كتب - الشيخ زياد السعدون:من الظواهر السلبية التي غزت مجتمعاتنا ظاهرة السهر ليلاً، فانتشرت انتشار النار في الهشيم، وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن السهر بعد صلاة العشاء، فالفوائد التي تترتب على النوم ليلاً، وخاصة النوم المبكر كثيرة جداً، منها فوائد دينية كالقيام وقت السحر «قبل الفجر» لصلاة التهجد ثم صلاة الصبح.وهناك فوائد اجتماعية مثل علاقة الرجل بزوجته، ووجود الوقت الكافي للقاء عاطفي حميم بين الرجل وزوجته، بخلاف لو سهر أحدهما أو كلاهما سواء في البيت أو خارج البيت، وكم من حالات طلاق سُجلت بسبب سهر أحد الزوجين خارج المنزل، وما يرافق ذلك من مشاكل، ومنها السلامة على الطرق، لأن كثيراً من حوادث السيارات تنجم عن الإرهاق، وعدم أخذ الكفاية من النوم.ومن أخطر أضرار السهر، الضرر الصحي، فقد ذكر الباحثون أن الجسم يفرز في الظلام أثناء النوم، هرمون الميلاتونين الذي يؤدي دوراً وقائياً في مهاجمة الأمراض الخبيثة كسرطان الثدي والبروستاتا.وتشير الدراسات إلى أن إنتاج هرمون الميلاتونين يحسن جهاز المناعة في الجسم، ويساعد على الوقاية من الكثير من الأمراض السرطانية، كما إنه يقلل من التوتر العصبي ويهدئ النفس، قال الله تعالى «الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً»، وقال سبحانه أيضاً «وجعلنا الليل سباتاً وجعلنا النهار معاشاً».وعدم السهر يساعد على الاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر، فإنها تعيد الدورة الدموية والتنفس إلى نشاطهما، كما كانا قبل النوم، وذلك بحركة الوضوء، وما فيه من غسل وتدليك، وبحركات الصلاة، كالوقوف والركوع والسجود.إن نشاط التنفس هذا يجعل المستيقظ باكراً، يكتسب من هواء الفجر النقي الغني بغاز الأوزون، الذي يعتبر من المطهرات، إذ يعقم الجو وما لامسه، ومن الطرق المتبعة لتعقيم المياه هي استعمال غاز الأوزون، وأكثر ما يكون الجو غنياً بهذا الغاز، وقت الفجر، ثم يقل حتى يغيب لدى طلوع الشمس.