بغداد - (وكالات): قتل 32 شخصاً وأصيب نحو 95 في العراق أمس، ليرتفع عدد الذين قتلوا منذ بداية مايو الجاري إلى أكثر من 600، في وقت حذرت الأمم المتحدة من تصاعد العنف الطائفي. وقالت مصادر أمنية وطبية مسؤولة إن 23 شخصاً قتلوا وأُصيب 79 بجروح في بغداد، بينما قتل 9 أشخاص وأُصيب 16 في مناطق أخرى في العراق. وتمثل هذه الهجمات امتداداً للعنف الدامي المتصاعد في العراق في الأسابيع الأخيرة، والذي بات يحصد يومياً ما لا يقل عن 20 قتيلاً. وجاءت هذه الهجمات بعد يوم على مقتل 28 شخصا بينهم 16 قضوا في مجموعة تفجيرات استهدفت حفل زفاف جنوب بغداد. ومنذ بداية مايو الجاري، قتل أكثر من 600 شخص في أنحاء متفرقة من البلاد. وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر «الوضع يمكن أن يسوء أكثر ولو كان هناك توافق سياسي، لكن الأمن في وضع أفضل». وأضاف «ما نراه اليوم هو غياب الاتفاق السياسي، فيما يتصاعد العنف الطائفي»، مضيفاً «نشعر بقلق حقيقي». كما ذكر أن «العنف الممنهج على استعداد للانفجار في أي لحظة إن لم يسع القادة العراقيون على الفور لإخراج البلاد من هذه الفوضى».وأعرب كوبلر خلال لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي عن «مخاوف جدية من ارتفاع وتيرة العنف في العراق، وخطر عودة الصراع الطائفي إلى البلاد في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل القادة السياسيين». بدوره، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي ببغداد «هناك قلق دولي وعالمي حول ما يحصل في العراق». ورأى أنه «إذا لم يكن هناك من توافق وتفاهم سياسي فسينعكس ذلك ولن يكون هناك وضع أمني مستقر، هذه قاعدة ذهبية». وتابع زيباري أن «مسؤولية الحكومة منع العودة إلى حرب طائفية. هذا الأمر لا يجب أن يحدث مجدداً». ووقعت أكبر الهجمات في منطقة البنوك شرق بغداد، حيث قتل 5 أشخاص وأصيب 16 بانفجار سيارتين مفخختين. واستهدفت سيارات مفخخة أخرى وعبوات ناسفة في بغداد مناطق مجمع المشن وسط العاصمة، والكرادة، والسيدية، والمغرب، والشعب، وبغداد الجديدة. وفي الأنبار، قتل مسلحون مجهولون اثنين من حرس الحدود في كمين نصبوه لهما في منطقة تبعد 160 كلم غرب الرمادي غرب بغداد. وأعلن متحدث باسم عمليات بغداد ضبط 7 سيارات معدة للتفجير في العاصمة. وفي ظل هذا التدهور الأمني، أعلنت قيادة عمليات بغداد «منع حركة الدراجات النارية والعربات بمختلف أنواعها اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر». كما أعلنت عمليات بغداد منع السيارات التي تحمل لوحات مؤقتة من التجول في العاصمة. وجاءت هذه القرارات «استعداداً» لزيارة مرقد الإمام موسى الكاظم، نجل الإمام جعفر الصادق وسابع الأئمة المعصومين لدى الشيعة الإثني عشرية، والتي تبلغ ذروتها الأسبوع المقبل.