استعرضت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، خلال استقبالها وفداً من أرامكو السعودية، برئاسة النائب الأعلى لرئيس العلاقات الصناعية، عبد العزيز فهد الخيال، عدداً من مشاريع الوزارة، بينها مشروع الاستثمار في الثقافة، مضيفة أن مملكة البحرين، تولي اهتماماً ورعاية للتراث الوطني والآثار، دعماً لقطاع السياحة، خصوصاً مع اختيار المنامة عاصمة للسياحة العربية 2013. وتبادل الوفد خلال الزيارة، الأفكار والآراء حول فرص التعاون المشتركة بين أرامكو السعودية ووزارة الثقافة، كما اطلع الوفد، على التجربة البحرينية في تأسيس وتطوير البنى التحتية الثقافية المختلفة. ثم أجرى الوفد جولة لعدد من المنشآت الثقافية والمعالم التراثية في المملكة، بدأت من المحرق، بزيارة لأحد معالم البحرين الثقافية والتراثية، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للدراسات والبحوث وبيوته التراثية، الذي يعد ملتقى للثقافة وشؤونها وموقع اتصال حضاري في حوار الحضارات. تم بناؤه في الموقع الأصلي للمجلس الأول لصاحبه الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، مع محاولة إبقاء الطراز المعماري المحلي المميز لمدينة المحرق، ويتبع للمركز عدد من البيوت التراثية، إضافة لبيت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة «بيت عبد الله الزايد – بيت محمد بن فارس – بيت الكورار – بيت النوخذة – بيت القهوة – مكتبة اقرأ – نزل».وعبر ممثلو الوفد عن بالغ إعجابهم بتجربة المركز، وبالدور التنويري الذي يؤديه على الصعيدين المحلي والإقليمي. وتابع الوفد زيارته، من ذاكرة التراث البحريني في المحرق، إلى المنامة، حيث يستذكر تاريخ الخليج العربي حكاياته في المعرض الدوري الرابع للآثار لدول مجلس التعاون، المقام بمتحف البحرين الوطني في ضيافة المنامة عاصمة السياحة العربية. ويتناول المعرض في نسخته الرابعة حكايات المدن وتطوّرها وفقًا للمتغيرات الإنسانية والحضارية والبيئية تحت عنوان «التطور المدني في الجزيرة العربية خلال العصور: تنوع ووحدة حضارية». ويستعرض في مساره البصري التطور العمراني لشبه الجزيرة العربية منذ عصور ما قبل التاريخ ولغاية الفترة الإسلامية. وعلى بعد خطوات من المعرض الدوري الرابع للآثار لدول مجلس التعاون، تقف إسطنبول، أرصفة وشوارع وحكايات وإنسان، في معرض «إسطنبول الحديثة – البحرين» للفن المعاصر المقام بمتحف البحرين الوطني، الذي يقدم أعمالاً مختلفة يصل عددها إلى 244 عملاً فنياً لـ 94 فنانا عاصروا فترات زمنية مختلفة من تركيا وتمعنوا جيدا في حقبها ومراحلها. وكان وفد أرامكو السعودية، على موعد في ختام جولتهم الثقافية مع بهجة الموسيقى، على خشبة مسرح البحرين الوطني، في عرض الفلامنكو المسرحي لمسرحية كارمن الشهيرة، بأداء الفنانة الإسبانية عايدة جوميز وفرقتها، حيث كانت لغة الموسيقى تجسيدا لملحمة درامية وحكاية مسرحية تناوبت فصولها لتشرح بطريقة الحركات التعبيرية وقائع الأحداث وتصاعدها. وأمضى الوفد في البحرين يوماً بمزاج عالمي، محلي وإقليمي وعالمي، ثقافة وفناً وتراثاً، وأثنوا على جهود التواصل الحضاري الذي تتسم به مملكة البحرين، وعلى التنوع الثقافي والحضاري الذي تسعى للاستفادة منه وتوظيفه كعامل غني.