حث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الأحد خلال زيارة لبغداد على منع الطائرات الإيرانية من نقل اسلحة الى سوريا عبر أجواء العراق. كما دعا كيري الفصائل السنية والشيعية والكردية إلى الالتزام بالعملية السياسية حيث يتعرض التوازن الطائفي غير المستقر في البلاد لضغط متزايد بسبب الصراع في سوريا.وقال مسؤول أمريكي في وقت سابق مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن واشنطن تعتقد أن الرحلات الجوية وعمليات النقل البري تحدث بشكل شبه يومي وتساعد الرئيس السوري بشار الأسد في مساعيه لقمع الانتفاضة المناوئة لحكمه.وقال كيري انه أجرى "محادثات حيوية للغاية" مع المالكي بشأن هذه القضية وعبر بجلاء عن استياء الولايات المتحدة من عمليات نقل الأسلحة التي تشتبه بأنها تتم بطائرات إيرانية عبر المجال الجوي العراقي.وأضاف كيري للصحفيين "كل ما يدعم الرئيس (بشار) الأسد يمثل مشكلة ... أوضحت تماما لرئيس الوزراء أن تحليق طائرات من إيران يساعد في بقاء الرئيس الأسد ونظامه."وقال المسؤول الأمريكي قبل الاجتماع إن الحكومة العراقية فتشت طائرتين فقط منذ يوليو تموز الماضي مشيرا إلى أن كيري سيؤكد أن بغداد لا تستحق أن يكون لها أي دور في المحادثات حول مستقبل سوريا ما لم تحاول وقف تدفق الأسلحة.ونفى المسؤولون العراقيون السماح بنقل أسلحة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي. وقال عباس البياتي عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي "نحن قمنا بواجبنا بتفتيش عشوائي لعدد من الطائرات الإيرانية ولم نجد سلاحا مسربا أو مهربا عبر العراق."وأضاف "إذا كانت أمريكا في هذا الصدد حريصة على هذا الأمر (إجراء المزيد من عمليات التفتيش) عليها أن تزودنا بالمعلومات التي لديها."وقال كيري في مؤتمره الصحفي ان الولايات المتحدة "وافقت على محاولة تقديم مزيد من المعلومات" للعراقيين وأشار الى ان التوجهات داخل الكونجرس الأمريكي قد تتحول ضد العراق بسبب عمليات النقل المشتبه بها الى الأسد.وتقول الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة انها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع السوري. لكن مصالحها ترتبط بشكل وثيق بمصالح إيران الشيعية وهي مؤيد قوي للأسد.وقال مراسلون حضروا جلسة لالتقاط الصور في بداية محادثات كيري والمالكي إن وزير الخارجية الأمريكي قال مازحا فيما يبدو إن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون أكدت أن العراق سيفعل أي شيء تطلبه واشنطن.ونقل الصحفيون عن كيري قوله "أخبرتني الوزيرة (السابقة) بأنكم ستفعلون كل ما أقوله."وأضافوا أن المالكي رد مازحا أيضا بقوله "لن نفعل."وبعد مرور نحو عشر سنوات على الغزو الأمريكي للعراق بدأ المسلحون السنة المرتبطون بالقاعدة يستعيدون قوتهم وأصبحت حكومة تقاسم السلطة في البلاد مشلولة تقريبا.ويتظاهر الاف المحتجين السنة ضد المالكي منذ ديسمبر كانون الاول ويدرس المشرعون الأكراد خياراتهم بعد أن أقر البرلمان ميزانية عام 2013 دون مشاركتهم.وقال كيري "عندما يكون التوافق غير ممكن يتعين على المستائين عدم الانسحاب من المنظومة يجب ألا ينسحبوا وكذلك يجب على اولئك المسؤولين عدم تجاهل أو رفض وجهة نظر الاخرين."وأجرى كيري محادثات مع ممثلين للطوائف الثلاث ومن بينهم رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي المنتمي إلى السنة.وتحدث كيري هاتفيا مع مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق الذي تمضي حكومته قدما في خطط لإنشاء خط أنابيب نفطي إلى تركيا تخشى واشنطن من أن يؤدي إلى تقسيم العراق.ويتهم المحتجون السنة الحكومة التي يقودها الشيعة بتهميشهم واستخدام قوانين مكافحة الارهاب لاستهدافهم.وذكر المسؤول الأمريكي أن كيري طلب أيضا من المالكي والحكومة العراقية خلال المحادثات إعادة النظر في قرار تأجيل الانتخابات المحلية في محافظتي الأنبار ونينوى اللتين تقطنهما أغلبية سنية.وأجلت الحكومة العراقية الأسبوع الماضي الانتخابات التي كانت مقررة يوم 20 أبريل لنحو ستة أشهر بسبب المخاطر التي تتهدد العاملين في الانتخابات والعنف هناك في خطوة تعتقد واشنطن أنها تزيد التوتر.