تؤكد المنظمات العالمية، في اجتماعاتها المختلفة، اهتمام البحرين بخدماتها الصحية لمواطنيها، معترة أنها نموذجاً للدول التي تولي اهتماماً خاصاً بصحة مواطنيها، ويعكس قدرة البحرين على التخلص من الأمراض، عبر توفر وكفاءة نظم الرصد الصحي والإبلاغ الفوري والمتابعة والمناعة والتحصين ومن ثم العلاج» ومن ذلك إشادة خبراء من إقليم الشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ومركز التحكم بالأمراض بأطلنطا بالوضع المناعي والوبائي والترصد المخبري في المملكة منتصف مايو الجاري، وذلك لعدم تسجيل أي حالة مستوطنة لمرض الحصبة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، كما لم تبلغ عن أي حالة لمتلازمة الحصبة الألمانية. وفي الفترة من 20 إلى 28 مايو الجاري، شارك وفد كبير من وزارة الصحة البحرينية في الاجتماع الـ 66 لجمعية الصحة العالمية، حيث تم مناقشة قائمة من الموضوعات، منها: «تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والأمراض غير السارية، والتعاون داخل منظومة الأمم المتحدة ومع سائر المنظمات الحكومية فيما يتصل بتعزيز صحة الناس طيلة دورة حياتهم».وعلى هامش الاجتماع الذي استضافته المنظمة العالمية للصحة في جنيف، شارك وفد البحرين برئاسة وزير الصحة صادق الشهابي، في اجتماعين إضافيين خاصين بوزراء الصحة العرب في دورته الـ 39 والصحة الخليجيين رقم 73، استعرض خلالهما القضايا والموضوعات الصحية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها بالطبع آخر مستجدات فيروس الكرونا، سيما مع التحديات الناتجة عن قرب مناطق حدوث الإصابات من البحرين.وتبدو هذه الاجتماعات جديرة بالاهتمام والنقاش، لأنها تسلط الضوء على مستوى الرعاية الصحية الذي تقدمه الدول، منها المملكة بالطبع، لمواطنيها، ومدى تقييم المنظمات الدولية المختصة، فضلاً عن الحكومات الأخرى، لهذا المستوى، وكيف يمكن الاستفادة من التجارب المتقدمة ذات العلاقة ونقل هذه التجارب وتطويرها بالنسبة للدول الآخذة في النمو والهادفة إلى توسيع نطاق خدماتها الصحية.ومع الاهتمام الذي بات يوليه الرأي العام في كل دول العالم، وليس في البحرين فحسب، لقضايا الصحة في العموم باعتبارها أساس تقدم الدول، ومعياراً لحجم اهتمامها ورعايتها بعماد نهضتها من المواطنين، علاوة على الضرورات التي تفرضها حقيقة وجدوى التواصل مع الناس بشأن المستجدات التي تتعلق بوضع صحي معين ينبغي على الرأي العام الاطلاع عليه حتى يمكن التعاطي معه وقائياً وعلاجياً بشكل صحيح.ويبدو لافتاً مع هذا الاهتمام بالأوضاع الصحية، التجربة التي تقدمها البحرين على مستوى الخدمات والرعاية الصحية، وذلك بالنظر إلى حقيقتين: إحداها، الشعور الذي تسرب لدى البعض هنا وهناك إثر الكشف عن وقوع إصابات فيروسية شهدتها المملكة العربية السعودية، وغيرها في الفترة الأخيرة، حيث استنفرت البحرين أجهزتها المعنية لمواجهة أية تداعيات يمكن أن تنتج عن ذلك، بالرغم من أن الحالات المحدودة التي تم الكشف عنها لم تكن لتثير هذا القلق، وقد تم التعامل معها بنجاح منقطع النظير، بشهادة منظمة الصحة العالمية ذاتها، وبثت مناخاً من الثقة في الجهود الخليجية المبذولة لمكافحة أية أمراض وبائية. الأخرى: تتعلق بالمواقف الإيجابية التي أبدتها الأجهزة البحرينية المختصة إزاء الإعلان عن وقوع إصابات فيروسية بدول مجاورة لها، حيث اتخذت الدولة العديد من الإجراءات الوقائية، وأصدرت العديد من البيانات التطمينية التي تم التأكيد فيها على أن الوضع الصحي آمن ولا يجب أن يثير المخاوف، مثلما حاول البعض أن يروج بعد تسرب شائعات مضللة حول الموضوع.