أكد إمام جمعة طهران الموقت آية الله الشيخ محمد علي موحدي كرماني «ضرورة التزام القناعة والحد الأدنى في الدعاية الانتخابية من قبل مرشحي الانتخابات الرئاسية»، مشيراً إلى «ضرورة الأخذ بنظر الاعتبار إطاعة الولي الفقيه كمعيار في الانتخاب من قبل المواطنين». وشدد موحدي كرماني في خطبة الجمعة التي أقيمت في جامعة طهران على «أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات الرئاسية باعتبارها تكريس لحب الوطن»، وقال إن «الإيمان بالله والقدرة على الإدارة والتدبر والشجاعة والعدالة والاهتمام بالمحرومين والابتعاد عن نوازع الديكتاتورية وإطاعة الولي الفقيه هي من جملة صفات رئيس الجمهورية». وتطرق إلى ما زعمته المعارضة الراديكالية في البحرين من قيام قوات الأمن بمداهمة منزل الشيخ عيسى قاسم، وهو ما نفته الحكومة البحرينية جملة وتفصيلاً، فيما اعتبر مراقبون تطرق إمام جمعة طهران لهذا الأمر ما هو إلا دعاية إعلامية من إيران لإثارة الفتن في البحرين. وفي شأن متصل، رأى خبراء ومحللون أن استبعاد اثنين من أبرز المرشحين إلى الانتخابات الرئاسية يعكس رغبة النظام الإيراني في تفادي أي خلاف داخل السلطة التي يهيمن عليها الموالون للمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي. وأوضح دبلوماسي غربي أن «النظام لا يريد أي مجازفة»، وذلك بعد استبعاد الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وأسفنديار رحيم مشائي القريب من الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد. وبموجب الدستور، فإن لخامنئي «73 عاماً» الكلمة الفصل في كل قرارات الدفاع والسياسة الخارجية، كما إنه يشرف على جهاز الدعاية للنظام من خلال الإشراف المباشر على التلفزيون والإذاعة الرسميين. ويستند خامنئي بشكل كبير على المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يضم الرئيس ورئيس السلطة القضائية وقادة القوات المسلحة. وشهدت نهاية ولاية أحمدي نجاد أزمات بين مختلف الجهات المحافظة داخل النظام والمعارضة أو الموالية للرئيس. وتأتي الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي تفرض فيه الأمم المتحدة والغرب عقوبات على النظام لثنيه عن حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج نووي مدني. وبعد إعلان قائمة الأشخاص المرخص لهم الترشح في انتخابات 14 يونيو المقبل، صرح أحمدي نجاد أنه سيطلب من خامنئي إعادة النظر في قراره رغم أن رفسنجاني أعلن أنه تقبل استبعاده من الانتخابات. ونددت فرنسا رسمياً بـ «الإغلاق المفروض على النظام» بينما انتقدت الولايات المتحدة اختيار المرشحين الثمانية «الذي يعتبر النظام أنهم يمثلون مصالحه وليس مصالح الشعب الإيراني». وحصل 5 مرشحين محافظين عدد كبير منهم قريبون من خامنئي بالإضافة إلى اثنين من المعتدلين وإصلاحي واحد على موافقة مجلس صيانة الدستور الذي يعين المرشد الأعلى أعضاءه مباشرة. واعتبر كريم ساجدبور الخبير لدى مؤسسة «كارنيغي» من أجل السلام في الولايات المتحدة أن «الانتخابات الإيرانية لم تكن في السابق حرة أو عادلة أو يمكن توقع نتائجها، والسلطة تحاول الآن جعل النتيجة أقرب للتوقعات». وأضاف ساجدبور أن «الهيئات الأقوى هي الحرس الثوري والسلطة القضائية ومجلس تشخيص مصلحة النظام المكلف تعيين ومراقبة وحتى إقالة المرشد الأعلى، والبرلمان، كلها خاضعة لسيطرة أشخاص عينهم خامنئي أو خاضعون له». وأشار دبلوماسي أجنبي إلى أن «كل المرشحين الذين لديهم فرصة بالفوز مرتبطون سواء بالمرشد الأعلى أو بالجهاز الأمني».واعتبر المرشح سعيد جليلي سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي وأحد المرشحين الأوفر حظاً في الفوز بالانتخابات أن «على الرئيس الخضوع للمرشد الأعلى وإظهار هذا الموقف عملياً». من جانبه، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «بنقص الشفافية» في عملية الانتخابات الرئاسية الإيرانية حيث تم استبعاد مرشحين بارزين. من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على 20 فرداً وشركة في إيران «لضلوعهم في شبكات على صلة بالانتشار النووي والصواريخ». وهذه الشبكات متهمة بنقل معدات وتقديم خدمات إلى برامج تسلح إيراني وإلى برنامج طهران النووي. وأدرج بعض هؤلاء على اللائحة السوداء لمساعدتهم الحرس الثوري الإيراني في تزويد سوريا معدات في شكل سري، وخصوصاً معدات عسكرية وأخرى لتنظيم الحشود قدمت إلى نظام الرئيس بشار الأسد، وفق بيان وزارة الخزانة. وأشارت وزارة الخزانة أيضاً إلى مساعد وزير الدفاع الإيراني رضا مظفرينيا «لمساهماته الكبيرة في البرنامج النووي الإيراني». من جانب آخر، بدأت القوات البرية للجيش الإيراني مناورات «بيت المقدس 25» في منطقة نصر آباد بمحافظة أصفهان وسط البلاد.«فرانس برس - رويترز»