عواصم - (وكالات): استخدمت حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس القوة ضد المتظاهرين الذين يطالبون باستقالته حيث أجبرت قواته المحتجين على إخلاء ساحة تقسيم في إسطنبول عشية لقائه المعلن مع ممثلين لهم. وفي تصميم على إنهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة التي تهز بلاده منذ 12 يوماً أكد أردوغان أمام نواب حزبه العدالة والتنمية أن حكومته لن تبدي «أي تسامح» بعد الآن حيال المتظاهرين.وقال رئيس الوزراء طيب أردوغان متحدياً إنه لن يرضخ للمحتجين. وأضاف متحدثاً بعد دخول قوات الأمن إلى الميدان «يقولون إن رئيس الوزراء فظ فماذا كانوا ينتظرون؟ أكنا سنركع أمام هؤلاء؟ إذا اعتبرتم هذا فظاظة فأنا آسف لكن هذا الطيب أردوغان لن يتغير».ووصف أردوغان المحتجين مراراً بأنهم «رعاع» أو «حثالة». كما أعلن في كلمته الأسبوعية للإعلان عن مقتل شخص رابع منذ بدء الأزمة وهو متظاهر توفي متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام في أنقرة. وأكدت وسائل الإعلام التركية مستندة إلى تسجيلات فيديو أن القتيل أصيب بعدة طلقات مصدرها شرطي، الأمر الذي لم تؤكده السلطات. وتدخلت قوى الأمن بكافة عتادها في ساحة تقسيم مركز حركة الاحتجاج وطردوا مئات المحتجين الذين أمضوا فيها ليلتهم باستهدافهم بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه. وما إن وفدت الشرطة حتى قامت مجموعات من المتظاهرين المجهزين بأقنعة الغاز بالرد بالحجارة أو بقنابل مولوتوف.وبعد 3 ساعات من المناوشات تمكنت قوى الأمن من إبعاد المحتجين من وسط الساحة. وتمت سريعاً إزالة الأعلام، واللافتات التي انتشرت في مختلف أنحاء تقسيم وكذلك التحصينات العشوائية التي أقيمت في مختلف الشوارع المودية الى الساحة. وأعلنت جمعية المحامين المعاصرين أن الشرطة اعتقلت 73 محامياً كانوا يحتجون على تدخل قوات الأمن ضد المتظاهرين في ساحة تقسيم بإسطنبول. وشجب رئيس نقابة المحامين في تركيا متين فيضي أوغلو التوقيفات. وأغرقت الشرطة مجدداً ساحة تقسيم بالغاز المسيل للدموع لإبعاد المحتجين. ولم تعمل الشرطة على طرد مئات المحتجين الذين يعتصمون في حديقة جيزي المتاخمة لساحة تقسيم والتي أدى الإعلان عن تدميرها إلى انطلاق حركة الاحتجاجات في 31 مايو الماضي. لكن أردوغان أصدر تهديدات واضحة ان لم يغادروها سريعا. وقال أمام نوابه وسط تصفيقهم الحار ان»حديقة جيزي ليست إلا حديقة، وليست منطقة احتلال» متابعا «ادعو المتظاهرين الصادقين الى مشاهدة ما يحدث وفهم اللعبة الجارية والانسحاب من الحديقة».وفي وقت سابق، برر محافظ إسطنبول حسين عوني موتلو إخلاء ساحة تقسيم بان «مشهد المتظاهرين شوه صورة البلاد في العالم». واستقبل المتظاهرون المتفاجئون بتدخل قوى الأمن قرارات رئيس الحكومة بالاستغراب. وأتت السيطرة الرمزية على ساحة تقسيم غداة الإعلان عن لقاء بين أردوغان وممثلين عن المتظاهرين الذين وصفهم في خطابه بأنهم «عصابات نهب» أو «متطرفين» اليوم. وأبدى أردوغان تشدداً كبيراً حيال التظاهرات وتعرض لانتقادات جمة حول العالم.
السلطات التركية تخلي بالقوة المعتصمين بساحة تقسيم
12 يونيو 2013