كتبت ـ عايدة البلوشي:تحول مسرح الجزيرة في محافظة المحرق اعتباراً من الإثنين، إلى مركز ثقافي شامل تقدم على خشبته مختلف الفعاليات والمناشط الثقافية والفنية والأدبية دون أن تقتصر على العروض المسرحية. وافتتحت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة المركز بحلته الجديدة، بحضور محافظ المحرق سلمان بن هندي وعضو مجلس الشورى د.بهية الجشي وحشد من مثقفي البحرين والمهتمين بقضايا المسرح والشأن الإبداعي.وأعربت الوزيرة عن شكرها لجميع القائمين على إنجاح الاحتفالية بمركز الجزيرة الثقافي، مشيدة بفنانين قدموا الكثير لخدمة المسرح البحريني واستعادة ذكريات مسرحية جميلة استمرت لأكثر من 40 عاماً.وعبرت وزيرة الثقافة عن سعادتها بإنشاء مركز ثقافي في مدينة المحرق، وشكرت إدارة المركز على الدعوة متمنية النجاح والتوفيق لكل القائمين على المشروع.المركز ليس حدثاً طارئاًوقال رئيس مجلس إدارة المركز د.محمد الكويتي، إن مركز الجزيرة ليس جديداً أو حدثاً طارئاً على الساحة الثقافية، ولكنه امتداد لصرح ثقافي عريق هو مسرح الجزيرة الذي عاصر الحركة الثقافية في البحرين منذ بداياتها، وقدم الكثير من الأعمال مثلت البحرين عربياً وعالمياً، وإدراكاً من إدارة المسرح لرياح التغيير في الحركة المسرحية ارتأت إنشاء ملتقى الأحد الثقافي عام 1984، واستمرت مشاركته في طرح القضايا الثقافية المختلفة، وسرعان ما توسع النشاط ليشمل التثقيف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ثم جاء التدشين الجديد بعد ظروف عصيبة مر بها المسرح والملتقى وتوقف نشاطه عام 2008.وانتهز الكويتي الفرصة لتقديم شكره وتقديره لروح المثابرة والعزيمة القوية التي أظهرتها قيادة مسرح الجزيرة، وما أبدوه من إصرار في حفظ هذه المؤسسة وريادتها، موضحاً «في ضوء المعطيات والمتغيرات الجديدة توصلت الإدارة إلى ضرورة التحول الكامل إلى مركز ثقافي يسهم في نهضة البلاد من خلال اتخاذه خطاً فكرياً وثقافياً يسهم في بث ثقافة عقلانية تحليلية نقدية». ونبه إلى «في البحرين وعموم الخليج العربي والعالم العربي، نحن بأمس الحاجة لبناء جيل مثقف قادر على تقييم موضوعي وعقلاني مستقل يقود نهضة الأمة وفق منظومة قيمية تعزز الابتكار والإبداع والإنتاج».وأردف «يقال إن الثقافة هي ما يبقى مما تعلمه الإنسان بعد أن ينسى كل شيء، أي أنها ذلك الجزء في اللاوعي الذي يشكل سلوك وفكر وأسلوب تناول الإنسان لقضايا المجتمع، ومن هنا تأتي أهمية الثقافة في تشكيل الوعي العام وكيفية تعاطيه مع التحديات والمتغيرات». وتمنى الكويتي «أن نوفق في المشاركة ببناء هذا الجيل، وأن نسهم في صياغة وعي مجتمعي يدفع نحو التسامح وتقبل الآخر، وبذلك نكون حققنا شيئاً من أهدافنا ونختصرها في الارتقاء بمستوى الثقافة والفنون في البحرين، وربط العمل الثقافي بالواقع اليومي المعاش، والاهتمام بالعمل المسرحي من خلال تهيئة السبل للأعضاء المهتمين بشؤون المسرح لممارسة مختلف الأنشطة المسرحية والارتقاء بها». ولادة كيان ثقافيوأعلن رئيس مجلس إدارة مسرح الجزيرة