حاوره – مازن أنور: نعم كان قدومه سريعاً ومغادرته أسرع .. مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الأرجنتيني غابرييل كالديرون لم يجد أمامه سوى سبعة أشهر ونصف وضع من خلالها لمساته مع منتخبنا الوطني، وحبينما وضع قدمه في الطريق الصحيح، لم تفلح المفاوضات التي جمعته مع الاتحاد البحريني للبقاء والاستمرار بعد أن وقف العائق المالي أمام رغبة الطرفين في التجديد.كالديرون حزم أمتعته مساء يوم الخميس الفائت وقبلها أبى إلا أن يلتقي عدداً من لاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم وتحديداً لاعبي الخبرة منهم، ثم أبى إلا أن يجمع الجهاز الفني المساعد والإداري في منزله من أجل أن يستذكر تلك اللحظات التي قضاها معهم سواءً الحزينة أو السعيدة.كالديرون خص «الوطن الرياضي» بلقاء مطول قبل مغادرته البحرين، فعلى الرغم من رغبته في عدم التحدث إلا أنه وافق بعد إلحاح، فكان لطيفاً في إجاباته ولم يطلق نيرانه في كل اتجاه، علماً بأنه خرج غاضباً من اتحاد الكرة بعد ذلك الاجتماع الذي أخبره خلاله الشيخ علي بن خليفة نية الاستغناء عن خدماته وعدم التجديد.عدم التجديد لكالديرون قسم الشارع وكما أسلفنا سابقاً، ولكن الحديث عن هذا الأمر «لا يغني ولا يسمن من جوع» الآن، ولكن الأهم بأن كالديرون وصف فترته القصيرة مع الأحمر بأنها إيجابية ولعل المتتبع لهذا الأمر يُدرك بأن كلامه كان منطقياً لا سيما وأنه أعاد نوعاً من الهيبة للمنتخب والتي تم افتقادها في السنوات الأخيرة وأبرزها الحماس والإصرار من قبل اللاعبين، ويبدو بأن هذا الأمر كان نتاجاً طبيعياً للعلاقة المتميزة التي بناها مع اللاعبين.«الوطن الرياضي» تدعوكم لمتابعة الحوار الأخير والذي أطلقت عليه «حوار الرحيل» مع الأرجنتيني غابرييل كالديرون .. وإليكم تفاصيله:- س : بعد انتهاء العلاقة بهذه السرعة مع الاتحاد البحريني لكرة القدم .. ما هو السبب الرئيس في اعتقادك؟حقيقةً لا أعلم ما هو سبب انتهاء العلاقة بهذه السرعة، أعتقد بأن قرار فك الارتباط كان قرار الاتحاد وليس بقراري حيث سبق وأن أعلنت رغبتي في الاستمرار، ولكن أنا مدرب محترف وبالنسبة لي الموضوع مع اتحاد الكرة البحريني قد انتهى، وهنا أود أن أقدم كلمة شكر للجميع مؤكداً لكم بأن بلدكم رائع وشعبكم جميل جداً. س: ما هو الخلاف الرئيس بينك وبين اتحاد الكرة في مسألة التفاوض؟؟ لا يوجد أي خلاف، وأعتقد بأن التفاوض بحد ذاته يعني بأن هنالك تبادلاً في وجهات النظر، وأنا أرى بأن المفاوضات بيني وبين الاتحاد البحريني لكرة القدم كانت عادية وكانت شبيهة بجميع المفاوضات التي سبق وأن خضتها مع أطراف وجهات رياضية كأندية أو اتحادات وطنية. س : البعض يرى بأنك وضعت مبلغاً مُبالغاً به للاستمرار مع الأحمر .. تعليقك؟؟لا لا على الإطلاق، لم أبالغ في المبلغ الذي وضعته كشرط على الاتحاد البحريني لكرة القدم، وللعلم بأنني وافقت على عرض اتحاد الكرة البحريني في نهاية المفاوضات حيث اعتبرته بعد أن اقتنعت بأنه عرض جيد ولم أبالغ في طلباتي أبداً ولم أكن طامعاً، ولكن حتى موافقتي على العرض المقدم من الاتحاد أدت لعدم استمراري ولا أعلم لماذا!!. س : يُقال بأنك كنت تبحث عن المال وليس تطوير المنتخب البحريني .. ما هو ردك أو تعليقك؟بالنسبه للمال فإنني أود أن أوضح بأن عقدي في أي دولة أخرى أو أي نادٍ آخر سيكون بكل تأكيد أكثر من عقدي الذي كنت سأتقاضاه في البحرين، ولكن ما كان يشجعني للبقاء في البحرين هو التحدي الصعب الذي كان ينتظرني مع منتخب بلادكم والمتمثل في الفوز ببطولة مع الأحمر سواءً خليجية أو عربية أو حتى قارية، هنا أؤكد لك بأنني كنت واثقاً ومتأكداً من أننا كمجموعة أنا واللاعبون كنا نستطيع الحصول على بطوله فأنا كونت فكرة كبيرة عن اللاعبين وأصبحت أثق فيهم بنسبة 100%. س : كيف تقيم تجربتك القصيرة مع المنتخب البحريني؟ البحرين هي رابع دولة أعمل بها في منطقة الخليج وأرحل عنها، وأنا سعيد جداً لأن العلاقة التي تربطني باللاعبين البحرينيين هي علاقة استثنائيه لأنني أُعجبت جداً بعقليتهم التنافسية وقلوبهم النقية ومستواهم الفني الرائع.وبالنسبة للنتائج فإن الأرقام تؤكد بأن تجربتي مع منتخب بلادكم كانت ممتازة على الرغم من الوقت القصير الذي عملنا فيه، فمع منتخبكم الأساسي لعبنا 17 مباراة أحرزنا 20 هدفاً ودخل مرمانا 5 أهداف وفزنا في 9 مباريات و تعادلنا 7 و خسرنا مباراة واحدة وتلك النتائج تعتبر رائعة مقارنة بالنتائج السابقة التي سبقت قدومي، فيما النتائج مع الفريق الاحتياطي تمثلت في لعب 3 مباريات خسرنا اثنتين وتعادلنا مباراة واحدة استقبلت شباكنا تسعة أهداف وأحرزنا هدفين. س : كثير من لاعبي المنتخب أبدوا أسفهم لرحيلك .. ماذا يعني لك ذلك؟نعم لقد قرأت تصريحات بعض اللاعبين، بالنسبة لي شعرت بالحزن والأسى أيضاً، لا سيما وأننا كنا نعتبر بأننا وضعنا قدمنا على بداية الطريق، ولكن في ذات الوقت يجب أن ننسى الأسى والحزن ونستذكر الوقت الجميل ونشعر بالرضا الكبير وبالعمل الضخم الذي قمنا به معاً والعلاقة الجميلة الإنسانية التي كانت ترطبنا والتي كانت تعتمد على الحب والاحترام المتبادل وأعتقد بأن هذا هو السبب الرئيس في تأثر البعض من الفراق كما إنه السبب الرئيس للنتائج الرائعة التي حققناها والمستوى الذي قدمناه على الرغم من أننا لم نفز ببطولة. س : هل حصلت على الدعم الكافي من قبل اتحاد الكرة في فترة عملك؟لا أنكر بأن الاتحاد البحريني لكرة القدم قدم الدعم المطلوب منذ قدومي وقاموا بتوفير كامل احتياجاتي، وأعتقد بأن هذا المجهود والدعم كان مضاعفاً في بطولة كأس الخليج وأعتقد بأن المستوى في كأس الخليج كان جيداً وهذا دليل بأن أمور الفريق كانت تسير على ما يرام. س : ما هي نواقص الكرة البحرينية بحسب خبرتك القصيرة الماضية وما هي إيجابياتها؟في الحقيقة بأن البحرين وعلى الرغم من قلة عدد سكانها إلا أنها تمتلك لاعبين هم الأفضل من حيث الجودة على مستوى المنطقة الخليجية، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يشفع للكرة البحرينية والتي تعاني من ضعف وتواضع المستوى الفني للدوري وللمسابقات بشكل عام، حيث إن استمرار معاملة اللاعبين بنظام الهواة يخلق فارقاً بين اللاعب البحريني والخليجي، وبالتالي من الضروري نقل الكرة البحرينية إلى مرحلة الاحتراف. س : كنت قريباً من الكرة البحرينية .. ماذا تتوقع لها في المستقبل؟لا أستطيـــع التكهـــن بالمستقبـــل الـــذي ينتظرالكرة البحرينية لأنني سأكون بعيداً عنها وهذا يتوقف ويعتمد على الكثير من الأمور في مقدمتها الخطط التي سيضعها الاتحاد للمنتخبات في الفترة القادمة وهل تلبي الاحتياجات وتساعد على الارتقاء بالكرة البحرينية، والمدرب القادم الذي سيقود الفريق وهل سيستطيع تحديد جوانب القصور والعمل على معالجتها، بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة، ولعلني وضعت شرطاً قبل تجديد التعاقد وأعلنت عنه تمثل في أهمية تطوير العمل التنظيمي للكرة البحرينية وهذا أمر مهم في السنوات القادمة. س : هل يمكن لكالديرون أن يعود مجدداً إلى البحرين؟لا أعرف ولا أحد يمكنه أن يتوقع هذا الأمر، فأنا مدرب محترف ومتى ما أتيح لي العرض المناسب من جميع الجوانب فإنني قد أتواجد في أي مكان وأي دولة سواءً البحرين أو غيرها. س : كلمة أخيرة قبل مغادرة البحرين؟قبل المغادرة أشكر جميع من عاونني في مهمتي ومنهم الجهاز الفني المساعد والجهاز الإداري واللاعبون على المجهود الذي قدموه وقاموا به من أجل منتخب بلادهم، وأشكرهم على المحبة التي استقبلوني بها والشكر موصول لأهل هذا البلد الذين أشعروني بأنني في بيتي الثاني ولم أشعر بالغربة إطلاقاً، وأتمنى أن أراكم عما قريب.