الحضور الكرام ،،ستبقى الإنسانية تذكر سموه رحمه الله لأنه عاش من أجلها ومن أجلها قضى مرتاح الضمير، بما أنجزه وحققه للإنسان في البحرين ، وما أسس له من علاقات حميمة وطيبة مع الجميع في داخل البحرين وخارجها . «صديق السلام الصدوق كما وصفه الرئيس بيل كلينتون» ،» الداعم للاستقرار في المنطقة والعالم لسنوات عديدة « كما وصفه السيد كوفي أنان ، الإنسان الأمير ، والحاكم الإنسان ، صاحب الجائزة المغفور له سمو الأمير الراحل ، فلقد كان تأثيره مشهوداً في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية طيلة أربعة عقودٍ ، عمل خلالها ، وبمعاونة أخيه ورفيق دربه الأمين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، على النهوض بالبحرين فكرس جل وقته واهتمامه نحو تسخير موارد البحرين في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية والعلاقات الدولية والرفاه الاجتماعي فاستحق أن يكون مثالاً للحاكم القائد والأمير الإنسان.كان رجل الاستقلال واستكمال دولة القانون والنظام، أباً للدستور والشورى والممارسة الديمقراطية، رجل التنمية واستكمال النهضة الشاملة، رجل الوحدة الخليجية والتضامن العربي في أصعب الأوقات والمواقف، رجل السلم والتعاون الدوليين والصداقة المخلصة بين الشعوب.لقد أعلى سموه من شأن العلم وعزز من مكانته واهتم بالرعاية الصحية والاجتماعية والتنمية البشرية والحضرية فبرؤيته النافذة وسياساته الحكيمة تمكن من تحويل البحرين إلى دولة حديثة ذات اقتصاد قوي ومتنوع، وبناء مجتمع متسامح ينعم فيه أهله بالأمن ويطمئنون فيه على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم فمن مآثره هذه جاءت الجائزة بأمر جلالتكم لتكون حافزاً لكل من سار على نهجه ودربه في خدمة الإنسان.واليوم، ننظر إلى مناقبه وصفاته وسجاياه، فنراها حيه في قلوبنا، ونجد الرصيد الإنساني لفقيدنا الكبير حقيقة راسخة، بحجم دوره الوطني والعربي والإسلامي.لقد جاء قرار مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية بإعلان فوز الدكتورة جميلة محمود مؤسسة منظمة ماليزيا الرحمة بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية بعد عمل دؤوب تطلب عامين للاختيار من بين مجموعة كبيرة من المرشحين، حيث يساور أعضاء مجلس الأمناء ولجنة الترشيح، يقين بأن الشخصية المختارة لنيل هذه الجائزة، لمستحقة لها لما قدمت من تضحيات موصولة، وجهد وتفان في خدمة المحتاجين من أبناء البشر حيثما وجدوا، بدون تمييز أو تصنيف أو تفضيل.وزادت سعادتنا حينما استقر رأي لجنة الترشيح بالإجماع على الفائزة، الدكتورة جميلة محمود، تقديراً للمرأة في شخصها وللمرأة في بلدها الشقيق ماليزيا وفي العالم. بذلك، يا صاحب الجلالة، نكون قد ساهمنا بجهد متواضع في استحضار شمائل والدنا جميعاً، وإبراز قيمة أعماله الإنسانية، وفضائله علينا في الاهتمام بالإنسان، والحرص على كرامته، والأخذ بيده وقت الشدة والمحن آملين مخلصين ان نستوعب جميعاً مغزى ومقاصد هذه الجائزة التي تسعى إلى إحياء سجايا صاحبها وما تميزت به أعماله الخيرة، رحمه الله، التي شملت الجميع بروح المساواة، دونما تمييز. الدكتورة جميلة، أرحب بك في مملكة البحرين، معرباً عن تقديري لجهودك وإنجازاتك الإنسانية، وعن تهنئتي لك بالفوز بالجائزة متمنياً لك المزيد من النجاح والتوفيق .