عواصم - (وكالات): بدأت قوات النظام السوري مدعومة من «حزب الله» هجوماً على بلدة البويضة الشرقية، آخر مواقع مقاتلي المعارضة في ريف القصير الذي لجأ إليها آلاف المقاتلين والمدنيين والجرحى قبل سقوط مدينة القصير الأربعاء الماضي، كما يستعد الجيش لتنفيذ هجمات على معاقل المعارضة في حمص وحلب، بحسب ما ذكر ناشطون. من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستيلاء مقاتلي المعارضة «على بعض نقاط للقوات النظامية» في بلدة معضمية الشام جنوب غرب دمشق بعد اشتباكات عنيفة مستمرة صباح أمس.في هذا الوقت، وجهت الأمم المتحدة نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى ديسمبر المقبل، في رقم قياسي تاريخي، لمساعدة أكثر من 10 ملايين سوري أي قرابة نصف عدد سكان سوريا، تضرروا جراء النزاع في بلادهم. وهناك نحو 4 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا، فيما فر نحو 1.6 مليون سوري من بلادهم إلى الدول الخمس المجاورة في المنطقة، بحسب الأمم المتحدة.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري يواصل ملاحقة مقاتلي المعارضة شمال القصير بعد سيطرة قواته وحزب الله على المدينة وبلدة الضبعة المجاورة حيث اندلعت معارك فجر أمس. وأشار المرصد إلى أن الجيش السوري يواصل القصف على المعقل الأخير المتبقي للمعارضة في ريف حمص الجنوبي، وهو بلدة البويضة الشرقية التي لجأ إليها مئات الجرحى والمدنيين والمقاتلين بعد سيطرة الجيش النظامي على القصير. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن الجيش السوري «لا يوفر لمقاتلي المعارضة ولا للمدنيين أو الجرحى أي مخرج» في منطقة ريف القصير، و»يسعى إما إلى القضاء على المقاتلين وإما أسرهم».وطالب مجلس الأمن السلطات السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى مدينة القصير، وذلك في بيان وافق عليه جميع أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم روسيا.ويؤكد محللون أن هدف النظام السوري بعد القصير هو السيطرة على كامل محافظة حمص لتامين طريق آمن بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي. ورأى المرصد أن قوات النظام «تسعى إلى قطع طرق الإمداد والسلاح من جهة تركيا عن الثوار». كما أشار إلى أن «حزب الله» أرسل «العشرات من كوادره لتدريب مئات السوريين الشيعة على القتال» لمساندة الجيش السوري. وعبر ناشطون عن غضبهم تجاه حزب الله. وهاجمت الشعارات واللافتات التي رفعت في عدد من التظاهرات الأسبوعية ضد النظام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي كشفت القصير «زيف مقاومته وحقدهم الأعمى». وغداة المعارك التي حصلت عند معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل، عززت إسرائيل انتشارها العسكري في المنطقة التي تحتلها منذ 1967، وعبرت عن قلقها من انسحاب القوة النمساوية المشاركة في القوة الدولية المنتشرة في الجولان لمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.في غضون ذلك، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إرسال قوة سلام روسية لتحل محل الكتيبة النمساوية في هضبة الجولان مع تمدد النزاع السوري إلى المنطقة الواقعة على تماس بين سوريا وإسرائيل.ويبدو نظام الأسد في موقع قوة بعد إنجازاته العسكرية على الأرض للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المرتقب الشهر المقبل بهدف إيجاد تسوية للازمة السورية، فيما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن «موافقة نظام الأسد المبدئية على المشاركة في مؤتمر لا معنى لها ما لم يلتزم النظام بالهدف الأساسي من اتفاقية جنيف، وبالتحديد إنجاز التحول الديمقراطي وإنهاء حكم الفرد».من جانبه، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الداعية الشيخ يوسف القرضاوي إلى «يوم غضب ونصرة» لمسلحي المعارضة السورية الذين يخوضون معارك ضد قوات النظام السوري المدعوم من محور شيعي. ودان الاتحاد «بأقصى عبارات الإدانة الجرائم البشعة التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه، بدعم من النظام الإيراني وأذنابه في لبنان، وبخاصة في بلدة القصير» التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها الأربعاء الماضي. من جهة أخرى، أكدت إذاعة أوروبا 1 الفرنسية أنها فقدت أثر اثنين من صحافييها منذ 24 ساعة في سوريا أثناء توجههما إلى حلب.