خلص المشاركون، في المنتدى الوطني حول دور المؤسسة التربوية في مواجهة العنف، إلى توصيات تؤكد ضرورة تشكيل لجان تكاملية بين مختلف المؤسسات المعنية وأولياء الأمور وجميع التربويين لتجفيف منابع العنف، وإطلاق حملات إعلامية لزرع الانتماء لدى الطلبة.وأجمع المشاركون، خلال جلسات أمس، على ضرورة وضع حلول جذرية وسريعة لمشكلة تصاعد العنف الموجه ضد المدارس في مملكة البحرين بالتعاون بين مختلف الجهات ومن بينها الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني، وضرورة الحفاظ على المباني المدرسية ومقتنياتها والنأي بالمدارس عن الصراعات السياسية. وطالب عدد من مديري المدارس المشاركين في المنتدى إلى ضرورة تنظيم حملة إعلامية كبيرة تهدف إلى ربط الطالب بمدرسته واعتبارها كوطنه الذي يعيش فيه بتنوعه وثرائه، مشددين على أهمية استغلال الإمكانات التي تتيحها وسائل الإعلام المختلفة بما فيها الوسائل الحديثة لتعليم الطلبة على احترام الآخرين والتسامح والتعاون والمساهمة في البناء لا الهدم. وقالت الخبيرة في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة د.بشرى أحمد إن البرامج الإعلامية دائماً تحمل رسائل موجهة إلى الجمهور، وهذه الرسائل تعتمد على خبرات سابقة، داعية التربويين وأولياء الأمور إلى توفير خبرات شخصية مبنية على الثوابت والقيم والتسامح. من جهته، قال خبير منظمة الإيسيسكو د.عبدالعزيز الجبوري إن الدراسات أكدت أن الأطفال الذين يحبون مشاهدة أفلام العنف في عمر الثامنة هم أكثر عنفاً، وفي عمر الثلاثين أصبحوا أكثر قسوة مع زوجاتهم ومجتمعهم، مشيراً إلى أن هناك مؤثرات كثيرة في حياتهم حملوها في أنفسهم طوال مسيرتهم الحياتية، فلم يتخلوا عن سلوكهم العدواني، إلا أننا لا يمكننا أن نجزم أن الإعلام المصدر الوحيد للعنف. وأوضح د.الجبوري أن مسألة تدفق المعلومات في عصرنا الحالي متنوعة وسهلة التداول، ما يجعل أولياء الأمور في حيرة لمواجهة هذه المشكلة، فمسؤولية الآباء تكمن في التربية السليمة، مما يجعل الابن قادراً على انتقاء المعلومات الصحيحة والمفيدة له في بناء منظومته السلوكية وترك المعلومات الهادمة.