كتبت ـ عايدة البلوشي: قالت مديرة مؤسسة «التعاون» المقدسية رئيسة لجنة إعمار البلدة القديمة د.شادية طوقان، إن الإنسان البحريني جزء لا يتجزأ من الثقافة العمرانية لمدينة المحرق، مضيفة «يؤسفني أني قضيت كل هذا العمر دون زيارة البحرين». ودعت طوقان لدى استضافتها بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث الإثنين، إلى التطلع للتراث الثقافي وكيفية التعامل معه خاصة أن الوعي زاد بأهمية حفظ التراث بعد الحرب العالمية الثانية وما نتج عنها من دمار، وانتشار هذا الوعي تدريجياً في الدول العربية.وفي محاضرتها المعنونة بـ»أحياء المدن التاريخية.. توازن بين الحفاظ والتطوير»، وبحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، تحدثت طوقان عن طرائق حفظ المدن والعمارات التاريخية، وما تضفيه من توازن عليها.وفي بداية المحاضرة قالت طوقان «لا أستطيع أن أبدأ الحديث دون أن أبدي إعجابي الشديد بالبحرين بعد أن قضيت فيها يوماً كاملاً أتجول في شوارعها وأزقتها، ورأيت مظاهر عمرانية رائعة وتراث يتعامل معه بحس فني راق، يؤسفني أنها زيارتي الأولى للمملكة، حيث قضيت هذا العمر دون أن أزور البحرين».ولفتت إلى أنها تجولت بالشارع القريب من مركز الشيخ إبراهيم ورأت مهنية عالية وامتلأت شعوراً بضرورة أن يشارك الإنسان مع الثقافة ليصبح جزءاً لا يتجزأ من هذه المدينة العريقة. وأضافت طوقان «بعد تسلل العولمة وسيطرة الوضع على هذه التحولات، زاد شعور الكثيرين بالتحدي الذي نواجهه في حفظ التراث العربي، فيزاد إصرارهم على حفظ الهوية وتراث الأجداد باعتباره حلقة وصل بين ماضينا ومستقبلنا». وأردفت «رغم الواقع الصعب إلا أن إصرارنا على حفظ التراث يزيد، ويجعلنا نفكر كيف نحفظ هذا التراث الأصلي من العولمة وسيطرة العالم ليبقى للأجيال القادمة». واستعرضت طوقان تجربة مؤسسة «التعاون» في مجال حفظ التراث الفلسطيني من محاولات الطمس والضياع، حيث عرضت عدداً من الصور الفوتوغرافية للتراث المقدسي وأخذت الحضور معها في رحلة قصيرة إلى القدس. وعلى هامش المحاضرة قالت شادية طوقان «أعتقد أن تنظيم مثل هذه الندوات هو الطريق الصحيح لتنمية المجتمع وإشراكه في المشهد الثقافي في البحرين، وأيضاً بالتواصل مع الناس ممن لديهم اهتمامات من خارج البحرين وهو عبارة عن منبر للاهتمام بالمجال الثقافي، وأنا اطلعت على المجموعة المشاركة في الندوات السابقة في المركز، ووجدت أن هناك تنوعاً وتشكيلاً ودمجاً لآفاق وعناصر ووضعها في بوتقة واحدة». وأضافت «في الحقيقة هناك استفادة كبيرة من هذه النداوات، خاصة أنها تتزامن مع اختيار البحرين عاصمة للثقافة والسياحة العربية، وقد توجهت نشاطات مركز الشيخ إبراهيم بالوصول إلى الحدث المهم في انتخاب البحرين عاصمة للثقافة، ونأمل أن تصل أهمية الثقافة وحفظ الموروث إلى أطفال المدارس بحيث نزرع ونؤسس مفهوم الثقافة في المدارس الابتدائية حال الدول الأوروبية».