كشف رئيس ائتلاف المعارضة السورية، معاذ الخطيب، في كلمته أمام القمة العربية من على المقعد المخصص لسوريا، عن طلبه من واشنطن توفير حماية صاروخية للمناطق المحررة، مؤكداً أن السوريين يرفضون «الوصاية»، ومطالباً بمقعد سوريا في الامم المتحدة.وكشف الخطيب في أول مشاركة من نوعها على هذا المستوى للمعارضة السورية في اجتماعات القمة العربية بعد تسلمها رسميا المقعد المخصص لدمشق عن طلبه من وزير الخارجية الأميركي جون كيري مد شبكة التغطية التي توفرها صواريخ باتريوت في تركيا إلى مناطق شمال سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، وقال إنه لم يقصد من هذا الطلب «تعزيز الوضع العسكري للمعارضة أو القتال، وإنما لحماية المدنيين وتشجيع من هاجروا أو نزحوا على العودة لديارهم»، مؤكداً أن «الوزير الأميركي وعد بدراسة الوضع، وما نزال ننتظر الجواب».شعب مظلوموقال الخطيب «نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم بكافة صوره واشكاله، من كل اصدقائنا واشقائنا، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الامم المتحدة والمنظمات الدولية وتجميد اموال النظام التي نهبها من شعبنا وتجنيدها لإعادة الاعمار».من جهة اخرى، دعا الخطيب الولايات المتحدة الى لعب دور اكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين.وقال «نحن لا نخجل» من الحصول على مساعدات مخصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعا «لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا».وقال الخطيب إن ما جرى يمثل «بداية لرد الحقوق»، مضيفا القول إنه يحمل «التحية من شعب شجاع صار ربع سكانه مشردا ودفع ثمنا لحريته قرابة مائة ألف شهيد على يد نظام متوحش أرعن».وأشار الخطيب إلى أن الشعب السوري «يُذبح أمام أنظار العالم منذ سنتين بينما بعض الحكومات تحك رأسها». مؤكداً أن «السوريين يرفضون وصاية أي جهة على قراراتهم». وتابع بالقول: «قد تتقاطع مصالحنا مع بعض الجهات ولكن ثورتنا من صنع نفسها، وقد فجرها الشعب وسيقرر طريقها».محاولات للتشويشواعترض الخطيب على ما قال إنها «محاولات للتشويش على الثورة» محددا ثلاثة محاور لتلك «المحاولات» تتعلق بملفات الأقليات والأسلحة الكيماوية ووجود المقاتلين الأجانب ومن يوصفون بـ«الإرهابيين»، مضيفاً أن «من يتحدث عن الأقليات ذلك فلينظر ماذا فعل النظام مع الأقليات في لبنان.. وما فعله مع الفلسطينيين والأكراد، وكذلك مع العلويين»، أما بالنسبة للأسلحة الكيماوية، فقد ذكر الخطيب أن هناك من «مرر رسائل» حول إمكانية تدمير هذه الأسلحة من قبل الثوار في وقت لاحق، دون أن يحدد هوية الجهة التي تقف خلف تلك الرسائل.وقال الخطيب «إن تحديد طريقة التعامل مع السلاح الكيماوي ستتم من خلال مؤتمر وطني وعبر قرار جامع وفي ظل أجواء أكبر تتعلق بنزع الأسلحة الكيماوية والنووية من المنطقة برمتها، مضيفا التأكيد أن «المعارضة لن تبيع وطنها».وحول وجود المقاتلين الأجانب والحديث عن وجود من يوصفون بـ«الإرهابيين» في صفوف الثوار قال الخطيب: «هل إرهاب الدولة مقبول؟ ماذا عن آلاف الخبراء الروس ومقاتلي حزب الله؟»، مبينا أنه رد على رسائل عدد من الأمهات الأجنبيات اللواتي خاطبنه حول ذهاب أبنائهن للقتال في سوريا بالقول: «لدى أولادكم ضمير حي».مهنئونوبعد رفع الجلسة الافتتاحية اصطف عدد كبير من رؤساء الوفود المشاركة في القمة العربية المنعقدة في الدوحة في طابور طويل لتقديم التهئنة إلى معاذ الخطيب، رئيس وفد سوريا للقمة العربية، بتسلمه مقعد سوريا في القمة.ووقف معاذ الخطيب خلف مقعد سوريا، بعد أن قدمت إليه غالبية الوفود التحية والتهئنة. وكان في مقدمة المهنئين أمير قطر حمد بن خليفة آل ثان، والرئيس المصري محمد مرسي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو.وكان ملفتًا للانتباه تخلف وفود كل من العراق ولبنان والجزائر عن تقديم التهئنة، وكانت أول الوفود التي غادرت القاعة.وتسلم الخطيب مقعد سوريا رسميًّا باعتباره «ممثلاً شرعيًّا للشعب السوري» في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بالعاصمة القطرية الدوحة، والتي تنعقد لمدة يومين.وجلس الخطيب على المقعد المخصص لسوريا والذي ظل شاغرًا منذ نوفمبر 2011 حين قررت الجامعة العربية تجميد مقعد سوريا؛ لعدم استجابة نظام بشار الأسد لمطالب الثورة السورية. وجلس خلف الخطيب رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو.وتم وضع علم «الاستقلال السوري» بألوانه الأخضر والأبيض والأسود وتتوسطهم ثلاث نجوم حمراء الذي اعتمده رئيس وفد الائتلاف السوري المعارض أمام مقعد سوريا والخطيب.الأطلسيأكد مسؤول في حلف شمال الأطلسي أنه لا يعتزم التدخل عسكريا في سوريا بعد أن طالب رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب الولايات المتحدة باستخدام صواريخ باتريوت لحماية المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة من الهجمات الجوية.