وتنبغي الإشارة هنا إلى السمات التي ميزت طبيعة التحرك والإجراءات التي اتخذتها الأجهزة المعنية لمواجهة هذه الحالة الصحية الطارئة، حيث لوحظ: ـ التواصل مع الجهات المعنية في الداخل والخارج، سيما منها المملكة السعودية ومسؤولي المنظمة الدولية للصحة، وذلك للاطلاع على آخر مستجدات الوضع الصحي وسبل التعاطي الأمثل معه ـ اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة أية تداعيات يمكن أن تنتج عن الوضع، وهي الإجراءات التي ساعدت كثيراً في وقف احتمالات انتشار المرض أو اتساع نطاقه من جهة وفي الوقت ذاته توجيه المعنيين والرأي العام على السواء بالإرشادات الوقائية اللازمة للتعامل مع هكذا أخطار ـ التطمينات التي توالت على المجتمع وأفادت عدم تسجيل أية حالة في المملكة مع توفير الخدمات الضرورية للتعامل مع أية تداعيات يمكن أن تطرأ، فضلاً بالطبع عن اللجان المشكلة لوضع وتنفيذ استراتيجيات المجابهة.وتكشف هذه التحركات عن جاهزية الوزارة المعنية لمواجهة هكذا حالات، ومدى الاهتمام الذي تبديه الدولة للقطاع الصحي لديها، الذي يستأثر وحده ـ حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية عام 2013 ـ بنحو 3.6% من الناتج القومي الإجمالي، وهو ما أسهم في ارتفاع معدلات التنمية التي يحظى بها الإنسان في المملكة، حيث يبلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة 75.2 عاماً، ولا تزيد وفيات الأطفال ممن هم دون الخامسة عن 10 حالات لكل 1000 مولود حي.وتجاوزت نتيجة لمؤشرات أخرى عديدة «معدلات التغطية بالتطعيمات الروتينية للأطفال 95% منذ عام 1997 وفي عام 2012 وصلت النسبة إلى 99%، وتصل نسبة الأطباء لكل ألف شخص في الفترة من 2005 إلى 2010 إلى نحو 1.4 طبيب»، نتيجة لذلك، تعد المملكة من الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة، وتحتل المرتبة الثالثة من بين الدول العربية ودول الخليج على هذا الصعيد، وهو ما يضاف بالتأكيد إلى جملة من التطورات عكست مستوى الاهتمام بالرعاية الصحية في المملكة، منها: ـ حزمة المشروعات التي تنوي وزارة الصحة تنفيذها في الفترة المقبلة، حيث تم تخصيص نحو 140 مليون دولار لتنفيذ مشروعي مستشفى الإقامة الطويلة في المحرق ومركز غسيل الكلى في الحنينية بالمحافظة الجنوبية التي سينشأ بها مستشفى عام يضم 160 سريراً بكلفة تقديرية تصل إلى 35 مليون دينار، وتطوير مركز الرفاع الشرقي الصحي الذي رصدت له ميزانية قدرها 4.5 مليون دينار، فضلاً عن إنشاء 4 مراكز صحية أخرى في البسيتين وعسكر ومدينة حمد وقلالي، وغيرها من المشروعات التي تستهدف تطوير مجمع السلمانية وإنشاء مراكز متخصصة لأمراض الدم والقلب والسكر. ـ تقدير المنظمات الدولية المتخصصة للوضع الصحي في البحرين باعتباره نموذجاً للدول التي تولي اهتماماً خاصاً بصحة مواطنيها، ويعكس قدرة البحرين على التخلص من مثل هذه الأمراض «توفر كفاءة نظم الرصد الصحي والإبلاغ الفوري والمتابعة والمناعة والتحصين ومن ثم العلاج» ومن ذلك إشادة خبراء من إقليم الشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ومركز التحكم بالأمراض بأطلنطا بالوضع المناعي والوبائي والترصد المخبري في المملكة منتصف مايو الجاري، وذلك لعدم تسجيل أي حالة مستوطنة لمرض الحصبة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، كما لم تبلغ عن أي حالة لمتلازمة الحصبة الألمانية. وفوز الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة البحرينية بجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية بالكويت عن مجال أفضل مشروع خدمي في مجال الحكومة الإلكترونية، يأتي ضمن جهود الوزارة لتقديم وتوسيع خدماتها للمستفيدين من المواطنين والمقيمين.