توصلت الكوريتان أمس بعد محادثات ماراثونية إلى اتفاق لعقد اجتماع بينهما على مستوى الحكومتين في سيؤول هو الأول بينهما منذ عام 2007، كما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب». وتم التوصل الى الاتفاق حول عقد الاجتماع في سيؤول بعد 18 ساعة من المحادثات بين مسؤولين من البلدين في بلدة بانمونجوم الحدودية حسب ما اعلنت الوكالة. وبانمونجوم هي البلدة التي تم فيها توقيع اتفاق الهدنة الذي وضع حد للحرب في شبه الجزيرة الكورية. والمحادثات الثنائية هي الاولى بين الكوريتين منذ اكثر من عامين بعد اشهر من التوترات العسكرية على خلفية برنامج التسلح النووي الكوري الشمالي. والهدف الرئيسي من هذه المحادثات تحديد جدول الاعمال ومكان الاجتماع وموعده. وأعلنت وزارة إعادة التوحيد الكورية الجنوبية أن الجانبين توصلاً في بانمونجوم إلى تفاهم جزئي حول بعض المسائل العالقة بين بيونغ يانغ وسيول، بحسب وكالة يونهاب. واضافت الوزارة ان «الجانبين اصدرا بيانات منفصلة حول نتائج المحادثات بعد ان فشلا في التقريب بين وجهات النظر لجهة مستوى الوفود وجدول الاعمال». من جهتها، اعلنت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الاجتماع المقبل سيخصص قبل كل شيء لاعادة العلاقات التجارية بين البلدين وخصوصا اعادة فتح مجمع كايسونغ الصناعي. واغلق المجمع الواقع في الأراضي الكورية الشمالية على بعد 10 كلم من الحدود، من قبل بيونغ يانغ في ابريل الماضي بعد تصعيد التوتر إلى أعلى مستوى له منذ اسابيع في شبه الجزيرة الكورية.ويتمتع المجمع الذي يعمل فيه أكثر من 50 ألف عامل من الشمال ومئات من المدراء من الجنوب بدلالة رمزية كبيرة، وهو يعتبر المصدر الأساسي من العملات الاجنبية للشمال. وانشئ المجمع في إطار «دبلوماسية شعاع الشمس» التي انتهجتها سيؤول بين 1998 و2008 لتشجيع الاتصالات مع كوريا الشمالية. ومن بين المواضيع التي سيتم التباحث بها في الاجتماع المقبل، «مسألة لم شمل الأسر» و»غيرها من القضايا الإنسانية». وعقد اللقاء في بانمونجوم بعد ساعات فقط على انتهاء القمة بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ في كاليفورنيا. واعلن الرئيسان توافقهما حول الملف الكوري الشمالي واكدا انهما «على اتفاق حول كل اهداف نزع السلاح النووي» من شبه الجزيرة الكورية. وتم الاتفاق على عقد الاجتماع الحكومي في بانمونجوم بعد غد بعد تغيير مفاجئ في موقف الشمال الذي تخلى عن تهديداته العسكرية واقترح بدء حوار مع كوريا الجنوبية. ورحبت سيؤول بالتغيير في موقف بيونغ يانغ، إلا أن بعض الخبراء أوصوا بتوخي الحذر.«فرانس برس»