وانتهز هذه المناسبة لأن أعرب عن بالغ الشكر والتقدير للمؤسسة الخيرية الملكية لمساندتها ودعمها لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، وأتوجه بالشكر والتقدير أيضاً إلى أعضاء مجلس الأمناء والى لجنة الترشيح و هيئة التحكيم والأمانة العامة وكافة الجهات التي أسهمت بتعاونها وجهودها لإنجاح عملنا الإنساني النبيل وفاء لذكرى المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،ثم عرض فيلم ثائقي عن حياة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بعنوان( عيسى بن سلمان الأمير الإنسان) تناول جهود سموه رحمه الله في مجال الاعمال الخيرية والانسانية.الجائزة استثمار لنشر المبادئ الحسنةبعدها القى رئيس هيئة الترشيح للجائزة البروفسور يان بولسن كلمة قال فيها: انه لشرف عظيم لي أن أترأس لجنة الترشيح لجائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية وأنا مسرور اليوم أن اقدم إيجازاً عن عمل اللجنة الذي نتج عنه منح الجائزة للدكتورة جميلة محمود .قام مجلس أمناء الجائزة بتعيين أعضاء لجنة الترشيح في مارس 2010، واعتقدنا أن الجائزة تمثل مبادرة رائعة ونحن سعيدون بأنها ساهمت في نشر أهداف العمل الخيري النبيلة.أعضاء اللجنة الأجانب هم:- السيد محمد بن عيسى وزير خارجية المغرب السابق وهو الأمين العام لمؤسسة أصالة الثقافية.- جون كرولي: قائد فريق اليونسكو للتغيير العالمي.- فرحان نظامي: رئيس مركز البحوث الإسلامية في جامعة اوكسفورد.- غسان سلامة: وزير الثقافة اللبناني السابق وهو الآن أستاذ في معهد العلوم السياسية في باريس.- دونا شلالة: كاتبة التعليم الصحي والرعاية الاجتماعية في الولايات المتحدة السابقة. وهي الآن رئيسة جامعة ميامي.كما تضم اللجنة الدكتورة فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية في مملكة البحرين.عقدت اللجنة اجتماعها الأول بالمنامة في نوفمبر 2010 وقد تلت ذلك اجتماعات أخرى في لندن وفي المنامة أيضاً.لقد تواصل أعضاء اللجنة فيما بينهم لتحديد مصادر المعلومات عن الفائزين المحتملين بالجائزة. لقد تواصلنا مع المؤسسات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية وناقشنا المعايير الملائمة لجائزة عيسى مع التركيز على الجانب الإنساني، ولا على الإنجازات العملية والثقافية. كما درسنا إمكانية منح الجائزة لمنظمات.لقد اعتمدنا قائمة أولية ضمت أكثر من 50 فرداً ومنظمة وثم حددنا 15 مرشحاً وبعد ذلك جعلناها 11 وأخيراً حصرنا المنافسة في 3 مترشحين.لقد درسنا المترشحين الثلاثة دراسة مستفيضة ولم نعلمهم بأنهم المرشحون المفضلون للجائزة .سيداتي وسادتي:أرجو منكم أن تتأملوا في سبب منح هذه الجائزة مثلما تساءلنا نحن أعضاء اللجنة في البداية. بالتأكيد تعتقدون أن الشخص الذي يفوز بالجائزة يستحقها بسبب ميزاته الإنسانية والتزامه وإيثاره للآخر. كما أنكم تأخذون في الاعتبار مدى نجاعته في مساعدة الناس المحتاجين. كما تدركون أهمية الجانب المالي في مساعدة الفائزة بالجائزة على مواصلة نشر أهدافها الإنسانية.لكن ربما لم يتبادر إلى أذهانكم حقيقة أن الجائزة هي استثمار في حد ذاته وليست مجرد مبلغ مالي فقط يدفع للفائز الذي سيصرفه لأغراض إنسانية.إنها كذلك استثمار في نشر المبادئ الحسنة. إن التقدير الذي يصاحب الجائزة ينير طريق الشخص الذي استحق أن يكون نموذجاً يحتذى به.إننا نعيش في عصر تزلف وعناوين الصحف وصور التلفزيون التي تعظم الأشخاص الذين قاموا بالقليل ليس من أجل مساعدة الآخرين بل بحثاً عن شهرة شخصية.