يعتزم محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام في ليبيا، أعلى هيئة سياسية في البلاد، تقديم استقالته اليوم بعد اعتماد قانون العزل السياسي للمسؤولين السابقين في النظام السابق الذي يشمله. وقال أحد مستشاري المقريف إن محمد المقريف «سيقدم استقالته اليوم أمام أعضاء المؤتمر». وأضاف «سيكون على أعضاء المؤتمر الوطني العام انتخاب رئيس جديد في الأيام المقبلة». وأوضحت وكالة الأنباء الليبية نقلاً عن رسالة لرئاسة المؤتمر الوطني العام أن المقريف سيعلن استقالته مساء اليوم في خطاب. واعتبر المقريف بحكم المستقيل منذ اعتماد قانون مثير للجدل في 5 مايو الجاري يبعد من الحياة السياسية الشخصيات التي شغلت مراكز مسؤولية في ظل النظام السابق منذ الأول من سبتمبر 1969 تاريخ وصول معمر القذافي إلى الحكم حتى سقوط نظامه في أكتوبر 2011. وتم تبني القانون تحت ضغط ميليشيات مسلحة تطالب بتبني النص الذي يدخل حيز التنفيذ في 5 يونيو المقبل. ويستبعد القانون المقريف الذي كان شغل منصب سفير ليبيا في الهند خلال ثمانينات القرن الماضي في ظل نظام معمر القذافي، قبل أن ينشق وينضم إلى المعارضة في المنفى.في غضون ذلك، أعلن المؤتمر الوطني أنه صادق على اقتراح رئيس الحكومة تعيين محمد خليفة الشيخ وزيراً للداخلية بدلاً من عاشور شوايل المستقيل. وأضاف أن الشيخ «أدى اليمين أمام المؤتمر الوطني العام وسيتولى مهامه مباشرة» بعد ذلك.وذكر مصدر في الحكومة الليبية أن شوايل ربما استقال بسبب المصادقة على قانون العزل السياسي. وقد يكون القانون ينطبق على شوايل حيث إنه تولى عدة مناصب مسؤولية في جهاز أمن النظام السابق وخصوصا في بنغازي. من جهته، اعتبر الرئيس السوداني عمر حسن البشير في حديث إلى تلفزيون «فرانس 24» أن «الأسلحة التي تتسرب من ليبيا إلى العديد من الدول الأفريقية تشكل تهديداً مباشراً لكل دول المنطقة».وأضاف البشير أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي «قام بتسليح عدد كبير من أبناء القارة الأفريقية» الذين كانوا في ليبيا لمساندته ضد التمرد الذي كان يستهدف الإطاحة به. وأوضح الرئيس السوداني أن الكثير من الأفارقة الذين حملوا السلاح في ليبيا «هم عناصر مناوئون لحكومات بلدانهم أو أن السلاح بأيديهم منحهم شعوراً بأنهم باتوا في موقع يخولهم مناهضة هذه الحكومات». واعتبر هذا الوضع «تهديداً مباشراً لكل دول المنطقة ونحن في السودان أخذنا نصيباً كبيراً من هذه الأسلحة وكذلك النيجر ومالي».وفي شأن متصل، أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان الذي يزور بروكسل أن منفذي الاعتداءين الانتحاريين في النيجر ضد معسكر في أغاديز وموقع نووي فرنسي في ارليت لم يأتوا من ليبيا. وأكد زيدان في ختام محادثاته مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي، أن كل المزاعم التي قالت إن المنفذين أتوا من ليبيا «لا أساس لها وتتعارض مع الواقع». وأضاف «أن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي كان يصدر الإرهاب». وتابع رئيس الوزراء الليبي أن «ليبيا الجديدة لا تتساهل مع ذلك».«فرانس برس - رويترز»