دبي - (سي إن إن العربية): استمرت تداعيات إعلان السلطات السعودية للمرة الأولى عن تورط إيران بخلية التجسس التي كشفت الرياض عن اعتقالها مؤخراً، إذ استنكر أكاديميون وعلماء دين في المملكة هذا العمل، واتهموا طهران بـ «الإفساد وخلخلة الأمن بأقدس البقاع»، متسائلين عن طبيعة «جرم التجسس والخيانة» بجوار الكعبة والمسجد النبوي.وفي هذا السياق، قال الأمين العام المساعد «للهيئة العالمية للتعريف بالرسول» خالد بن عبد الرحمن الشايع إن «الجميع في السعودية رجال أمن ضد المفسدين والخائنين مهما تستروا وخادعوا».وأضاف أن «أمن المملكة محل اهتمام مليار ونصف المليار من المسلمين بالنظر إلى مكانتها الروحية ومواقفها المشرفة بالدفاع عن قضايا المسلمين».وذكر الشايع أن «الجهات الاستخباراتية الإيرانية بهذه الأعمال الماكرة ضد المملكة فهي في الحقيقة إنما تسدد طعنةٌ خائنة ضد المسلمين وضد مقدساتهم، لأن التجسس الذي يصنعونه ليس للخير والرشد، ولكنه بالشرِّ والإثم الذي يريدون من ورائه الإفساد وخلخلة الأمن بأقدس والبقاع».واعتبر الشايع أن «الكشف عن الشبكة، التي تضم 18 شخصاً، بينهم إيراني ولبناني، قد بين جهات وأشخاصاً يبطنون خلاف ما يظهرون، واستبان بشكل صريح ولاؤهم وميلهم، حيث ظهر ذلك منهم حين أرادوا تبرئة المقبوض عليهم»، في إشارات ضمنيه منه إلى بيانات ذات طابع مذهبي صدرت تستنكر إعلان اعتقال الخلية.من جانبه، قال أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض أحمد بن عثمان المزيد إن «هذه الحادثة «تصطبغ بخطورة نوعية، باعتبار أنها ضد المملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين».واضاف «من شدة إجرام هذه الشبكة ومن يقف وراءها في الجهات الاستخباراتية الإيرانية أنها لم ترع حرمة المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، أقدس البقاع وأطهرها».واعتبر المزيد أن «نشاط الشبكة لا يضر بالسعودية وحسب، بل بجميع المسلمين في أرجاء العالم»، معتبرا أن ذلك «يوجب على علماء المسلمين ودور الإفتاء والمثقفين والمنظمات والمراكز في جميع أنحاء العالم أن يقابلوا هذا الإفساد الإيراني بالاستنكار الشديد والمعلن، وأن أمن الحرمين خط أحمر لا يجــوز تخطيــه».وتساءل المزيد، في رأي مكتوب «هل يرضى أيُّ مسلم بتعريض هذه المقدسات لعبث السياسة الإيرانية وبهلوانياتها المجرمة..؟ آن لدول العالم كافة أن تراجع النشاطات الإيرانية في كل دولة، حتى ولو تسترت بالثقافة وغيرها، فهي يوماً بعد آخر تثبت أنها تضع في أجندتها تصدير الثورة باستغلال الدين الإسلامي، والإسلام منها براء».