بالتأكيد علينا أن نتساءل كيف يستطيع أطفالنا أن يفهموا أن العظمة تكون في البساطة والتواضع ونكران الذات.على أبنائنا أن يكونوا نماذج يقدمون الرعاية للآخرين أكثر مما قدموها لأنفسهم.إذن صاحب الجلالة، إننا نستفيد كلنا من الكرم الذي يصاحب جائزة كهذه التي تمنح لشخص صاحب مبادئ يحتاجها عالمنا كثيراً.سيداتي سادتي:إن لجنتي تتمنى أن تتقبلوا سبب اختيارها الدكتور جميلة محمود كأول فائزة بهذه الجائزة.وشكراً جزيلاًبعد ذلك عرض فيلم وثائقي خاص لحياة ومنجزات الدكتورة جميلة محمود الفائزة بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية تطرق إلى دورها في مجال المساعدات والإغاثة من الكوارث والخدمات والتي قدمتها في المجالات الإنسانية.ثم تفضل جلالة الملك المفدى بتسليم الدكتورة جميلة محمود جائزة عيسى لخدمة الإنسانية. وذلك تقديراً لجهودها وإسهامها في مجالات الإغاثة والتصدي للكوارث، والتعليم، وخدمة المجتمع، والعناية بالبيئة والتغير المناخي بالإضافة إلى التخفيف من وطأة الفقر والعوز.نحتاج إلى طرق جديدة لتحقيق أهدافنابعدها ألقت الدكتورة جميلة محمود كلمة قالت فيها : بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة .. ملك مملكة البحرينصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة .. رئيس الوزراء الموقرأصحاب السعادة أعضاء لجنة ترشيح الجائزةسيداتي وسادتيإنه لمن دواعي سروري أن اأبل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية. خلال السنوات الماضية كانت لي الفرصة لأن أتكلم مع الكثير من الناس هنا في البحرين وكلهم تحدثوا عن الأمير الراحل الشيخ عيسى بحب وإعجاب وقاسموني نظرته الثاقبة وشخصيته القوية وكرمه و أجمعوا أنه كان إنسانياً في العديد من النواحي. إنه لشرف عظيم لي أن أكون الفائز الأول بهذه الجائزة القيمة وأشعر بالشرف بأن أكون جزءاً من تاريخ هذا البلد.أود أن أشيد بجلالة الملك ومملكة البحرين على تأسيس هذه الجائزة الأولى من نوعها في منطقة الخليج وفي الحقيقة العالم الإسلامي كله. إنها تعكس بوضوح المركز القيادي لمملكة البحرين وتفكيرها المستنير في هذا المجال من العمل الإنساني الذي يحتاج دعماً وأفكاراً نيرة وفاعلين جدداً.إنه من قبيل الصدفة أن تتزامن 1999 تاريخ وفاة المرحوم الشيخ عيسى مع بداية رحلتي في عالم العمل الإنساني. أنا من ماليزيا بلد متعدد العرقيات والجنسيات ومواطنوه يعيشون بسلام في ثقافة قائمة على التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. لقد قطعنا أشواطا كبيرة لكي نصبح دولة قائمة على الطبقة الوسطى فيها العديد من المختصين مثلي.إنني كدكتورة يؤلمني كثيراً عندما أرى الناس حول العالم يعانون إما بسبب الصراعات والحروب أو كنتيجة للكوارث الطبيعية.وما يؤلمني أكثر هو عدم قدرتي على رؤية أناس أو منظمات غير غربية يقودون العمل الإنساني، وامرأة مسلمة في مقدمة ناشطي العمل الإنساني- على المستوى الإعلامي على الأقل.تساءلت ماذا يعنيه التقدم في دولة ناشئة مثل دولتنا وشعرت أن لا دولة أو شعب يعتبران أنفسهما متقدمين بدون مساعدة الآخرين بغض النظر عن الجنس والدين والثقافة أو الحدود. بمعنى آخر ليس الموضوع مجرد إحسان بل هو تضامن ومسؤولية لضمان تمتع هؤلاء الذين يعانون من الأزمات بحقوقهم، وأن يقع تقدير جهودهم وطاقاتهم. إن الأمر يتعدى الإغاثة.