الهوية هي الإعلاء من شأن الفرد والوعي بالذات الثقافية والاجتماعية، وقد انطلقت الهوية العربية من مبدأ التغيير مع البقاء على الثوابت ولكن بالرغم مما تتعرض له اللغة العربية من محاولات لطمسها ومحوها إلا أنها تأبى ذلك وتظل باقية مادام أبناؤها يفخرون بها ويحافظون عليها، فلكل أمة مرتكزاتها الثقافية التي تمثلها وتعتز بها وتعمل على الحفاظ عليها من خلال تنميتها وإبرازها في جميع المحافل الدولية، حيث تمثل اللغة مصدر الانتماء.فالثقافة العربية مرت بالعديد من المتغيرات التي تحمل في طياتها الاختراق الثقافي الذي يهدف إلى تكوين ثقافة عالمية موحدة هدفها السيطرة على الثقافات الأخرى لما فيها من قيم ومعايير وسلوك وعادات خاصة، الأمر الذي أدى إلى حدوث تشويش للهوية الثقافية وفقدان التوازن. والمعيار الذي نحدد به هوية المجتمعات هو الثقافة فلا يمكننا تخيل مجتمع خالٍ من الهوية والثقافة والتميز، ولا شك بأن تعلم لغة أخرى إلى جانب اللغة الأم والاستفادة منها أمر مهم ومرغوب وذلك لبناء جسور التواصل بين الدول ولكن في الوقت ذاته يجب علينا كأبناء للأمة العربية أن نعمل على ترسيخ الثقافة الوطنية واللغة وحمايتها من التحريف والتشويه. إن التمسك بالهوية العربية لا يعني الانغلاق وإهمال الماضي ولكن تعني المحافظة والاعتزاز باللغة الأم وبما أن الهوية الثقافية هي أساس الانتماء نجد أنه من الممكن أن يكون لدى الشخص هوية ثقافية محددة تسعى إلى صنعها وإظهارها. يجب على مجتمعنا العربي أن يعزز قسمة الهوية العربية في نفوس أبنائه ولا مانع من تخصيص يوم للاحتفال به، فغرس تلك القيم في نفوس الأطفال منذ الصغر سيترك الأثر الإيجابي في حياتهم مستقبلاً وينشئ جيلاً عربياً فخوراً بهويته معتز بلغته.مريم غازي الشايجي