كتب – الشيخ زياد السعدون:ما إن تصدر نتائج الامتحانات حتى تشتعل الكثير من حرائق الخلافات بين الآباء والأمهات، فإذا حدث وجاء الولد أو البنت بنتائج غير مرضية، إما بعلامات متدنية، أو رسوب في بعض المواد، تجد الأهل يتقاذفون الاتهامات، وكل يلقي اللوم على الآخر، وكل يتهم الآخر بالإهمال والتقصير، وعدم الاهتمام والمتابعة.أقول للأخوة والأخوات الذين لم ينجح أولادهم، أو لم يحصلوا على علامات مرتفعة، إن هذا الأمر لم يحدث الآن فهو ليس وليد الساعة وإنما هو نتاج عام كامل، وبدلاً عن تبادل الاتهامات، والهروب من تحمل المسؤولية، بدل ذلك كله لابد أن نفكر بهدوء ومن دون صراخ أو عويل بالأسباب الحقيقية وراء هذا الفشل، كي نتجنب تلك الأخطاء في السنة المقبلة، ونصنع من هذا الفشل والإخفاق مشروع نجاح على أسس ثابتة وقوية، كما ينبغي علينا أن لا نكرر على مسامع أولادنا أو بناتنا الذين تعثروا أنهم فاشلون وأنهم أغبياء وأنهم وأنهم......! فهذا يجعلهم يُصابون باليأس والإحباط، وربما يتولد عندهم قناعة يصعب محوها، أنهم لا يجيدون غير الرسوب والفشل الدراسي، إذن لابد من تحويل هذا الفشل إلى مشروع نجاح، ومن هذا التعثر انطلاقة جديدة موفقة بإذن الله، وأحياناً قد يحصل الخلاف بين الأبناء والآباء ليس بسبب الفشل وعدم النجاح، بل بسبب اختيار الكلية أو الجامعة المناسبة أو التخصص المناسب، فإن إصرار بعض الآباء والأمهات وعناد بعض الأبناء، قد يخلق مشكلة لا تنتهي آثارها لسنوات طويلة، فلابد أن نعطي مساحة كافية للحوار والنقاش، ولا نتشدد في فرض قرارات على أبنائنا، من دون إقناعهم بها، وعلى الأبناء أن ينظروا إلى طرح الآباء، لأجل مصلحتهم وأنه نتاج خبرتهم في هذه الحياة.