أتم المسبار الأوروبي «مارس إكسبرس» أمس أعوامه العشرة في الفضاء، فيما كان مرتقباً ألا يعمل أكثر من عامين بحسب توقيت الأرض، أي عام مريخي واحد.وجرى تمديد مهمة المسبار أربع مرات، وباتت عملياته ممولة بالكامل حتى نهاية عام 2014، وهو نجاح لم يكن في حسبان العلماء.وكتبت وكالة الفضاء الألمانية على موقعها الإلكتروني «إنه نجاح علمي، التجارب العلمية ما زالت متواصلة بشكل ممتاز».وأطلق المسبار في الثاني من يونيو 2003، من قاعدة بايكونور الواقعة في سهوب كازاخستان، على متن صاروخ روسي من طراز سويوز فريغات. والهدف الأساس من هذه المهمة كان البحث عن مياه على سطح الكوكب الأحمر، ما قد يترتب عنه وجود أي نوع من أشكال الحياة في الحاضر أو الماضي.وتتألف هذه المهمة التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية من مسبار يحمل على متنه سبعة أجهزة رصد ومراقبة، ومركبة هبوط «بيغل 2» مزودة بحفارة يمكنها أن تحفر على عمق مترين لرفع عينات صخرية.وبعد أشهر على الانطلاق من الأرض، أرسل مسبار مارس إكسبرس في الخامس والعشرين من ديسمبر 2003 أول إشارة تدل على أنه دخل بنجاح في مدار كوكب المريخ، وهو اليوم أتم أكثر من 12 ألف دورة حول الكوكب الأحمر.ولم يتمكن العلماء من إجراء أي نوع من الاتصال مع المركبة بيغل 2 التي كان يفترض أن تهبط على سطح المريخ في 25 ديسمبر 2003، واعتبرت المركبة مفقودة بشكل رسمي في السادس من فبراير 2004.وبدأ مارس إكسبرس أعمال الرصد والمراقبة العلمية يناير 2004، وبدأ بدراسة الغلاف الجوي للمريخ، وتركيبته وتكوينه الجيولوجي.وأتاح تحليل المعطيات التي جمعها جهاز قياس الطيف أوميغا، التثبت من وجود المعادن التي تتشكل حصراً من اختلاط الصخور البركانية طويلاً مع الماء.أما جهاز الرادار مارسيس، فقد تمكن من تحديد مكان وجود الماء على شكل جليد تحت سطح المريخ.وأدت الكاميرا «اتس آر سي أس» المتطورة جداً والمصممة من قبل مجموعة «أستريوم» لحساب وكالة الفضاء الألمانية عملاً كبيراً أيضاً، إذ أن الصور التي التقطتها بدقة عالية تمثل 40% من مجموع المعطيات المتوفرة من كوكب المريخ بحوزة العلماء، وبحسب مجموعة «أستريوم» المصممة للمعدات الفضائية، فإن هذه الكاميرا تمكنت حتى الآن من تصوير 90% من سطح المريخ.وتمكن المسبار مارس إكسبرس من التحليق قرب القمر الأصغر فوبوس، وهو ثاني قمرين يدوران حول الكوكب الأحمر مع القمر الأكبر «ديموس»، والتقط صوراً عالية الدقة لسطحه، ووفقاً لهذه المعلومات، فإن القمر فوبوس يقترب من المريخ شيئاً فشيئاً، وعلى ذلك فإنه سيصطدم به بحلول عشرة ملايين سنة أو عشرين مليوناً.ومارس إكسبرس واحد من المسبارات الثلاثة التي تدور حول المريخ حالياً، مع «مارس أوديسي» و»مارس ريكونيسانس أوربيتر» التابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
المسبار «إكسبرس» ينهي عامه العاشر بمدار المريخ
03 يونيو 2013