كتبت - مروة العسيري: قال مواطنون إن «بعض الجمعيات السياسيــة، تعمـــل تحــت عبـــاءة المذاهب الدينية، وهي لا تمثل القسم الأكبر من الشعب البحريني، مشـــيرين إلــــــى أن الشريحــــــــة الأكبر من المواطنين البحرينيين معتدلي التفكير، وهمهم كيان الوطن البحريني العربي، ورأوا أنهم اجتمعوا بغالبية عظمى أثناء أزمة البحرين في تجمع وطني واحد، يتمثل بتجمع الوحدة الوطنية الذي بدأ يفقد بريقه بعد تحوله لجمعية سياسية». وأضافوا أن «الجمعيات السياسية، بحاجة إلى تغيير شامل وجذري في استراتيجية عملها الداخلية والخارجية، لنيل رضا المواطن البحريني، وجذبه للعمل السياسي مرة أخرى». وقالت المواطنة والعضو السابق في إحدى الجمعيات السياسية نورة شويطــر إن «السبـــــب الرئيســــي لعزوف المواطنين عن الانضمام للجمعيات السياسية، هو إحباط الشعب البحريني من هذه الجمعيات التي ابتعدت كل البعد عن اهتمامات الشارع، وأخذت تخدم تيارات معينة مضمونها المذاهب الدينية بعيدة عن العمل السياسي المدني». وأشارت شويطر إلى أن الجمعيات السياسية بالاسم هي سياسية ولكنها في الواقع تعمل وفق إطار ديني بحت، وهذا ما يخالف أساساً قانون الجمعيات البحريني».وأضافت شويطر أن «الدين الإسلامي هو الشريعة الأكبر وهو أساس حياتنا وعملنا ولكن المغالاة في مسألة المذاهب هي ما تكدر صفو حياتنا، مؤكدة أن الشعب البحريني بأغلبيته العظمى شعب متوسط معتدل الفكر لا يؤيد طريقة العمل المذهبي والطائفي الحاصل». وقال الناشط السياسي بدر الحمادي إن «الأزمة التي مرت بها البحرين عملت على جهتين؛ الأولى عزوف عدد كبير من المواطنين عن الجمعيات السياسية التي تدعي المعارضة بعد أن انكشفت نواياها وأجندتها الخادمة لأعداء الوطن». وأشار الحمادي إلى أن «الجهة الأخرى التي عملت عليها الأزمة، تكمن في دخول الغالبية العظمى من الشعب البحريني إلى تجمع الوحدة الوطنية، الذي تحول فيما بعد إلى جمعية سياسية تعمل تحت مظلة قانون الجمعيات البحريني». وأضاف الحمادي أنه «بعد مرور عامين على الأزمة أصبح المواطن البحريني يفضل عدم الانحياز أو الانضمام إلى جمعية بعينها، وأصبح الجميع متعاطفاً وداعماً للجمعيات دون الانضمام لها، مشيراً إلى أن التحرك الضخم أثناء الأزمة والشروع للعمل في الجمعيات السياسية جاء من خوف المواطن البحريني على كيان الوطن الذي كان يخطط له أن يسرق من قبل من دعا لجمهورية إسلامية».واقترح الحمادي أن تعيد الجمعيات السياسية النظر في استراتيجياتها وطريقة عملها في الداخل والخارج، لنيل ثقة المواطن البحريني مرة أخرى ورضاه».من جانبها قالت المواطنة دلال العبدالله إنها «لم تفكر يوماً في الانضمام إلى جمعية سياسية سواء قبل أزمة 2011، أو بعدها، مرجعة سبب لعدم شعورها أن الجمعيات السياسية تمثلها، موضحة أن الجمعيات السياسية تعمل وفق أجندات واضحة وتخدم تياراتهم الخاصة المتعلقة جميعها بالمذاهب الدينية».ورأت العبدالله أن «الحياة السياسية لا يمكن أن تكون في مسارها الديمقراطي الصحيح وهي تنطوي تحت العباءة الدينية، مشيرة إلى أن الثقافة السياسية والديمقراطية تحتاج إلى أن تبتعد عن المنظور الديني المذهبي الطائفي وتتجه للمنظور الوطني».