دعا نائب الرئيس السوداني جماعات معارضة، أمس الثلاثاء، للمساعدة في إعداد دستور جديد، في علامة على تخفيف موقف الخرطوم في الآونة الأخيرة تجاه المسلحين منذ توقيع اتفاقيات بشأن أمن الحدود مع جنوب السودان هذا الشهر.وفي أول مؤتمر صحافي يعقده منذ عامين، وجّه علي عثمان طه دعوة الى كل من مالك عقار وعبدالعزيز الحلو، وهما زعيمان للمتمردين الذين يقاتلون في منطقتين على الحدود مع جنوب السودان، للمساعدة في إعداد دستور جديد كان من المفترض أن يعده السودان بعد انفصال الجنوب.وقال إنه "لا بديل عن الاستمرار في التوصل إلى حلول جزئية، عقار والحلو لهما الحق مثل أي مواطن سوداني آخر في المشاركة في وضع الدستور الجديد". ولمح الى أن تحسّن العلاقات مع جنوب السودان أتاح انفتاحاً في اتجاه متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان (شمال) الذين كانت سلطات الخرطوم تتهم جوبا بدعمهم.وعن إمكان لقائه الزعيم الإسلامي المعارض حسن الترابي قال طه: "لا أمانع من لقاء أي شخص سواء الترابي أو غيره، لكن المطلوب أن تكون اللقاءات مرتبطة بما يمكن أن يدفع الأمور الى الامام".مرحلة حوار داخلي وخارجيواعتبر طه أن "المرحلة الحالية مرحلة الحوار الوطني وهو توجه الحكومة بكل مكوناتها السياسية وحق المشاركة مكفول للجميع". وأضاف أن "المطلوب من القوى السياسية الجلوس والنظر في كيفية إيجاد إجابات لما هو صالح في أبواب الدستور الحالي، وما هي الأبواب التي تحتاج الى تعديل الأمر الذي سيقود الى دستور جديد".ويحتاج السودان الى دستور جديد يحل محل دستور 2005 الذي استند الى اتفاق السلام الذي أنهى حرباً أهلية بين الشمال والجنوب استمرت 23 عاماً وأدى الى انفصال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011.ومنذ صيف 2011، يخوض الجيش السوداني مواجهات مع متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المحاذيتين لجنوب السودان.ويقول خبراء إن طه هو الخليفة المحتمل للرئيس السوداني عمر البشير الذي أعرب عن نيته التخلي عن قيادة حزب المؤتمر الحاكم، علماً بأن السودان سيشهد انتخابات عامة في 2015.وأوضح طه أن "الأيام القادمة ستشهد مزيداً من التواصل بين الرئيسين البشير وسلفا كير (رئيس دولة جنوب السودان) لتأكيد الالتزامات والاتصالات والإجراءات التي تمت بشأن الاستقرار والسلام بين البلدين".