هذا يقودنا إلى تأسيس (ميرسي – ماليزيا) وهي منظمة أسستها وترأستها لمدة عشر سنوات. إنها مؤسسة فريدة من نوعها تنبع من الجنوب وتنشط في 15 دولة وملتزمة بأعلى درجات المحاسبة وتشتغل مع المجتمعات المحلية والحكومات على القضاء على الحرمان ومستعدة لتقديم حلول طويلة الأمد.لقد كان لي شرف العمل مع الزملاء الملتزمين والمتطوعين وساعدني الكثير من المعنيين من القطاعات العامة والخاصة.إنني كامرأة ناشطة في الميدان الإنساني تحصلت على فرصة ذهبية للولوج في قضايا المرأة التي تعاني من الأزمات – بيوتهم، عائلاتهم، ونظرتهم للأشياء، وثقافتهم - .قبل أربع سنوات تقاعدت وسلمت زمام القيادة الى آخرين لكي يواصلوا ما قمت به ويوفوا بالتزاماتي ويحافظوا على تأثيري في ميدان العمل الإنساني من خلال الأمم المتحدة والميدان الأكاديمي والأدوار الاستشارية للعديد من المنظمات العالمية والوكالات.لقد كان هدفي التأثير في العديد من الفاعلين لكي يلعبوا دوراً أكبر من تقديم المساعدة الإنسانية من خلال التركيز على خفض الخوف من الأزمات سواء كانت صراعات أو الكوارث الطبيعية.نحتاج إلى طرق جديدة لتحقيق أهدافنا. علينا أن نستمع إلى الناس المتأثرين بالأزمات وبناء الثقة والاعتراف بهمومهم وإلى ما يصبون إليه واستراتيجيتهم وتسهيل العملية وبناء شراكات حقيقية وإيجاد حلول مشتركة. نريد أن ندفع الأجيال الصغيرة ونبني قيادات وكل فرد له دور يلعبه.أقف هنا بينكم وأنتم تثمنون ما تعتبرونه شجاعة والتزام امرأة لكني أؤكد لكم أن ما قمت به لاشيء مقارنة بما حصلت عليه من خلال هذا العمل. هناك العديد من القصص التي يمكن أن أرويها. كيف لي أن أكون أكثر شجاعة من بنت العشر سنوات في مخيم أنشئ بعد تسونامي. لم تخسر أمها فحسب بل أصبحت مسؤولة عن رضيعين. لقد كانت مبتسمة دائماً عندما نلتقيها وتسرع للخيمة لكي تهدينا مشروباً أو بعض الأكل. رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها والقليل الذي يمتلكونه فإنهم الأكثر عطاءً. إنها واحدة من آلاف الناس الذين أثروا حياتي وعلموني التواضع والعدل والصبر وأن أكون أكثر امتناناً على الفرصة التي منحت لي لأقدم المعونة.أعلم أن عملي لم يكتمل وأتمنى بعد الحصول على جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية أن أحقق أحد أحلامي الكبيرة وهو تأسيس مركز يقدم العديد من النماذج وأساليب العمل ويركز على الوقاية من الأزمات، السلام، والمصالحة ويساعد شباب الجنوب على القيادة ويجعل الشعوب المتأثرة بالأزمات هدفاً لكل الجهود.سأكون مقصرة لو لم أشكر زوجي وعائلتي الذين هم معي الآن. بدون مساعدتهم وحبهم وتشجيعهم لكان مستحيلاً علي أن أبدأ هذه الرحلة التي لم تخل من العناء والتضحية لكني متأكدة أنهم سيواصلون مساعدتي وتشجيعي على بذل المزيد من الجهود في المستقبل.قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث (صدقة جارية أو علم ينتفع به الناس أو ابن صالح يدعو له». أدعو الله أن جائزة الشيخ عيسى تزيد من حسنات المغفور له الشيخ عيسى من خلال أفعالي وتلك التي سيقوم بها الفائزون بها في المستقبل.اليوم يصادف عشية ذكرى وفاة والدتي وأرجو من الله الرحمة لها وأن ينعم على والدي ويغفر لهما ويدخلهما الجنة.كما أدعو الله أن يغفر لكل الذين ساعدوني من الزملاء وناشطي حقوق الإنسان الذين توفوا.أشكر شعب البحرين الأبي على حرارة الاستقبال والضيافة والكرم وأتمنى أن تكون هذه المناسبة بداية علاقة وطيدة بيننا. أشكركم .. واختتم الاحتفال بعزف السلام الملكي.