عواصم - (وكالات): قال نائب رئيس الحكومة التركية حسين جيليك في ختام اجتماع طويل بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان و»ممثلين» عن المتظاهرين «قد نطرح مسألة تطوير ساحة تقسيم في إسطنبول على اقتراع شعبي، وفي الديمقراطية وحدها إرادة الشعب هي التي تؤخذ بالحسبان»، فيما خيم هدوء حذر أمس على الساحة بعد عنف الليلة الماضي بين شرطة مكافحة الشغب ومتظاهرين وذلك بالتزامن مع بدء اللقاء بين أردوغان و»ممثلين» عن المحتجين. وفي صبيحة اليوم الـ13 للاحتجاجات ضد أردوغان بدت الساحة الشهيرة في قلب اسطنبول خاضعة لسيطرة مكثفة لقوى الأمن التي تحصنت خلف مدافع المياه على مدخل كل من الشوارع المتفرعة. وتمت إزالة الأعلام واللافتات والحواجز والسيارات المحروقة والبلاط وعبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة إي جميع إشارات الاحتجاجات والمواجهات الكثيفة التي جرت حتى فجر أمس.وفاجأت قوى الأمن الجميع وسيطرت على ساحة تقسيم بعد مغادرتها في بداية الشهر الجاري بحيث باتت معقلاً للتحرك الاحتجاجي. وحصلت مواجهات بين الطرفين استمرت نحو 20 ساعة استخدم خلالها المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف. وبمحاذاة الساحة لا تزال حديقة جيزي التي شكل الإعلان عن إزالتها شرارة انطلاق الاحتجاجات في 31 مايو بأيدي المتظاهرين. ففيما غادر بعض المعتصمين خيمهم تحت المطر خشية إخلاء الشرطة للحديقة ليلاً أصر المئات منهم على تمضية ليلة أخرى بلا راحة للدفاع عن «حديقتهم» وأشجارها الـ600.وفي العاصمة انقرة تدخلت الشرطة لتفريق 5000 شخص كانوا يهتفون «طيب اردوغان، استقل!».وسعت الشرطة إلى إخلاء حديقة كوغولو وسط العاصمة من عشرات المتظاهرين الذين يعتصمون فيها. وفي تصميم واضح على إنهاء الاحتجاجات السياسية غير المسبوقة التي تهز بلاده أكد أردوغان أمام نواب حزبه، حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الإسلامي، أن حكومته لن تبدي «أي تسامح» بعد الآن حيال المتظاهرين. وقال في كلمته «أتوجه إلى أولئك الذين يريدون مواصلة هذه الأحداث، والذين يريدون الاستمرار في زرع الرعب: إن هذه المسألة انتهت الآن. لن نبدي بعد الآن أي تسامح» واصفاً المحتجين مجدداً بأنهم «متطرفين» أو «عصابات نهب».ودعا رئيس حزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار اوغلو الرئيس التركي عبد الله غول الذي يعرف بانه اكثر اعتدالا من اردوغان الى جمع الاحزاب كافة لمحاولة الخروج من الازمة. في الوقت ذاته، دعا غول إلى الحوار مع المتظاهرين. مضيفاً «من يلجأون للعنف مسألة مختلفة ويجب أن نحددهم، يجب ألا نعطي العنف فرصة، لن يسمح بهذا في نيويورك أو في برلين».