لقاء بينهما أمس في باريس.وفي جنيف طالبت الولايات المتحدة وتركيا وقطر رئيس مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ريميغيوز هينسيل بالدعوة إلى اجتماع عاجل «الأسبوع المقبل» للبحث في «تدهور وضع حقوق الإنسان وعمليات القتل الأخيرة في القصير». من جانبه، نبه الرئيس اللبناني ميشال سليمان حزب الله إلى «الفتنة» بسبب مشاركته في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية خاصة في القصير. وقال سليمان «إن معاني المقاومة أعلى وأسمى من كل المعاني ومن أن تغرق في رمال الفتنة، إن في سوريا، أو في لبنان، أكان ذلك لدى شقيق أو صديق»، وذلك في إشارة إلى الحزب ذي الترسانة الضخمة من الأسلحة التي يشدد أن الهدف منها «مقاومة» إسرائيل. وطالبت دمشق الجامعة العربية بـ «الاعتذار» وإلغاء كل قراراتها المتعلقة بسوريا قبل النظر في أي دور يمكن أن تؤديه لحل النزاع في البلاد، وذلك في تصريحات لوزير الإعلام السوري عمران الزعبي. ويأتي الموقف السوري غداة إعلان اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا الاتفاق على عناصر لم تحددها، من شأنها المساهمة في إنجاح المؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية يونيو المقبل بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة، وذلك بناء على مبادرة من موسكو وواشنطن.في الوقت ذاته، أمضى حسن المقاتل في «حزب الله»، 3 أيام في المعارك التي يخوضها الحزب الشيعي اللبناني إلى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير وسط سوريا. ويقول بعد عودته إلى مسقط رأسه بعلبك شرق لبنان إن عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة، قبل أن يخرج مقاتلو المعارضة من الأنفاق ويبدؤوا بإطلاق النار عليهم. وعاد حسن إلى بعلبك ليكتشف أن والده علي الذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه، قضى في المعارك مصاباً برصاصتين في الصدر. ويقول حسن مرتدياً زيه العسكري وهو يحمل سلاحه «في اليوم الأول، تقدمنا في الأزقة تجاه وسط القصير، لكن ما لبث المسلحون أن هاجمونا من الخلف». ومنذ الأحد الماضي، يشارك حزب الله، في اقتحام قوات الأسد لمدينة القصير التي تعد معقلاً لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص، على مقربة من الحدود اللبنانية، وذلك بعد أشهر من قتاله في ريف المدينة. وبحسب مصدر مقرب من الحزب، قسم المقاتلون إلى 17 فرقة تضم كل منها 100 عنصر من الحزب، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية. وتعد المدينة التي يقطنها نحو 25 ألف نسمة، أساسية بالنسبة لمقاتلي المعارضة لوقوعها على خط إمداد رئيسي من المناطق ذات الغالبية السنية شمال لبنان، والمتعاطفة مع المعارضة السورية. كما تشكل القصير نقطة محورية للنظام لكونها صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري ذي الغالبية العلوية، الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد. ويضيف حسن أن مقاتلي المعارضة السورية «كانوا بالمئات ومنظمين ومسلحين بشكل كبير. استخدموا رصاصاً متفجراً، وتطلب القضاء عليهم وقتاً». وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد الحزب 104 مقاتلين منذ بدء مشاركته في المعارك في سوريا قبل ثمانية أشهر. وفي طرابلس شمال لبنان، قتل 23 شخصاً وأصيب 197 خلال 5 أيام في معارك على خلفية النزاع السوري بين السنة والعلويين في منطقتي باب التبانة السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، وجبل محسن العلوية المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والتي تعد الأكثر حدة بين المنطقتين منذ أعوام طويلة.
روسيا: نظام الأسد مستعد لحضور «جنيف 2».. والمعارضة تشكك
25 مايو 2013