وحضر الاحتفال كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى والوزراء ورؤساء لجان مجلسي النواب والشورى وأعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية والمحافظون وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ورؤساء البعثات الدبلوماسية ورؤساء تحرير الصحف ورؤساء الجمعيات الخيرية والاجتماعية والوفد المرافق للدكتورة جميلة محمود وضيوف البلاد وطلبة الجامعات وعدد من المدعويين.وبعد حفل تقديم الجائزة، قال الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي خليفة إن «تكريم الفائزة د.جميلة محمود يعتبر تتويجاً لعامين من العمل الدؤوب شمل تنسيقا مكثفا بين مجلس الأمناء والأمانة العامة للجائزة ولجنة الترشيح وهيئة التحكيم والجهات التي تعنى بالخدمة الإنسانية في العالم. وإن وجودها معنا يبرز للبحرين شخصية د.جميلة محمود الفريدة التي كرست نفسها لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء، ورؤيتها الثاقبة في تمكين المجتمعات التي تحتاج إلى الإغاثة على المدى القصير والطويل، واستعدادها لتعريض حياتها للخطر الداهم في سبيل جعل العالم مكاناً أفضل للجميع».وتم إطلاق مجموعة من قنوات التواصل الاجتماعي خاصة بالجائزة من خلال «تويتر» و»فيس بوك» و»يوتيوب» و»لينكد إن»، ويمكن متابعتها من خلال الروابط الخاصة بكل قناة على موقع جائزة عيسى لخدمة الإنسانية الرسمي.واختيرت د.جميلة محمود لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الأولى نظرا لأعمالها الإنسانية المستمرة، والتي شملت تأسيس مركز لرعاية الأمومة والمرأة عام 2004 في دارفور في السودان، والذي يتم تشغيله اليوم من قبل كادر محلي، إضافة إلى قيام «منظمة ماليزيا الرحمة»، بإعادة بناء وتأهيل 13 مركزاً صحيا تحت قيادتها بالتعاون مع وزارة الصحة في ميانمار بعد إعصار «نرجس» عام 2008. وبعد كارثة التسونامي في ديسمبر 2004 والزلزال الضخم الذي تبعها في مارس 2005، ساهمت د.جميلة محمود في مساعدة أهالي جزيرة أتشيه المنكوبة التي تعتبر أحد أفقر مجتمعات اندونيسيا من خلال توفير الخدمات الصحية المطلوبة وإعادة بناء مركزين صحيين وترميم مستشفى «جونونج سيتولي» على الجزيرة.نحتاج إلى طرق جديدة لتحقيق أهدافنابعدها ألقت الدكتورة جميلة محمود كلمة قالت فيها : بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة .. ملك مملكة البحرينصاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة .. رئيس الوزراء الموقرأصحاب السعادة أعضاء لجنة ترشيح الجائزةسيداتي وسادتيإنه لمن دواعي سروري أن اأبل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية. خلال السنوات الماضية كانت لي الفرصة لأن أتكلم مع الكثير من الناس هنا في البحرين وكلهم تحدثوا عن الأمير الراحل الشيخ عيسى بحب وإعجاب وقاسموني نظرته الثاقبة وشخصيته القوية وكرمه و أجمعوا أنه كان إنسانياً في العديد من النواحي. إنه لشرف عظيم لي أن أكون الفائز الأول بهذه الجائزة القيمة وأشعر بالشرف بأن أكون جزءاً من تاريخ هذا البلد.أود أن أشيد بجلالة الملك ومملكة البحرين على تأسيس هذه الجائزة الأولى من نوعها في منطقة الخليج وفي الحقيقة العالم الإسلامي كله. إنها تعكس بوضوح المركز القيادي لمملكة البحرين وتفكيرها المستنير في هذا المجال من العمل الإنساني الذي يحتاج دعماً وأفكاراً نيرة وفاعلين جدداً.