عواصم - (وكالات): علق السياسي الشيعي اللبناني ورئيس حزب «الانتماء» أحمد الأسعد على قتل «حزب الله» لرئيس الهيئة الطلابية للحزب، الطالب الشيعي هاشم السلمان، أمام السفارة الإيرانية في بيروت، خلال تجمع احتجاجي ضد تدخل الحزب في سوريا، بقوله إن «القتل متعمد وقتله يثبت أن مشكلة «حزب الله» ليست مع الطوائف الأخرى في لبنان، بل مع أي شخص يجرؤ على معارضته».ميدانياً، تشهد محافظة حلب شمال سوريا تصعيداً في العمليات العسكرية خاصة في محيط مطار منغ العسكري، في وقت تستمر التوترات الأمنية المتنقلة على خلفية النزاع السوري في لبنان المجاور الذي نقل إليه خلال اليومين الماضيين عشرات الجرحى الذين أصيبوا في معركة القصير في محافظة حمص.في غضون ذلك، أبدت السعودية استنكارها من «التدخل السافر» من جانب «حزب الله» في سوريا، داعية إلى التجاوب مع النداءات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين داخل سوريا وخارجها.ورأى محللون أن تدخل حزب الله بشكل علني في النزاع السوري أجج الاستقطاب السني الشيعي الحاد الذي بات يطلق العنان للمتطرفين من الجهتين ويهدد بتصدير النزاع إلى المنطقة باسرها.وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السعودية أن مجلس الوزراء ناقش الأحداث في سوريا من «تداعيات خطيرة وتصعيد لأعمال العنف واستخدام الآلة العسكرية لقصف المدن وقتل المدنيين واستنكر التدخل السافر لحزب الله اللبناني» هناك. وعبر المجلس عن «تقديره لمختلف الجهود العربية والدولية لإنهاء هذه الأزمة»، مشيراً إلى البيان الصادر عن الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، دعت السعودية إلى التجاوب مع النداءات الدولية التي تناشد تقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين داخل الأراضي السورية والنازحين والمهجرين، محذرة من تردي الأوضاع» في البلد الذي تمزقه أعمال العنف.من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الحج السعودية حاتم قاضي إن «الائتلاف الوطني السوري هو المخول بإصدار تصاريح الحج للسوريين ومتابعة إجراءاتهم». وأكد أن «وفداً من الائتلاف جاء وقابل مسؤولي وزارة الحج السعودية وتم الترتيب بأن يكون حجاج سوريا عن طريقهم».من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والاستخبارات الإسرائيلي يوفال ستاينيتز أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن ينتصر في النزاع الذي تشهده بلاده بفضل مساعدة ايران وحزب الله. في غضون ذلك، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قد تتخذ قراراً هذا الأسبوع على أقرب تقدير بشأن تسليح المعارضة السورية. ميدانياً، سيطر مقاتلون معارضون على أحد مباني مطار منغ العسكري في محافظة حلب شمال سوريا، الذي يشهد معارك منذ أشهر، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهة ثانية، ذكر المرصد أن الطيران الحربي شن غارات جوية على حي جوبر شرق دمشق الذي يضم جيوبا لمقاتلي المعارضة ويشهد اشتباكات بشكل يومي. كما قصف الطيران مناطق في مدينة زملكا في محيط دمشق، ومحيط الفرقة 17 في محافظة الرقة التي يحاصرها مقاتلو المعارضة منذ اشهر ويحاولون السيطرة عليها، وبلدة انخل في ريف درعا. وبدا أن وتيرة العمليات العسكرية سترتفع في حلب بعد سقوط مدينة القصير في محافظة حمص في أيدي قوات النظام التي سيطرت أيضاً بمشاركة حزب الله على كامل المنطقة المحيطة بالمدينة، ما اعتبر مكسباً مهما لقوات النظام. إلا أن مدير المرصد السوري أكد استمرار وجود مئات من الجرحى العالقين في منطقة القصير، من دون أن تعرف الأمكنة التي يختبئون فيها تماماً. وعبر عن خشيته على مصيرهم. وكان عشرات الجرحى وصلوا من القصير خلال اليومين الماضيين إلى لبنان بعد مسيرات مضنية على الأقدام استمرت أياماً في مناطق وعرة وجبلية، وهم يتلقون العلاج في مستشفيات لبنانية في البقاع والشمال. وفي لبنان، يستمر التوتر الأمني متنقلاً بين المناطق على خلفية النزاع السوري، وسط تصعيد أيضاً في حدة الخطاب المذهبي والسياسي بين اللبنانيين المنقسمين بين مؤيدين للنظام السوري وغالبيتهم من أنصار حزب الله، ومناهضين للنظام ومعظمهم من أنصار قوى 14 آذار، ومن أبرز أركانها الزعيم السني سعد الحريري. وقد انفجرت عبوة ناسفة زرعت إلى جانب الطريق الدولية المؤدية إلى معبر المصنع الحدودي الرسمي بين لبنان وسوريا من دون أن تعرف الجهة المستهدفة فيها.من جهة ثانية، طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان من حزب الله والسفارة الإيرانية المساعدة في كشف المتورطين في مقتل الشاب الشيعي المعارض للحزب هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية.وقتل السلمان خلال مشاركته في تظاهرة نظمت قرب السفارة الإيرانية للاحتجاج على تدخل حزب الله العسكري في سوريا إلى جانب قوات النظام. وتعرض المحتجون لاعتداء من مجموعة موالية للحزب الشيعي تخلله إطلاق نار تسبب في مقتل السلمان.من جانب آخر، قالت قناة الجزيرة القطرية إن زعيم القاعدة أيمن الظواهري تدخل في خلاف بين جناحي التنظيم في العراق وسوريا وطلب منهما وقف الجدال. وكانت دولة العراق الإسلامية قد أعلنت في أبريل الماضي أنها اتحدت مع جبهة النصرة التي تقود الآن القتال ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأزعج هذا الإعلان جبهة النصرة التي أكدت ولاءها للظواهري لكنها قالت إنه لم يتم إبلاغها بأي اندماج.