عمان - (وكالات): دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» إلى حل سياسي عاجل في سوريا ووضع حد فوري لأعمال العنف. وقال الملك عبد الله في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يقام في منطقة الشونة على ضفاف البحر الميت غرب عمان «لا بد من حل سياسي عاجل في سوريا لوقف الانقسام الخطير في البلاد». وأضاف أن «المطلب الأكثر إلحاحاً يتمثل في وضع حد فوري للعنف لكي يتمكن كل الشعب السوري من المساهمة في إعادة أعمار بلده». وأوضح الملك أن «الأردن يستضيف ما يوازي 10 % من حجم سكانه من اللاجئين السوريين»، مشيراً إلى أن «هذا الرقم قد يتضاعف بحلول نهاية العام». وأكد أنه «بالنسبة للبلدان المستضيفة للنازحين والمستضعفين من السوريين سواء داخل أو خارج بلدهم مثل الأردن ولبنان، فإن زيادة المساعدات الإنسانية من المجتمع الدولي أمر حيوي».كما دعا العاهل الأردني المجتمع الدولي إلى «العمل معاً لمعالجة الأزمة الأساسية في منطقتنا وهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وأضاف «يجب علينا الآن مساعدة الطرفين على المضي في المسار الصحيح ويجب أن يتوقف بناء المستوطنات وكذلك التهديدات التي تتعرض لها المدينة المقدسة ومواقعها الدينية ويجب أن تستأنف المفاوضات بنية حسنة ويمكننا بل ويجب علينا إبقاء هذه المسألة على رأس الأجندة الدولية». وحذر الملك من أن «التطرف زاد في كل مكان ونما على هذه الأزمة وقد حان الوقت لوقف تغذيته». ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جديد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال المنتدى الاقتصادي العالمي، في محاولة لاستئناف عملية السلام المتوقفة بين الجانبين. وأقر كيري، الذي التقى في اليومين الماضيين أبرز القادة الفلسطينيين والإسرائيليين بوجود شكوك في محاولته التوسط لبدء محادثات جديدة.من جهته، قال عباس إن الفرصة مازالت ممكنة لصنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن جهود وزير الخارجية الأمريكي لاستئناف العملية «تبعث الأمل بالنفوس».وأضاف في كلمته في افتتاح جلسات المنتدى «أوجه من هنا كلمة لجيراننا الإسرائيليين بأن إنهاء الاحتلال لأرضنا وإطلاق سراح أسرانا ورحيل المستوطنين والاستيطان وتفكيك جدار الفصل العنصري هو ما يصنع السلام ويضمن الأمن لكم ولنا».وأوضح أنه «بعد أيام معدودة سيكون قد مضى على احتلال أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة 46 عاماً»، مشيراً إلى أنه «بعد 20 عاماً من المفاوضات مازالت حكومة إسرائيل تراوغ وتماطل وتتهرب من استحقاقات السلام».من جانبه، قال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، إن ما تريده بلاده في الأزمة السورية هو إنشاء مناطق آمنة ومناطق حظر جوي، لضمان إيصال المساعدات للسوريين ودعم المعارضة التي تؤمن بقيم أمريكا. وفي سياق متصل، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن «هناك نظاماً جديداً أتى به الربيع العربي إلى المنطقة».وقال العربي في مداخلة على هامش فعاليات المنتدى «لقد انتشرت في شتى أنحاء الوطن العربي حكومات استبدادية، وسوريا من بين هذه الأنظمة التي لم تتغير، أنظمة حكمت لسنوات طويلة بعضها نجح وبعضها لم ينجح». من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الكويتي مصطفى الشمالي إن دور الكويت التنموي على المستويين العربي والعالمي سيكون أحد محاور المنتدى. وافتتح المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمس أعماله تحت عنوان «تحسين ظروف النمو والمرونة». ويركز المنتدى الذي يعقد على مدى يومين في مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات على «تشكيل اقتصاد المنطقة والأنظمة الاجتماعية والحكم في المستقبل»، وفقاً للموقع الإلكتروني للمنتدى. ويجمع المنتدى نحو 900 من قادة دول الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول أخرى لمناقشة «أهم التحديات التي تواجه المنطقة كالبطالة والفقر والشفافية وتفاوت الدخل وتطورات القطاع الخاص والبنية التحتية». وحضر الافتتاح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عباس، فيما يشارك في أعمال المنتدى كيري والرئيس الإسرائيلي. ويعقد المنتدى للمرة السابعة في الأردن منذ 2003، وعقد آخر لقاء في 2011.
العاهل الأردني في افتتاح «دافوس»: لابد من حل سياسي لوقف العنف بسوريا
26 مايو 2013