كتب - حسن عبدالنبي:أكد المدير التنفيذي لرقابة المؤسسات المصرفية في مصرف البحرين المركزي عبدالرحمن الباكر، أن عدد الصناديق الاستثمارية في البحرين وصل إلى 96 صندوقاً مسجلاً بموجودات تبلغ 1.8 مليار دولار حتى نهاية الربع الأول. وأشار الباكر- في كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر العالمي السنوي التاسع لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية 2013- إلى أن صناعة صناديق الاستثمار المشتركة هي واحدة من أسرع القطاعات نمواً في القطاع المالي بشكل عام.ولفت إلى أن التقديرات تشير إلى أن الأصول المالية الإسلامية عالمياً بلغت 1.6 تريليون دولار بنهاية عام 2012، ويتوقع أن تتجاوز تريليوني دولار بحلول عام 2015.وأبان الباكر أن هناك أكثر من 600 من الصناديق العالمية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والتي أطلقت ثلث هذه الأموال خلال الأعوام الـ7 الماضية. وأوضح الباكر أن الصكوك هي أداة مالية إسلامية حظيت بنمو مطرد خلال الأعوام الـ5 الماضية. وتشير التقديرات إلى أن سوق الصكوك العالمية بلغ 235 مليار دولار في نهاية الربع الأول من 2013، بنسبة نمو بلغت 17% تقريباً مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.وأردف: «ومن أجل مواصلة تعزيز النمو وتعزيز صناعة الاستثمار الإسلامي، هناك العديد من العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار فهناك حاجة إلى بناء نظام مالي التي من شأنها أن تكون قادرة على تسهيل فعالية وكفاءة رأس المال وتدفقات التجارة». وأوضح أن هذا يتطلب مواصلة النظام المالي الإسلامي الذي لديه كامل البنية التحتية المطلوبة التي تشمل تنمية: المؤسسات المالية الإسلامية بدءا من الخدمات المصرفية والتكافل وأسواق رأس المال، وصندوق والكيانات إدارة الثروات، وإنشاء إطار قانوني والشريعة مواتية.ودعا في تصريحات للصحافيين، إلى إطلاق سوق ثانوية للصكوك لتعزيز المنتجات الإسلامية وتوفير السيولة للمصارف والمؤسسات المالية، في ظل النمو الكبير الذي تشهده البحرين من نمو في هذا القطاع، ما يدعم ويقوي المملكة كمركز مالي إسلامي، خصوصاً أن العديد من الدول الأوروبية بدأت ممارسة الأنشطة والمنتجات المالية الإسلامية بصورة قوية. ولفت الباكر إلى أن السوق الثانوي سيخلق بطبيعة الحال بعد أن ترتفع معدلات إصدارات الصكوك في السوق الأولي، حيث يمكن للمستثمر المفاضلة بين السوقين فيما بعد. وتوقع انتشاراً جغرافياً لمنتجات حقوق الملكية الإسلامية والأنشطة المرافقة لها في أوروبا وخاصة بالمملكة المتحدة، فرنسا، وفي الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ، وفي شمالي إفريقيا، ودول آسيا الوسطى الغنية بالنفط. كما إن الدول الأخرى ذات الأقليات المسلمة تشهد اهتماماً متزايداً في الاستثمارات الإسلامية. وقال إن إيجاد سوق مالي إسلامي فعّال هو من العوامل المساعدة على تعزيز النمو في صناعة الاستثمار الإسلامي، موضحاً أن السوق المالي الإسلامي الديناميكي سيساعد على جذب الأموال المتاحة للاستثمار وإيجاد الأنشطة الاستثمارية اللازمة، ويساعد على خلق الأسواق الأولية والثانية للأدوات المالية الإسلامية. وزاد الباكر: «على الرغم من أن إصدار الصكوك مهد الطريق لتوفير العرض من الأدوات المالية الإسلامية فإنه لم يدفع بنا حتى الآن نحو الترويج للأسواق الثانوية الفعالة..هناك حاجة إلى مزيد من التركيز في هذا المجال». وتابع: «من المهم تحسين عملية ابتكار الأدوات الإسلامية الجديدة وتشجيع المزيد من الإنفاق على البحوث والتطوير، من أجل تعزيز إسهامات الاستثمار الإسلامي في السوق المالية الدولية».وأكد أن الاندماجات بين شركات التأمين سيساهم في تقوية السوق وكذلك تقوية شركات التأمين نفسها، خصوصاً مع التحديات المعاشة.من جهته تحدث الأمين العام رئيس المكتب التنفيذي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية «الأيوفي»، د.خالد الفقيه عن الإستراتيجيات الرئيسة لتعزيز الهيكل العالمي للاستثمارات الإسلامية.وقال الفقيه: «تزداد أهمية مجال صناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية بوصفه أحد عناصر الأسواق المالية العالمية..يلعب الإصدار العالمي لأدوات الاستثمار الإسلامية بصفة خاصة -والصكوك على وجه التحديد- دوراً رئيساً في بناء جسور التواصل عبر الحدود بين جهات الإصدار المالية والمستثمرين الدوليين». بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة «سدكو كابيتال»، حسن الجابري خلال جلسة المناقشات: «لا تزال حقوق الملكية تهيمن على الحصة العامة لصناعة التمويل الإسلامي، إذ تمثل حوالي 39% من الأصول الخاضعة للإدارة». وأشار «في عام 2012، بلغت نسبة المسلمين حوالي 25.7% من سكان العالم ومن المتوقع زيادة تلك النسبة إلى 30% بحلول عام 2050، بما يمثل سوق عالمية مطردة النمو».في المقابل، قال الرئيس التنفيذي للمؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية، ديفيد ماكلين: «يدفع إقبال المستثمر على خيارات الاستثمار المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية صناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية إلى الاتجاه السائد، كما يلعب الطلب المتزايد على الصكوك العالية الجودة على وجه الخصوص دوراً رئيساً في هذا الإقبال».