إنه من قبيل الصدفة أن تتزامن 1999 تاريخ وفاة المرحوم الشيخ عيسى مع بداية رحلتي في عالم العمل الإنساني. أنا من ماليزيا بلد متعدد العرقيات والجنسيات ومواطنوه يعيشون بسلام في ثقافة قائمة على التسامح والتعايش والاحترام المتبادل. لقد قطعنا أشواطا كبيرة لكي نصبح دولة قائمة على الطبقة الوسطى فيها العديد من المختصين مثلي.إنني كدكتورة يؤلمني كثيراً عندما أرى الناس حول العالم يعانون إما بسبب الصراعات والحروب أو كنتيجة للكوارث الطبيعية.وما يؤلمني أكثر هو عدم قدرتي على رؤية أناس أو منظمات غير غربية يقودون العمل الإنساني، وامرأة مسلمة في مقدمة ناشطي العمل الإنساني- على المستوى الإعلامي على الأقل. تساءلت ماذا يعنيه التقدم في دولة ناشئة مثل دولتنا وشعرت أن لا دولة أو شعب يعتبران أنفسهما متقدمين بدون مساعدة الآخرين بغض النظر عن الجنس والدين والثقافة أو الحدود. بمعنى آخر ليس الموضوع مجرد إحسان بل هو تضامن ومسؤولية لضمان تمتع هؤلاء الذين يعانون من الأزمات بحقوقهم، وأن يقع تقدير جهودهم وطاقاتهم. إن الأمر يتعدى الإغاثة. هذا يقودنا إلى تأسيس (ميرسي – ماليزيا) وهي منظمة أسستها وترأستها لمدة عشر سنوات. إنها مؤسسة فريدة من نوعها تنبع من الجنوب وتنشط في 15 دولة وملتزمة بأعلى درجات المحاسبة وتشتغل مع المجتمعات المحلية والحكومات على القضاء على الحرمان ومستعدة لتقديم حلول طويلة الأمد. لقد كان لي شرف العمل مع الزملاء الملتزمين والمتطوعين وساعدني الكثير من المعنيين من القطاعات العامة والخاصة.إنني كامرأة ناشطة في الميدان الإنساني تحصلت على فرصة ذهبية للولوج في قضايا المرأة التي تعاني من الأزمات – بيوتهم، عائلاتهم، ونظرتهم للأشياء، وثقافتهم - .قبل أربع سنوات تقاعدت وسلمت زمام القيادة الى آخرين لكي يواصلوا ما قمت به ويوفوا بالتزاماتي ويحافظوا على تأثيري في ميدان العمل الإنساني من خلال الأمم المتحدة والميدان الأكاديمي والأدوار الاستشارية للعديد من المنظمات العالمية والوكالات.لقد كان هدفي التأثير في العديد من الفاعلين لكي يلعبوا دوراً أكبر من تقديم المساعدة الإنسانية من خلال التركيز على خفض الخوف من الأزمات سواء كانت صراعات أو الكوارث الطبيعية. نحتاج إلى طرق جديدة لتحقيق أهدافنا. علينا أن نستمع إلى الناس المتأثرين بالأزمات وبناء الثقة والاعتراف بهمومهم وإلى ما يصبون إليه واستراتيجيتهم وتسهيل العملية وبناء شراكات حقيقية وإيجاد حلول مشتركة. نريد أن ندفع الأجيال الصغيرة ونبني قيادات وكل فرد له دور يلعبه. أقف هنا بينكم وأنتم تثمنون ما تعتبرونه شجاعة والتزام امرأة لكني أؤكد لكم أن ما قمت به لاشيء مقارنة بما حصلت عليه من خلال هذا العمل. هناك العديد من القصص التي يمكن أن أرويها. كيف لي أن أكون أكثر شجاعة من بنت العشر سنوات في مخيم أنشئ بعد تسونامي. لم تخسر أمها فحسب بل أصبحت مسؤولة عن رضيعين. لقد كانت مبتسمة دائماً عندما نلتقيها وتسرع للخيمة لكي تهدينا مشروباً أو بعض الأكل. رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها والقليل الذي يمتلكونه فإنهم الأكثر عطاءً. إنها واحدة من آلاف الناس الذين أثروا حياتي وعلموني التواضع والعدل والصبر وأن أكون أكثر امتناناً على الفرصة التي منحت لي لأقدم المعونة. أعلم أن عملي لم يكتمل وأتمنى بعد الحصول على جائزة الشيخ عيسى لخدمة الإنسانية أن أحقق أحد أحلامي الكبيرة وهو تأسيس مركز يقدم العديد