السابق محمد الجزاف ميلاد وتدشين مركز الجزيرة الثقافي، وقال «هذا الكيان الثقافي الأصيل ولد من رحم هذه المؤسسة الثقافية بعد مضي 40 عاماً على وجودها في خارطة الحركة الثقافية في البحرين، وعبر هذا الاحتفال نعلن تدشين هذا المقر والمركز الثقافي والعديد من المحاور الثقافية والموضوعات الاجتماعية والجوانب العديدة التي تهم الوطن والمواطن على حد سواء، وتمس الواقع الراهن وتعبر عن متطلبات المرحلة المقبلة وتسهم في ترسيخ مفاهيم نتطلع إليها جميعاً منذ 40 عاماً على تأسيس المسرح عام 1974». وأعرب الجزاف عن خالص شكره وتقديره لوزيرة الثقافة لافتتاحها المركز ودعمها المتواصل للثقافة والمثقفين في عموم البحرين، منوهاً أن هذه المؤسسة تفخر وتعتز بمجلس الإدارة الجديد الذي تكون من مجموعة بارزة ورائدة من العاملين في المجال الثقافي والإداري وتتحمل بكل اقتدار هذه المسؤولية الكبيرة.وأشار إلى أن مركز الجزيرة الثقافي سيصبح أحد الشواهد الثقافية المميزة بالعمل الثقافي في البحرين، وتحتضنه مدينة المحرق التي عرفت بتاريخها الثقافي ورجالاتها وأدبائها ومفكريها عبر عقود طويلة، متمنياً أن يكون للمركز نشاط حيوي خاصة أنه أنشئ في مدينة عريقة استضافت العديد من المراكز والبيوت الثقافية، وكان لوزيرة الثقافة دور ريادي في هذا الزخم الثقافي الكبير. وعبر الجزاف في ختام كلمته عن جزيل شكره لوزيرة الثقافة ومحافظ المحرق على دعمهما المتواصل لهذه المؤسسة ولقطاع الثقافة والفنون وكل من ساهم وساند هذا الاحتفال ليظهر بهذا الشكل اللائق.من جانبه قال أمين سر المركز د.عبدالعزيز صويلح «حملت اللجنة المنظمة على عاتقها ولمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، الإعداد لهذا الاحتفال وأرادته أن يكون مميزاً ونوعياً يليق بتاريخ المؤسسة، من خلال تكريم رواد المسرح الذي استمر عطائهم منذ أربعين عاماً ولا يزال، ولم تشأ أن يكون هذا التكريم مقتصراً على رواد مسرح الجزيرة بل شمل شخصيات مدت يدها وعطاؤها معها منذ بداية التأسيس حتى يومنا».وأضاف «نحن إذ نحتفل بمناسبة افتتاح أول مقر دائم لمركز الجزيرة الثقافي، والذي تميزت به هذه المؤسسة الثقافية دون غيرها من المؤسسات الأهلية الأخرى، فإننا نحتفل بجهد كبير بذله رجال مخلصون في تأسيس هذا الصرح الثقافي الناهض بمسؤولياته والمدرك تمام الإدراك لدوره المجتمعي في هذه المرحلة المهمة من تاريخ البحرين السياسي الحديث.. ونتطلع إلى التواصل معاً ليستمر هذا العطاء الثقافي الأصيل في المملكة ومن مدينة المحرق مدينة الثقافة».وعلى هامش الحفل ألقى الشاعر عبدالرحمن رفيع قصيدة شعرية من وحي المناسبة.وفي ختام الحفل قدم الكويتي درعاً تذكارية لوزيرة الثقافة بمناسبة افتتاحها المركز، فيما كرمت وزيرة الثقافة المساهمين في إنجاح احتفالية الافتتاح والرواد والمساهمين والفنانين، بينهم محافظ المحرق سلمان بن هندي والشاعر عبدالرحمن رفيع والوجيه يوسف بن حسن العربي والوجيه محمد عبدالغفار العلوي، والمساهمين في بناء المقر ومؤسسي المسرح والمؤسسات المتعاونة.