كتب - عبد الله إلهامي: اعتبر رئيس تحرير قناة «العرب» الإخبارية الإعلامي جمال خاشقجي الوحدة الاقتصادية الكاملة بين دول مجلس التعاون الطريق الأمثل لقيام اتحاد قوي قادر على الاستمرار والتطور، داعياً إلى العمل الاقتصادي الخليجي المشترك في إطار من الشفافية والصراحة. وأضاف خاشقجي: علينا أن نعرف عن كثب ما هي المشاريع المتعثرة بين دول مجلس التعاون، ومنها معوقات الاتحاد الجمركي، وعدم تحقيق حلم الوحدة النقدية الخليجية حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك بعض دول الخليج لا تسمح بممارسة بعض المهن لمواطني الدول الأخرى. وتابع خاشقجي، خلال ندوة «الطريق إلى الاتحاد الخليجي» بجمعية الصحافيين أن الاتحاد الخليجي يشغلنا جميعاً، وأجد اهتماماً واسعاً به في العواصم الخليجية خصوصاً هنا في البحرين، ولو كان هذا الاتحاد قراراً سياسياً لوصلنا إليه، ولو كانت الرغبة شعبية لتحققت فالنوايا موجودة، لكن الحقيقة هي أن الاقتصاد هو الأساس. وأوضح أن هناك عدة تصورات وأفكار حول الاتحاد الخليجي فالبعض يدعو لتطوير مجلس التعاون والبعض يريد اتحاد اندماجي، والبعض يرى أن هذا الاتحاد يمكن أن يقوم بين دولتين أو ثلاثة ثم تدخل فيه باقي الدول، مؤكداً أنه لا بد من تأسيس الاتحاد الخليجي المرتقب على قواعد صلبة، تشكل قيمة مضافة إلى قواعد الاندماج الثقافي والسياسي والاجتماعي بين دول الخليج، موضحاً أن المعرفة الحقيقية المؤدية للوحدة الخليجية هي المعرفة الاقتصادية، والاقتصاد هو الذي سيؤدي إلى هذه الوحدة وهو الذي سيحافظ عليها. ودعا خاشقجي الإعلاميين إلى الاهتمام بالاقتصاد كطريق لتحقيق الوحدة الاقتصادية، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من المشاريع الخليجية المشتركة الكفيلة بتحقيق الوحدة الخليجية والتي نحتاج كإعلاميين أن نعرف عنها أكثر لنوضحها للرأي العام الخليجي ونثيرها مع المسؤولين، منها مشروع سكة حديد الخليج التي تربط البحرين والسعودية وقطر والإمارات وعمان والكويت. وأكد أن أهم إنجاز حققه مجلس التعاون هو الوحدة الجمركية، لافتاً لوجود عدد من أسباب نجاح التعاون الاقتصادي الخليجي مثل ميناء جبل علي في الإمارات الذي أصبح يستقبل سلعاً للسعودية أكثر مما يستقبل سلعاً للإمارات، إضافة إلى أن تجارة التجزئة بين دول مجلس التعاون هي الأسرع نمواً فعلى الأقل 7500 سلعة مستثناة من الجمارك وتتنقل بين دول المجلس بحرية مطلقة، كما إن التجارة البينية الخليجية ارتفعت من 15 مليار دولار العام 2002 إلى 64 ملياراً في 2010.وذكر خاشقجي «خلال الستة أشهر التي عشتها مؤخراً في مملكة البحرين وجدت أن هذه المملكة متطورة جداً في مجال التشريعات ومنها التشريعات الاقتصادية، ويمكن أن تكون مصدِّرة لهذه التشريعات إلى باقي دول المجلس، ونحن كخليجيين نحتاج إلى التعرف على تجارب مثل مركز التحكيم التجاري في البحرين الرائد على مستوى الخليج».من جانبها، قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب المتحدث الرسمي باسم الحكومة إن الإعلام في الخليج يحتاج إلى وسيلة إعلامية تقوده نحو قضية الاتحاد الخليجي. ودعت رئيس تحرير قناة العرب الإخبارية جمال خاشقجي، إلى أن تكون القناة الأداة الإعلامية الجديدة التي تتبنى قضية الوحدة بأبعاد إعلامية مختلفة، وتقود الإعلام في هذا الجانب، ليصبح لدى الإعلاميين مصدر وسند يلجئون إليه ويتبنون طريقه، مؤكداً أن النبتة الأولى موجودة ومن الممكن أن يكون هناك نوع من تبني القناة لمسألة الاتحاد ورفع راية ذلك، ما سيكون جزءاً من المشروع بشكل كامل. وأكدت رجب أن البعد الاقتصادي للاتحاد الخليجي يمس كل فرد في المنطقة ولا يقتصر على الأنظمة فقط، فالاتحاد له بعد معيشي يمس كل فرد وعلينا أن ندرس تلك الجوانب.وأعربت الوزيرة عن سعادتها لكون خاشقجي هو من يرأس ويدير قناة العرب، مردفة: نحن نعول على أن تظهر قناة العرب كوسيلة إعلامية قوية في المنطقة. بدوره قال رئيس جمعية الصحافيين مؤنس المردي إن المجلس الإعلامي الذي تقيمه الجمعية بشكل دوري يتكلم عن شؤون الساعة سواء كانت مهنية أو سياسية أو غيره، مشيراً إلى أن ما تمر به المنطقة من أزمات ومخاطر يدعو الجميع إلى التساؤل حول الطريق للاتحاد، حيث تناولت الندوة هذا الجانب من النواحي الاقتصادية، كون خاشقجي يرى أن بداية الاتحاد تأتي من اتحاد الكتلة الاقتصادية في الخليج.وأضاف: تحدثنا كزملاء مهنة ونتفق في الرؤى المتمثلة في أن كل الدول الخليجية يجب أن تركز على النقاط الأساسية في الاقتصاد، مبتعدة بذلك عن الإحباطات، إذ إن الاتحاد بدأ بالفعل بالتوحد الجمركي، ويجب على الصحافة والإعلام إظهار وطرح المشاريع المشتركة التي قامت بين دول التعاون، لتكون أداة ضغط على أصحاب القرار، معبّرة عن المطلب الشعبي المنادي بالاتحاد. وتابع المردي: استمعنا اليوم إلى أفكار جديدة من شخص له باع طويل في لعمل الإعلامي وعلى احتكاك كبير مع القضايا الخليجية الكبرى وهو الإعلامي الكبير جمال خاشقجي، معرباً عن أمله في أن تشكل الأفكار التي طرحها الإعلامي خاشقجي والمداخلات التي تخللت اللقاء خطوة ذات معنى على طريق الاتحاد الخليجي المنشود.