من النماذج وأساليب العمل ويركز على الوقاية من الأزمات، السلام، والمصالحة ويساعد شباب الجنوب على القيادة ويجعل الشعوب المتأثرة بالأزمات هدفاً لكل الجهود. سأكون مقصرة لو لم أشكر زوجي وعائلتي الذين هم معي الآن. بدون مساعدتهم وحبهم وتشجيعهم لكان مستحيلاً علي أن أبدأ هذه الرحلة التي لم تخل من العناء والتضحية لكني متأكدة أنهم سيواصلون مساعدتي وتشجيعي على بذل المزيد من الجهود في المستقبل. قال النبي محمد (صلى الله عليه وسلم): «ينقطع عمل ابن آدم إلا من ثلاث (صدقة جارية أو علم ينتفع به الناس أو ابن صالح يدعو له». أدعو الله أن جائزة الشيخ عيسى تزيد من حسنات المغفور له الشيخ عيسى من خلال أفعالي وتلك التي سيقوم بها الفائزون بها في المستقبل.اليوم يصادف عشية ذكرى وفاة والدتي وأرجو من الله الرحمة لها وأن ينعم على والدي ويغفر لهما ويدخلهما الجنة.كما أدعو الله أن يغفر لكل الذين ساعدوني من الزملاء وناشطي حقوق الإنسان الذين توفوا.أشكر شعب البحرين الأبي على حرارة الاستقبال والضيافة والكرم وأتمنى أن تكون هذه المناسبة بداية علاقة وطيدة بيننا. أشكركم .. واختتم الاحتفال بعزف السلام الملكي.وحضر الاحتفال كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة ورئيسا مجلسي النواب والشورى والوزراء ورؤساء لجان مجلسي النواب والشورى وأعضاء مجلس أمناء جائزة عيسى لخدمة الإنسانية والمحافظون وكبار ضباط قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني ورؤساء البعثات الدبلوماسية ورؤساء تحرير الصحف ورؤساء الجمعيات الخيرية والاجتماعية والوفد المرافق للدكتورة جميلة محمود وضيوف البلاد وطلبة الجامعات وعدد من المدعويين.وبعد حفل تقديم الجائزة، قال الأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي خليفة إن «تكريم الفائزة د.جميلة محمود يعتبر تتويجاً لعامين من العمل الدؤوب شمل تنسيقا مكثفا بين مجلس الأمناء والأمانة العامة للجائزة ولجنة الترشيح وهيئة التحكيم والجهات التي تعنى بالخدمة الإنسانية في العالم. وإن وجودها معنا يبرز للبحرين شخصية د.جميلة محمود الفريدة التي كرست نفسها لخدمة الإنسانية والبشرية جمعاء، ورؤيتها الثاقبة في تمكين المجتمعات التي تحتاج إلى الإغاثة على المدى القصير والطويل، واستعدادها لتعريض حياتها للخطر الداهم في سبيل جعل العالم مكاناً أفضل للجميع».وتم إطلاق مجموعة من قنوات التواصل الاجتماعي خاصة بالجائزة من خلال «تويتر» و»فيس بوك» و»يوتيوب» و»لينكد إن»، ويمكن متابعتها من خلال الروابط الخاصة بكل قناة على موقع جائزة عيسى لخدمة الإنسانية الرسمي.واختيرت د.جميلة محمود لنيل جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في نسختها الأولى نظرا لأعمالها الإنسانية المستمرة، والتي شملت تأسيس مركز لرعاية الأمومة والمرأة عام 2004 في دارفور في السودان، والذي يتم تشغيله اليوم من قبل كادر محلي، إضافة إلى قيام «منظمة ماليزيا الرحمة»، بإعادة بناء وتأهيل 13 مركزاً صحيا تحت قيادتها بالتعاون مع وزارة الصحة في ميانمار بعد إعصار «نرجس» عام 2008. وبعد كارثة التسونامي في ديسمبر 2004 والزلزال الضخم الذي تبعها في مارس 2005، ساهمت د.جميلة محمود في مساعدة أهالي جزيرة أتشيه المنكوبة التي تعتبر أحد أفقر مجتمعات اندونيسيا من خلال توفير الخدمات الصحية المطلوبة وإعادة بناء مركزين صحيين وترميم مستشفى «جونونج سيتولي» على الجزيرة.